عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 02-01-2011, 11:01 AM
المتفائل2012 المتفائل2012 غير متواجد حالياً

عضو مشارك

 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 49
افتراضي



لقاء الرسالة

٨٥ ، بعد أن قضى مدة خمس سنوات في المعتقل بتهمة /١١/ أفرج عن الطالب عبد المنعم أبو عطايا بتاريخ ١٤
أمنية، وقد اخترنا أن نجري معه هذا اللقاء، بعد أن التحق هذا الفصل بالجامعة لمواصلة تحصيله العلمي.
أسرة الرسالة
الاسم: عبد المنعم محمد حسان أبو عطايا.
.١٩٥٥/٨/ تاريخ الميلاد: ٢٠
الحالة الاجتماعية: أعزب.
.١٩٧٩- تاريخ الالتحاق بالجامعة: العام الدراسي ١٩٧٨
المستوى: سنة ثالثة، علم اجتماع.
س. ما هي المضايقات التي تعرضت لها من قبل سلطات الاحتلال قبل التحاقك بالجامعة؟
عبد المنعم: اعتقلت في شهر نيسان عام ١٩٦٩ لمدة ١٨ يومًا وحكم علي بغرامة مالية مقدارها ٦٠٠ ليرة إسرائيلية
أي ما يعادل ٣٥ دينارًا آنذاك.
عام ١٩٧١ اعتقلت لمدة ثمانية أشهر، وبعد الإفراج عني بمدة ثلاث أشهر اعتقلت لمدة سنتين بتهمة التنظيم وحيازة
أسلحة.
في عام ١٩٧٥ اعتقلت لمدة ١٨ يومًا وبعد فترة بسيطة من الإفراج عني اعتقلت لمدة ستين يومًا وذلك أثر أحداث
مقاومة للاحتلال وقعت في قطاع غزة.
عام ١٩٧٦ اعتقلت لمدة سنتين وأفرج عني في العام ١٩٧٨ ، حيث التحق بالجامعة في ذاك العام.
س. كيف تم التحاقك بجامعة النجاح الوطنية؟
عبد المنعم: بعد خروجي من المعتقل، علمت بوجود جامعة في الأرض المحتلة تحافظ على بقائي وانتمائي لهذه
الأرض، حيث كنت قد أكملت دراستي الإعدادية والثانوية بما فيها الثانوية العامة في معتقل غزة ومعتقل بئر السبع.
رسالة النجاح، العدد ٤٧ ، حزيران ١٩٨٦
١٥
س. ما هي المضايقات التي تعرضت لها أثناء وجودك في الجامعة؟
عبد المنعم: اعتقلت عام ١٩٧٩ لمدة ١٨ يومًا، ودفعت غرامة مالية مقدارها ٨٠٠٠ ليرة –أي ما يعادل مئة دينار
أردني- وكان معي بعض الإخوة حيث جاء الاعتقال أثر إحياء ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية. وفي العام ١٩٨٠
اعتقلت لمدة أربعة أشهر، وبعد فترة بسيطة من الإفراج عني تم استدعائي من قبل المحكمة العسكرية في غزة
١٩٨٠ ، وكان علي أن أثبت وجودي يوميًا /١٠/ وإبلاغي بأمر الإقامة الجبرية لمدة ستة أشهر وكان ذلك بتاريخ ١٩
الساعة السادسة مساءً في مركز شرطة غزة. وكنت أغادر غزة للجامعة الساعة الرابعة صباحًا يوميًا حيث أصل
الساعة الثامنة وعندما أنهي دوامي الجامعي الساعة الثانية ظهرًا كنت أعود إلى غزة لإثبات وجودي في مركز
الشرطة، و كثيرًا ما كنت أصل الساعة السادسة أو السادسة إلا خمس دقائق متحديًا بذلك الظروف القهرية التي
فرضها الاحتلال. وبعد انتهاء الستة أشهر كنت أعتقد أن الإقامة الجبرية ستنتهي وسأعود لحياتي العادية ومواصلة
دراستي ولكني فوجئت بطلب يبلغني بأمر الحضور للمحكمة العسكرية وإبلاغي بتجديد الإقامة الجبرية لمدة ستة
٨١ تم اعتقالي في مركز الشرطة /٧/ أشهر أخرى. وبعد أن أمضيت خمسة أشهر في الإقامة الجبرية وبالتحديد ٩
عندما ذهبت لإثبات وجودي في الشرطة وحكم علي بالسجن الفعلي لمدة سنتين، ولمدة سنتين مع وقف التنفيذ وكان
الحكم بدون اعتراف شخصي، وقدمت للمحاكمة حسب قانون نلسون الجديد وهذا القانون ينص على تقديم الشخص
للمحاكمة وإصدار الحكم عليه بناءً على اعتراف الآخرين، حتى إن لم يتم اعترافه شخصيًا بالتهم الموجه إليه. وبعد
أربعين يومًا من الحكم وللمرة الأولى في تاريخ معتقل غزة المركزي تم زيادة ثلاث سنوات أخرى على مدة
محكوميتي وأصبح الحكم خمس سنوات وغرامة مالية مقدارها " ٩٠ " ألف ليرة، أي ما يعادل ٢٠٠ دينار أردني
٨٥ ، أما المدة المتبقية من الخمس سنوات وهي سبع شهور فلقد تم فرض غرامة /١١/ آنذاك. وأفرج عني بتاريخ ١٤
مالية مقابلها تعادل ٤٧٠ دينارًا أردنيًا.
س. عند الاعتقال الأخير كم كنت قد أنهيت من دراستك؟
عبد المنعم: أنهيت ٥٢ ساعة معتمدة، وقد انقطعت عن الدراسة الأكاديمية طوال فترة وجودي في المعتقل.
