عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 03-09-2012, 04:44 AM
الصورة الرمزية أم عبد المنعم
أم عبد المنعم أم عبد المنعم غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 1,256
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ محمد حسين يعقوب
تفريغ الحلقة الخامسة
أحبتى فى الله .. لم أنسكم ، مازلت أذكر أننى قلت ( ولكن ... ) فهل تذكرون ؟!
كنا نتكلم عن فوائد هذا العلم - علم القلوب أو علم الطريق إلى الله أو علم السير إلى الله سبحانه وتعالى- وذكرنا فوائد دراسة هذا العلم وأنك لا بد أن تدرسه وأن تفقهه وأن تفهمه ، خذه مؤصلاً على الكتاب والسنة ، خذه صافيا منقحاً بفهم السلف .
هذا ما كنا توقفنا عنه : ( ولكن ... فرق بين العلم والحال ) ، ولكن فرق بين أن يكون الرجل عالماً بوجوه الغنى وبين أن يكون غنيا ً فعلا ً، بمعنى أنه هناك فرق بين رجل يعرف كيفية كسب المال ويعرف من أين يأتي به وبين رجل بالفعل لديه مال ، فرق بين رجل يعلم وجوه الصحة وبين الصحيح فعلاً ، فإياك أن تظن أنه بمجرد علمك بهذا الشأن أنك قد صرت من أهله .
هيهات ...
إياك أن تتخيل أنك بمجرد أن عرفت ما هي اليقظة والبصيرة والعزم والمحاسبة والتوبة والخوف والرجاء والإنابة والشوق فأنك تكون بهذا وصلت !! لا ..
و لهذا سأسير معك فى المدارج خطوة خطوة ، ففي كل مدرجة سنعيشها من أجل الإنتقال بها إلى التي تليها ، بمعنى أنه عند شرح منزلة اليقظة ومعرفة ما هي اليقظة ؟ ثم نتدرج فى اليقظة درجة درجة ، الدرجة الأولى ثم الثانية والثالثة ، ثم بهذه المنزلة – باليقظة – نصعد لمنزلة البصيرة ثم إذا انتهينا من البصيرة ننطلق باليقظة والبصيرة للنزول فى مدرجة العزم وإذا انتهينا من العزم ننطلق باليقظة والبصيرة والعزم فنصعد للدرجة التى تليها .. وهكذا درجة درجة ..
يقول أحدكم : (( طيب فهمنى أنا لسة مفهمتش لحد دلوقتى ايه موضوع مدرجة ومنزلة ده ؟! ))
إذن أذكر لك كلام ابن القيم حرفياًَ ، ابن القيم – عليه رحمة الله يقول فى مقدمة المدارج : ( وقد أكثر الناس القول فى صفة منازل إياك نعبد التى ينتقل فيها القلب منزلة منزلة فى حال سيره إلى الله تعالى )
كما ذكرت لك آنفاً ، شخص قادم من الرياض إلى مكة أو من أبها إلى مكة أو من المدينة إلى مكة ، فإنه يوجد منازل في الطريق ..
ثم يقول ابن القيم عليه رحمة الله : ( المنازل إياك نعبد أكثروا فى عدها فمنهم من جعلها ألفاً ومنهم من جعلها مئة ومنهم من زاد ونقص فكلٌ وصفها بحسب سيره وسلوكه )
مثلاً : عندما سرت أنا في الطريق و وصفت لك طريق الأسكندرية و قلت لك مدينة قليوب ثم .. إلخ ، هناك رجل أخر قد يبدأ من مكان أخر أقرب من قليوب .. فعليك أن تعرف أن كل شخص وصف الطريق حسبما سار فيه ..
ثم يقول ابن القيم عليه رحمة الله : ( لأرباب السلوك إختلاف كبير فى عدد المقامات وترتيبها وكلٌ يصف منازل سيره وحال سلوكه لهم اختلاف فى بعض منازل السير هل هى من قسم الأحوال أم من قسم المقامات ؟! )
و هنا أسمع أحدكم يقول : (( آآآآه هو ده اللى أنا خايف منه إن إحنا نضطر للكلام بطريقة صوفية .. ونقول : الأحوال والمقامات !! ))
فأقول لك : لا تخف إن هذه الكلمة إذا كان لها أصل صحيح أو معنى صحيح فلا بأس ، لا مشاحة في الاصطلاح كما يقول الأصوليون ، ولكن إن لم يكن لها أصل صحيح أو تدل على معنى غير المعنى الشرعى لها فلا تأخذ بها و لا تنظر لها ، لا تقلق .. فإن هدفنا : كيف نسير بطريقة صحيحة إلى الله ؟!
