عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-07-2011, 09:40 PM
الصورة الرمزية المشتاقة للجنة
المشتاقة للجنة المشتاقة للجنة غير متواجد حالياً

مراقبة عامة

 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 4,422
افتراضي



أيتها الفتاة : آثار العشق آثار قبيحة مذمومة ، وقد لا ترينها بادية واضحة لكنك لو صدقت في تتبّع آثارها لرأيتي من قلبك وحواسك وجوارحك آثاراً ربما قد تكون ليست لك على بال ، فتلك الفتاة التي ارتبطت بأخرى نتيجة لحسن صورة أو لجمال منطق أو لأي داع آخر قد تضيق الدنيا في عينيها لدرجة ألا تفسح الدنيا أبوابها إلا على رؤية خليلتها ومعشوقة قلبها الأمر الذي ينتج نتائج عكسية في حياتك ومستقبلك القادم .

وكثير من الحوادث التي نسمعها اليوم إنما هي نتاج لتلك المحبة المشبوهة لخليلة العمر أو لحبيبة الفؤاد ، فكثير من الفتيات التي قضت جزءاً كبيراً من حياتها تمارس هذا العشق ، حين دخلت عش الزوجية لم تنجح في حياتها الجديدة ، ذلك أن المشاعر الدافئة التي يحتاجها عريسها الجديد استنفذتها المسكينة في تلك الأيام وحينئذ لم تجد ما تعبر بها في حياتها الجديدة ولم تستفق إلا على صوت عريسها " طالق ، طالق ، طالق .. وهاهي تقول من حين فراق زوجي لي وأنا لم أجد لذة النوم الهادئة .. ذلك أن تلك الكلمة لا زال صداها في ذهني رفض أن يفارقني حتى حين أجد ألذ ساعات النوم . وتلك الفتاة الأخرى التي تقول ..

كان زواجنا جميلاً ورائعاً ، واستمرت بنا الحياة أياماً طويلاً .. وحين انسقت وراء حبل العشق الموهوم نتيجة لقاء في عرس لم يزل بي ذلك الحبل حتى أمسيت بين جدران أربعة فزوجي طلقني ، ورفض أن يشارَك في حبه حتى ولو من امرأة .. وهاهي رسالتي بين يديك فهل تجد لي حلاً

عاجلاً ... ومضت تقول : إن العشق يبدو جميلاً رائعاً في بدايته ، ويتمثّل في صورته الأولى عفيفاً للغاية ، وحين يتمكّن من القلب يوصل إلى لقاءات مشبوهة ، ويورد عز الفتاة إلى ذل ، وكم كنت أتمنى أن أحافظ على اتزاني حين دخلت تلك الأبواب عبثاً ولعباً . ..

إنني أكتب إليك رسالتي بعد إن شاع خبري في أوساط قريتنا ، وكنت على جانب من الجمال كبير ، وفي بداية حياتي تزاحم الخطاب علي بيتنا واعتذر أبي ذلك الوقت بحجة إكمال دراستي ، واليوم زهد فيّ أولئك الخطاب ، ولم يطرق بابنا خاطب واحد إلى اليوم ... وطال انتظاري كثيراً .. إنني حين أكتب إليك هذه الرسالة أتمنى أن أجد حلاً عاجلاً لهذه المشكلة ويعلم الله تعالى أنني اعتذرت عن لقاء من ارتبط بها نهائياً ، وبدأت أمارس أدوار حياتي من جديد أفلا تكون التوبة ماحية لما سلف .. وأنا لا زلت أنتظر ردك عاجلاً . اهـ كلامها .

أيتها الفتاة : هبي أن هذه الآثار لم توقف زحف الحب المشبوه في قلبك ، لكن كيف لك بلقاء ربك ومولاك يوم العرض الأكبر ، حين تقفين تحت حر الشمس ، وتتلوين من أثر الرمضاء .

حين يقف الناس والعرق يلجم أحدهم إلجاماً ، وآخرون تحت الظل الوارف ، فهل يا ترين في أي الموقفين تكونين حين تتجاوزين بهذا العشق حرمات الله تعالى ، أولم تسمعي يا رعاك الله أمر الله تعالى المؤمنات : ((.... وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ... ))

وحين تتجاوز تلك العين حرمات الله تعالى ، وتنساب تتخيّل مفاتن تلك الفتاه ، أو تجاعيد رأسها ، أو حتى تقاسيم وجهها إنما يرصد لها الرب هذه الخيانة العظيمة كما في قوله تعالى : (( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ))

فأين تهربين من نظر الله تعالى أيتها الفاضلة ؟ إن ثمة حقيقة مهمة في هذا الباب هي أن الله تعالى يمهل ، ويمد للمتجاوزات حدوده إلى أبعد ما تتصورين ثم حين لا تردعك الأيام ، ولا تستفيدين من عبر الأحوال قد يأخذك ويحكم أخذه ثم مهما حاولت الخلاص بعد ذلك قد لا تتمكنين .. وأخيراً أيتها الفاضلة لست مخولاً برصد تصرفاتك ، ولا رقيب على هواياتك ، غير أن خوفي على سوء النهايات أجبرني على الحديث معك عبر هذه الرسالة ، وحسبي أنني وقفت على أطراف الموضوع ، وتركت خباياه ، وجمّعت سهامي لألقي بها في خاصرته فلم تتجاوز أقدامه وأطراف أصابعه ... وتركت المساحة الشاسعة من هذه الأهواء دون تعليق مع أن بإمكان قلمي أن يقطر دماً من الواقع الأليم ... وما حوادث الطلاق التي انتشرت ، والصراعات التي تناثرت إلا بعض آثار هذا المرض . وفقك الله تعالى ، وحرصك من الشبه والفتن ، وصان عرضك من خدوش الريبة .

والله يتولاك برعايته .

موقع طريق الدعوة


توقيع : المشتاقة للجنة


اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

اللهم صل وسلم وبارك على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

رد مع اقتباس