عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 03-01-2012, 03:56 AM
الصورة الرمزية أم عبد المنعم
أم عبد المنعم أم عبد المنعم غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 1,256
افتراضي

الحادي عشر :وصف النبي صلى الله عليه وسلم من يقوم الليل بنِعم الرجل .
ففي صحيح البخاري عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نِعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل ، قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً ، وفي رواية إن عبد الله رجل صالح لو كان يصلي من الليل ) .
فهذه منقبة عظيمة ، ومزية جسيمة ، ينبغي لكل مؤمن أن يحرص عليها .
قال الحافظ ابن حجر : فمقتضاه أن من كان يصلي من الليل يوصف بكونه نِعم الرجل .
الثاني عشر : قيام الليل من أسباب المغفرة والرحمة .
كما جاء في الحديث عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى ثم أيقظ امرأته فصلت ، فان أبت نضح في وجهها الماء ، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت ثم أيقظت زوجها فصلى ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء) رواه أبو داود .
الثالث عشر : من فضل قيام الليل أنه من مظان الإجابة .
عن جابر . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن في الليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيراً من أمر الدنيا والآخرة الا أعطاه وذلك كل ليلة ) متفق عليه .
فمن التجأ إلى الله في هذه الساعة قضى حاجته ، وفرج كربته ، وشرح صدره ، وأزال ضيقه وعسره ، فاغتنم تلك الساعة واعلم أن الدعاء هو سلاح المؤمن .
أتهزأُ بالدعاءِ وتزدريهِ وما تدري ما صنعَ الدعاءُ
سهامُ الليلِ لا تخطىء ولكن لها أمدٌ وللأمدِ انقضاءُ
ولما كان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ، خرج طلابه وتلاميذه على منهجه عليه الصلاة والسلام ، [ الصحابة والسلف الصالح ] طبقوا هذه العبادة الجليلة في صور ذكرها العلماء ، صور عجيبة تدل على حرصهم وقيامهم بهذه العبادة اقتداءً بالنبيصلى الله عليه وسلم.
· قالت عائشة ( يا عبد الله ! لا تدع قيام الليل ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يدعه ، وكان إذا مرض أو كسل صلى وهو قاعد ) متفق عليه.
· وجاء في موطأ الإمام عن ابن عمر قال ( كان عمر يصلي في الليل حتى إذا كان من آخر الليل أيقظ أهله وقرأ : وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ) .
· وقال أبو عثمان النهْدي : تضيفت أبا هريرة سبعة أيام [ أي نزلت عليه ضيفاً ] فكان هو وزوجه وخادمه يقتسمون الليل أثلاثاً، الزوجة ثلثاً وخادمه ثلثاً وأبو هريرة ثلثاً .
· كان سليمان التيمي عنده زوجتان وكانوا يقتسمون الليل أثلاثاً .
· والحسن بن صالح كان يقتسم الليل هو وأخوه وأمه أثلاثاً ، فماتت أمه ، فاقتسم الليل هو وأخوه علي ، فمات أخوه فقام الليل بنفسه .
· هذا الحسن بن صالح كان عنده جارية ، فباعها فأيقظتهم في الليل فقالوا : أسفرنا [ يعني طلع الفجر ] فقالت : لا ، ألا تتهجدوا، قالوا : لا نقوم إلا إلى صلاة الفجر ، فجاءت إلى الحسن تبكي وتقول: ردني ! لقد بعتني لأناس لا يصلون إلا الفريضة، فردّها.
· كان محمد بن واسع إذا جنّ عليه الليل يقوم ويتهجد ، يقول أهله : كان حاله كحال من قتل أهل الدنيا جميعاً .
· الإمام أبو سليمان الداراني كان يقول : والله لولا قيام الليل ما أحببت الدنيا ، ووالله إن أهل الليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم ، وإنه لتمر بالقلب ساعات يرقص فيه طرباً بذكر الله فأقول : إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه من النعيم إنهم لفي نعيم عظيم .
· رأى بعضهم حوراء في نومه فقال لها : زوجيني نفسكِ قالت : اخطُبني إلى ربي وأمهِرني ، قال : ما مهرُكِ ؟ قالت : طول التهجد
نام أبو سليمان الداراني فأيقظته حوراء وقالت : يا أبا سليمان ، تنام وأنا أُربَى لك في الخدور من خمسمائة عام ؟
· كانت امرأة حبيب بن محمد الزاهد توقظه بالليل وتقول : ذهب الليل ، وبين أيدينا طريق بعيد ، وزادنا قليل ، وقوافل الصالحين قُدّامنا ونحن قد بقينا ، وكانت تقول :
يا راقدَ الليلِ كم ترقدُ قم يا حبيبي قد دنا الموعدُ
وخذ من الليلِ وأوقاتهِ ورْداً إذا ما هجعَ الرُّقـدُ
من نامَ حتى ينقضي ليلهُ لم يبلـغ المنزلَ أو يجهـدُ
قل لأولي الألبابِ أهلِ التقى قَنطرةُ العَرْضِ لكم موعدُ
· قال أبو الدرداء : صلوا ركعتين في ظلم الليل لظلمة القبور .
· وقال أحمد بن حرب : عجبت لمن يعلم أن الجنة تزين فوقَه ، والنار تضرم تحته ، كيف ينام بينهما .
· وكان شداد بن أوس إذا دخل الفراش يتقلب على فراشه لا يأتيه النوم ، فيقول : اللهم إن النار أذهبت النوم ، فيقوم فيصلي حتى يصبح .
· وحين سألت ابنة الربيع بن خثيم أباها : يا أبتاه الناس ينامون ولا أراك تنام ؟ قال : يا بنية إن أباكِ يخاف السيئات .
· ويروى أن طاووساً جاء في السحر يطلب رجلاً ، فقالوا : هو نائم ، قال : ما كنت أرى أن أحداً ينام في السحر .
الله المستعان : الناس الآن وقت السحر – إلا ما رحم ربي – وقت السحر وقت القنوات ، وقت السهرات ، فالله المستعان .
· وكان عبد الله بن داود يقول : كان أحدهم إذا بلغ أربعين سنة طوى فراشه ، كان لا ينام الليل .
· وذكر أن عامراً لما احتضر جعل يبكي ، فقيل : ما يبكيك يا عامر ؟ قال : ما أبكي جزعاً من الموت ولا حرصاً على الدنيا ، ولكني أبكي على ظمأ الهواجر وقيام الشتاء .
· كانت أم سليمان تقول له : من يرد الله لا ينام الليل ، لأن من نام الليل ندم بالنهار .
· قال محمد بن المنكدر : ما بقي من لذات الدنيا إلا ثلاث : قيام الليل ، ولقاء الإخوان ، والصلاة في جماعــة .
· وقال الحسن البصري : ما نعلم عملاً أشد من مكابدة الليل ونفقة هذا المال ، وإن الرجل ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل .


توقيع : أم عبد المنعم


رد مع اقتباس