نعود و نقول : ما معنى كلمتيّ الأحوال والمقامات ؟!
يقول ابن القيم عليه رحمة الله : ( المقامات كسبية والأحوال وهبية ومنهم من يقول الأحوال من نتائج المقامات والمقامات نتائج الأعمال فكل من كان أصلح عملا كان أعلى مقاما وكل من كان أعلى مقاماً كان أعظم حالاً )
أقول أنا لك : لا .. خذها منّي بطريقتي أنا ..
فالمقام مثل مقام الخشية والحال مثل حال البكاء ، فما الفرق بين الحال والمقام ؟!
· الحال : هو الفعل الظاهر عليك الذي تحس به .
· المقام : هو الذي أوصلك إلى هذا الحال.
بمعنى : كثيراً ما أقول للأخوة المثال الآتي ، أن أحدهم يأتيني قائلاً : (( أنا قلبى قاسى عايز أبكى مببكيش )) أقول له : يا بُنى البكاء لا يُعلّم لأن البكاء حال إنما الذي يُعلّم هو المقامات .
فأنا أُعلمك كيف تخاف من الله ؟! و كيف أنك عندما تخاف تبكى ؟! أُعلمك كيف تشتاق إلى الله ؟! و كيف عندما تشتاق تبكي ؟! أُعلمك كيف تستحى من الله ؟! و كيف عندما تستحي تبكي ؟! هذا هو ما نحتاج إلى تعلمه ، فهذا هو الفرق بين الحال والمقام .
هذا ما أحتاجه ، هو أن يستنير لك الموقف ، هو أنك تفهم - تفهم دين – هو أن تفهم كيف تبكى ؟! هو أن تفهم كيف يرتجف قلبك ؟!
يقول سبحانه وتعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) [الأنفال : 2] ، وإنما للحصر والقصر .
فإذا ذُكر الله وقلبك لم يوجل !! فهذه مشكلة كبيرة !!
قال الله تعالى : ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) [الرعد : 28]
فهل إذا ذكر الله يطمئن قلبك أم لا ؟! إن كان لا فهذه مشكلة !!
ما أريد أن أعلمه لك هو كيف تفهم الأمر .. لكي تستطيع عمله !!
فابن القيم يقول عليه رحمة الله : ( والصحيح فى هذا أن الواردات لها أسماء باعتبار احوالها فتكون لوامع وبوارق ولوائح عند أول ظهورها وبدوها كما يلمع البارق ويلوح من بُعد فإذا نازلته وباشرها فهى أحوال فإذا تمكنت منه وثبتت له من غير انتقال فهى مقامات لوامع ولوائح فى أولها وأحوال فى أوسطها ومقامات فى نهايتها فالذى كان بارقاً هو بعينه الحال والذى كان حالا هو بعينه المقام هذه الأسماء باعتبار تعلقه بالقلب وظهوره له وثباته فيه )
يقول لي أحدهم : (( والله ما فاهم)) فأقول له : (( حاضر هفهمك بس بالراحة خليك معايا شوف يا سيدى))
إن كنت جالساً معنا وسمعت حديث سيدنا النبى صلى الله عليه و سلم و هو يقول : <<عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ... >> [(صحيح) انظر حديث رقم: 4071 في صحيح الجامع]
وسمعت وأنا أتكلم عن الصدق بعض الأحاديث بعض الآيات فى فضل الصدق فأحببته ، والإمام أحمد يقول ( الصدق مرآة فى يد العبد يرى بها ) ، فحدثتك نفسك و قلت : (( الواحد نفسه يصدق الصدق ده شئ جميل)) ، هذا اسمه بارق هذه هي اللوائح ، فإذا كلمتك عن الإخلاص أو كلمتك عن الإخبات أو كلمتك عن الحب أو كلمتك عن الخوف أو عن الرجاء أو عن الحياء كل هذه الأشياء اسمها لوامح و بوارق.
و هذا ما قاله ابن القيم عليه رحمة الله : ( أن الواردات لها أسماء باعتبار احوالها فتكون لوامع وبوارق ولوائح عند أول ظهورها وبدوها)
فعندما سمعت أول مرة عن الصدق هذا السماع هو بارق ، وعندما بدأت تتحرى الصدق وتصدق فهذا هو الحال ، ما هو حالك ؟! حالي صادق ، فأصبح هذا هو الحال أنك إذا تكلمت تصدق.
يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : << وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا >> فأصبح في مقام الصديقين ..