س. هذا يعني أنك كنت تدرس مواد أخرى في المعتقل؟
رسالة النجاح، العدد ٤٧ ، حزيران ١٩٨٦
١٦
عبد المنعم: نعم، لقد كنا على إطلاع بدراسات سياسية وتنظيمية تنمي انتماءنا الفكري ونظريتنا الثورية التي من
اجلها كان وجودنا في المعتقل، بالإضافة إلى الإطلاع على الصحف وبخاصة جريدة القدس المسموح بإدخاله ا
للمعتقل وكتب أخرى تتناول مواضيع علمية وثقافية.
س. حدث معين مؤثر تعرضت له خلال فترة الاعتقال وتحب أن تحدثنا عنه؟
عبد المنعم: أثناء الزيارات لم نكن نتوقع الدعم المعنوي من أهلنا وحثنا على المضي بالنضال والمحافظة على
شرف المناضل من الإسقاط الأمني والخلقي بالشكل الكبير الذي لقيناه منهم.
كما أن الدعم المعنوي والتشجيع المستمر من أمهاتنا زادنا إصرارًا وقوة على مواصلة المسيرة الاعتقالية والمحافظة
على انتمائنا الوطني.
س. ما هو شعورك اتجاه مجتمع جامعة النجاح خلال فترة وجودك في المعتقل بعد أن أمضيت فيها ثلاث أعوام؟
عبد المنعم: كنت آمل أن تقف الجامعة بجانب الطالب المعتقل وتعطيه الفرصة لإكمال الدراسة أثناء الاعتقال، كما
كنت آمل دعمي بالكتب المقررة في الجامعة وبخاصة في مجال اختصاصي ولكني لا أنسى هنا أن سلطات الاحتلال
لا تسمح بوجود كوادر أكاديمية في الأرض المحتلة لذلك هي لم تسمح للإخوة المعتقلين إداريًا بمواصلة دراستهم
الجامعية في المعتقل برغم عمل الجامعة والصليب الأحمر على ذلك، إلا أنهما لم يحققا أي نجاح حتى الآن.
س. ما هي المعتقلات التي تنقلت إليها خلال فترة اعتقالك؟
عبد المنعم: بدأت في معتقل غزة المركزي وأثناء فترة التحقيق انتقلت إلى معتقل عسقلان، وأثناء وجودي في معتقل
عسقلان وبسبب الازدحام تم نقلي إلى معتقل بئر السبع، وبعد الحكم وعند فتح سجن جنيد تم نقل الأخوة من الضفة
الغربية إلى معتقل جنيد، والإخوة من القطاع إلى معتقل غزة وعسقلان وكنت من بين الأخوة الذين تم نقلهم إلى
معتقل غزة، وأفرج عني من معتقل غزة.
س. لماذا كل هذه التنقلات في اعتقادك؟
عبد المنعم: تتبع إدارة المعتقلات دائمًا سياسة نعتبرها نحن كمعتقلين سياسة القهر والإبعاد، حيث تعمل السلطات
بشكل دائم على إبعاد كافة الأخوة النشيطين في العمل التنظيمي والسياسي وإفراغ الساحة الاعتقالية من محتواها
النضالي والوطني. ولكن بفضل وجود الإخوة وتحسباتهم لعملية الإبعاد –التنقل- يعملون بشكل دائم على تعبئة
وتجذير العامل الوطني في نفوس المعتقلين.
رسالة النجاح، العدد ٤٧ ، حزيران ١٩٨٦
١٧
س. ما هو شعورك اتجاه الجامعة بعد غياب دام لمدة خمس سنوات؟
عبد المنعم: انه شعور اعتزاز وفخر برجوعي إلى صرح وطني تتجمع فيه وتترسخ أيضًا القوى الوطنية على
الساحة الطلابية، وتحافظ على بقاء العنصر الوطني في وطنه وبين أهله وأحبائه، كما انه ينتابني شعور الانتماء
للأرض والقضية من خلال وجودي في هذا الصرح الشامخ وشموخه بطلابه الأوفياء والمحافظين على انتمائهم
للأرض والقضية والعاملين على إفشال سياسة الاحتلال الرامية إلى إبعاد وإفراغ الأرض من الكفاءات الوطنية
والأكاديمية، وكنت سعيدًا جدًا حين التقيت ببعض الإخوة الذين درسوا معي، والذي أسعدني أكثر أنه م انهوا
تحصيلهم العلمي واكلموا دراستهم العليا وأصبحوا ضمن العاملين في الجامعة.
س. هل تعرضت لمضايقات بعض الإفراج عنك؟
عبد المنعم: مداهمة مستمرة لمكتبة كنت اعمل فيها بعد خروجي من المعتقل، والآن عند عودتي للجامعة خفت
المضايقات ربما لأنني ابتعدت عن عيون الحكم العسكري في غزة.
كلمة أخيرة:
عبد المنعم: يجب علينا جميعًا أن نحافظ على هذا الصرح الشامخ وشموخه الذي يأتي من خلال التلاحم الطلا بي
لخدمة ودفع عجلة العمل الوطني والأكاديمي. ومن هذا الصرح الشامخ أرسل بتحياتي إلى الإخو ة القابعين في
المعتقلات الصهيونية وأحث الإخوة في الحركة الطلابية إلى العمل على ترتيب وتوحيد البيت الطلابي الذي نحن
بحاجة فعلية إلى توحيده، كما وأحث إدارة الجامعة على العمل على استيعاب وتسهيل الفرص وإتاحتها أمام الطلبة
الجدد. وأخيرًا أشكر كل الإخوة طلبة وعاملين وإدارة في جامعة النجاح الوطنية.


رد مع اقتباس