عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-05-2010, 03:36 PM
الصورة الرمزية المشتاقة للجنة
المشتاقة للجنة المشتاقة للجنة غير متواجد حالياً

مراقبة عامة

 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 4,422
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشخصية الثانية: أبي مسلم رضي الله عنه‏

‏من كرامات أبي مسلم رضي الله عنه‏

-ومن نفائس كراماته ما رواه الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه في كتاب الزهد له، أن أبا مسلم الخولاني رضي الله عنه مرَّ بدجلة وهي ترمي الخشب من برها، فمشى على الماء ثم التفت إلى أصحابه فقال‏:‏ هل تعتقدون من متاعكم شيئًا فندعوا الله عز وجل‏؟‏‏.‏
-ورواه من طريق آخر، وفيه أنه وقف على دجلة، ثم حمد الله تعالى وأثنى عليه، ثم ذكر آلاءه ونعمائه، وذكر سير بني إسرائيل في البحر، ثم نهر دابته فانطلقت تخوض له الدجلة، وأتبعه الناس، حتى قطعها الناس رضي الله عنه‏.‏
-وبإسناد الإمام أحمد رحمه الله أيضًا‏:‏ أن أبا مسلم كان بأرض الروم، فبعث الوالي سرية، ووقت لهم وقتًا، فأبطأوا عن الوقت، فاهتم أبو مسلم بإبطائهم، فبينما هو يتوضأ على شط نهر وهو يحدث نفسه ‏[‏في أمرهم‏]‏ إذ وقع غراب على شجرة مقابلة فقال‏:‏ يا أبا مسلم‏!‏ اهتممت بأمر السرية‏؟‏ فقال‏:‏ أجل؛ فقال‏:‏ لا تهتم فإنهم قد غنموا وسلموا ‏[‏وسيردون عليكم يوم كذا في‏]‏ وقت كذا وكذا‏.‏ فقال له أبو مسلم‏:‏ من أنت يرحمك الله‏؟‏ فقال‏:‏ أنا مفرح قلوب المؤمنين‏.‏
-فجاء القوم في الوقت الذي ذكر على ما ذكر‏.‏
-وبإسناد أحمد رضي الله عنه‏:‏ أن أبا مسلم كان جالسًا مع أصحابه في أرض الروم يحدثهم، فقالوا‏:‏ يا أبا مسلم‏!‏ قد اشتهينا اللحم فلو دعوت الله تعالى فرزقنا‏!‏ فقال‏:‏ اللهم قد سمعت قولهم، وأنت على ما سألوا قادر‏.‏ فما كان إلا أن سمعوا صياح أهل العسكر، فإذا بظبي قد أقبل حتى مرَّ بأصحاب أبي مسلم فوثبوا إليه فأخذوه‏.‏
-وبإسناد أحمد رضي الله عنه أن الناس قحطوا على عهد معاوية رضي الله عنه، فخرج يستسقي بهم، فلما وصلوا إلى المصلى قال معاوية لأبي مسلم‏:‏
-قد ترى ما حلَّ بالناس‏!‏ فادع الله تعالى‏.‏ فقال‏:‏ أفعل على تقصيري‏؟‏‏!‏ فقام وعليه برنس، فكشف البرنس عن رأسه ثم رفع يديه ثم قال‏:‏
-اللهم إنَّا منك ‏[‏نستمطر‏]‏، وقد جئت إليك بذنوبي، فلا تخيبني، فما انصرفوا حتى سقوا، فقال أبو مسلم‏:‏ اللهم إن معاوية أقامني مقام سمعة، فإن كان لي عندك خير فاقبضني إليك‏.‏ وكان ذلك يوم الخميس، فمات أبو مسلم يوم الخميس المقبل، رضي الله تعالى عنه‏.‏
-وبإسناد الحافظ أبي طاهر السلفي، عن شرحبيل بن مسلم أن الأسود بن قيس العنسي الكذاب، لما ادعى النبوة باليمن بعث إلى أبي مسلم الخولاني‏!‏ فلما جاءه قال‏:‏ أتشهد أني رسول الله‏؟‏‏!‏ قال‏:‏ ما أسمع قال‏:‏ أتشهد أن محمدًا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ فردد ذلك عليه، فأمر بنار عظيمة فأججت‏!‏ فألقى فيها أبا مسلم فلم تضره‏.‏
-فقيل‏:‏ انفه عنك وإلا أفسد عليك من تبعك‏؟‏ فأمره بالرحيل‏.‏
-فأتى أبو مسلم المدينة وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستخلف أبو بكر رضي الله تعالى عنه، فأناخ أبو مسلم راحلته بباب المسجد، فقام يصلي إلى سارية، فبصر به عمر رضي الله عنه فقام إليه فقال‏:‏ من الرجل‏؟‏
-فقال‏:‏ من أهل اليمن، قال‏:‏ فلعلك الذي حرقه الكذاب بالنار‏؟‏ قال‏:‏ ذلك عبد الله بن ثوب‏.‏ قال‏:‏ نشدتك الله أنت هو‏؟‏ قال‏:‏ اللهم نعم، فاعتنقه ثم بكى، ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين أبي بكر رضي الله عنهم فقال‏:‏
-الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به كما فعل بإبراهيم ‏[‏عليه الصلاة والسلام‏]‏ خليل الرحمن‏.‏
-قلت‏:‏ هذا من جل الكرامات، وأنفس الأحوال الباهرات‏.‏

وقوله‏:‏ لا أسمع‏!‏ يحتمل وجهين‏:‏ أحدهما معناه‏:‏ لا أقبل، والثاني‏:‏ أنه على ظاهرة وأن الله تعالى سد مسامعه عن هذا الباطل الشديد الفحش‏.‏
وقد اقتصر بعض الأئمة على الاحتمال الأول، والاحتمال الثاني عندي أظهر‏.‏‏


تابعونا مع شخصية اخرى باذن الله تعالى


توقيع : المشتاقة للجنة


اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

اللهم صل وسلم وبارك على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

رد مع اقتباس