هل هذا الكلام به شيء من الصوفية !! ها هو كله سلفي ، المشكلة فقط كلمة لوامح ولوامع و بوارق وحال ومقام هي إلتي دخلت فقط من أجل وصف المعنى و التقريب ، فتسمية المعاني فقط حتى تكون محطات وعلامات تدل و تميز من أجل الفهم ليس أكثر ، إذن فلا يأتي أحدهم قائلاً كلمة حال و مقام هو كلام صوفي ، و لكنه إصطلاح وُضع لبيان حال وهذا الحال هو مشاعر وأحاسيس ليس لها اسم أصلاً ، فيقول لي أحدهم : (( يعني الصحابة عدوا بالمراحل دي )) ..أقول له : أليس هذا هو كلام النبي ؟!
((عليكم بالصدق )) فهذه هي اللوامح والبوارق ، (( و لايزال الرجل يصدق )) فهذا هو الحال ،
(( حتى يكتب عند الله صديقاً )) و هذا هو المقام
يقول ابن القيم : ( فالذي كانت بارقاً هو بعينه الحال والذي كان حالاً هو بعينه المقام وهذه الأسماء له باعتبار تعلقه بالقلب فالحال ثمرة العلم و لا يصفو حال إلا بصفاء العلم المثمر له الواردات - أيها الأخوة - يجة العلم و العلم يدعو صاحبه إلى المقام الذي جاء منه الوارد كما تدعو رائحة البستان الطيبة إلى دخولة و المقام فيه و هذا لأن الرجل قد يكون عالماً بالشيء و لا يكون متصفاً بالتخلق به واستعماله فالعلم شيء و الحال شيء أخر )
وهذه كانت أول حلقتنا اليوم التي بدأت بكلمة ( و لكن ... ) فالعلم بالشيء أمر .. و الحال أمر أخر ..
ثم يقول ابن القيم رحمه الله : ( فعلم الصحة و علم الشكر و علم العافية غير حصولها و الإتصاف بها فإذا غلب عليه حال تلك المعلومات صار علمه بها كالمغفول عنها و ليس بمغفول عنها بل صار الحكم لحال ، فالعبد يعرف الخوف من حيث العلم و لكن إذا اتصف بالخوف و باشر الخوف قلبه غلب عليه حال الخوف و الإنزعاج و استغرق علمه في حاله فلم يذكر علمه لغلبة حاله عليه)
و هذا الكلام يعني : أنه قد يوجد إنسان يعلم فضل الخوف من الله يعلم وجوب الخوف من الله ، هو يعلم بالفعل و هذا شيء جيد و لكنه ليس خائفاً بالفعل ، و لكنه عندما يشعر بالخوف لا يصبح الأمر مجرد علماً بالأمر بل يصبح إحساساً ينسيه الغرور الذي أصيب به بسبب العلم في باديء الأمر .
من كان هذه حاله ظفر بالإستقامة لأن العلم إذا أثمر الحال نتج عنها الإستقامة في الأعمال وتقع الأعمال على وجه الصواب وتحقق صاحبها في صدق ما هو عليه واستحق اسم النسبة إلى صحة العبودية لله فقد قال الله تعالى : ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ) [الحجر : 42] ، و هذا هو المراد .
إذا استطعت أن تصل إلى هذه المنزلة وأن تنسب إلى الله !! فقد قال سبحانه و تعالى : ( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً ) [الفرقان : 63] ، وقال سبحانه وتعالى : ( يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ) [الزخرف : 68] إذا استطعت أن تصل إلى أن تكون عبد الله !!
المقصود إن الإنسان ينتقل من أحكام العلم وحده إلى أحكام العمل بالحال فإن إنفراد العلم عن الحال تعطيل و بطالة ، والأكمل أن ينتقل من العلم إلى الحال
يقول ابن القيم : ( قد ينسلخ الإنسان من مقامه كما ينسلخ من الثوب و ينزل إلى ما دونه ثم قد يعود إليه و قد لا يعود .. )
سوف نتكلم عن اليقظة والبصيرة والفكرة والعزم سنصعد درجة درجة ، فمن الممكن أن ينتقل المرء من درجة إلى درجة ، ولكن من الممكن أن يسقط بين هذه الدرجات و المنازل ، هذا السقوط من الممكن أن ينهض منه مرة أخرى و من الممكن أن لا يستطيع النهوض فيخسر كل ما فات !!
ونريد أن نشير أيضاً قبل الدخول في مدارج السالكين إلى أن الترتيب – ترتيب المدارج - لا يخلو من تحكم و دعوة فإن العبد إذا التزم عقد الإسلام و دخل فيه كله فقد التزم لوازمه الظاهرة والباطنة ومقاماته وأحواله ، له في كل عقد من عقوده وواجب من واجباته أحوال ومقامات لا يكون موفياً لذلك العقد والواجب إلا بها كلما وفّى واجباً أشرف على واجب أخر بعده وكلما قطع منزلة استقبل منزلة أخرى وقد يعرض له أعلى المقامات والأحوال في أول بداية سيره.
كمثال : ونحن نقول: ( ليست العبرة بمن سبق إنما العبرة بمن صدق ) ، فشخص التزم اليوم وآخر ملتزم من سنين والذي التزم اليوم نزل في منزلة الحب - حب الله – سبحان الله العظيم .. كيف هذا ؟! إنه رزق الله ، صدق فقد صدق مع الله سبحانه و تعالى فرزقه الله ، ليس شرطاً أبدا أن أقول : لا .. لابد أن يمر باليقظة ثم البصيرة ثم الفكرة ثم .... إلخ ، ليس شرطاً فهذه أرزاق و مواهب ولا حرج على فضل الله ، فمن الممكن أن يكون هناك من هو ملتزم منذ عشرون عاماً ولم يصل بعد إلى منزلة الشوق و آخر بعد إلتزام بسيط فتح عليه الله سبحانه و تعالى في هذا الدين ووصل إلى هذه المنزلة.
و لهذا يقول ابن القيم عليه رحمة الله : ( قد يعرض له أعلى المقامات في أول بداية سيره فيفتح عليه من حال المحبة و الرضا و الأنس و الطمأنينة مالم يحصل بعد لسالك في نهايته و قد يحتاج هذا السالك في نهايته إلى أمور من البصيرة و التوبة و المحاسبة أعظم من حاجة صاحب البداية إليها فليس في ذلك ترتيب كلي لازم للسلوك) ، فليس فرض و لا شرط بل إن التوبة التي جعلوها من أول المقامات هي غاية وهي نهاية المقربين.
سنجد أن الترتيب سيكون كالآتي : اليقظة الفكرة البصيرة العزم المحاسبة التوبة الإنابة ، و سنجد أن التوبة قد نحتاجها أيضاً بعد التسعة و تسعون منزلة و نجد أن المحاسبة التي هي في أوائل المنازل مع اليقظة سنحتاجها أيضاً في النهاية .
و لهذا يقول ابن القيم رحمه الله : ( واعلم أن السائر إلى الله لا ينقطع سيره إلى الله ما دام في قيد الحياة )
فالكل سائر إلى الله !!
جلس أحد الناس أمام عالم فرأي شيب لحيته ، فقال : كم عمرك ؟
قال : ستون سنة.
قال : ستون سنة و أنت إلى الله سائر أوشكت أن تدركه !!
إذن القضية ليست في العمر ، إنما القضية أن الكل يسير إلى الله ، و لكل إنسان سائر له عمر قد يكون عشرون عاماً و قد يكون أقل أو أكثر ولكن المهم أن هذا الإنسان وهو سائر إلى الله عند نهاية عمره سيسقط في القبر،إذن الكل يسير و لا توقف عن السير والكل يسير إلى الله ، يقول الله تعالى : ( إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ ) [القيامة : 12] الكل يسير إلى الله و في نهاية الطريق القبر سيسقط فيه و يحاسبه ربك ، قال الله تعالى : (... وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) [النور : 39] فالإنسان سائر إلى الله و لا توقف و لكن إلى ماذا تسير ؟! إلى جنة أم إلى نار ؟! حسنات تحملك أم سيئات تحملها ؟!
ثم يقول ابن القيم رحمه الله : (فالسائر لا ينقطع سيره مادام في قيد الحياة و لا يصل العبد مادام حياً إلى الله وصولاً يستغني به عن السير اليه البتة .. هذا عين المحال)
إذن عندما نقول : أننا نريد الوصول إلى الله ، لا نقصد بهذا كلام الصوفية ، لا .. افهمها بطريقتي أنا .. وهي : أنه لا أحد في هذه الدنيا سيصل إلى الله وصولاً يستغني به عن السير فهذا عين المحال.
إنما أقصد بالوصول هو أنك تقابل الله بما يرضيه ، تقابله وهو عنك راض .
أخوتي .. أحبكم في الله
يا ترى لو قضيت حياتنا اليوم وقابلنا ربنا هل ستجده راض عنك ؟! هل ستجده يحبك ؟! هل سيفرح بلقائك ؟! أم أنه عليك غضبان ؟!
(( أنا هسيبك الليلة دي كدة تفكر في دي و تعمل لها في إصلاح الحال ؟! ))
يسألني أحدهم : ((طب أعمل إيه ؟!))
أقول : ((انا بقا أقولك تعمل إيه؟! الحلقة القادمة )) ..
بحبكم في الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


توقيع : أم عبد المنعم


رد مع اقتباس