عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 03-09-2012, 04:50 AM
الصورة الرمزية أم عبد المنعم
أم عبد المنعم أم عبد المنعم غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 1,256
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
شرح كتاب مدارج السالكين
الشيخ محمد حسين يعقوب
تفريغ الحلقة السابعة
هذه هي الحلقة السابعة من شرح مدارج السالكين ، أسأل الله عز وجل أن يجعل عملنا كله صالحا وأن يجعله لوجهه خالصا وألا يجعل لأحدٍ فيه غيره شيئا .
أحبتي في الله ونحن في مدارج السالكين سنتعرض للشرح فإن منطلقنا سيكون كما ذكرتُ في اللقاء الماضي أن آخذ بيدك على سبيلٍ صحيح ، على جادّة تُوصلك إلى رضا الله ، تُبلغُلك محبة الله ، توصَّلُك إلى ما يُرضي الله جلَّ جلاله.
أيُها الأخوة ... أعذروني إن قلت ما أكثر التائهين في هذه الأيام !! ما أكثر الضائعين !! وإنني قد أعذر البعض منهم لأنني أعذره لأنه لم يجد اليد الحانية التي تأخذ به إلى طريق ، إلى هدى.
ولكن أخوتي في الله ، أنا أحبكم في الله ... الله جلَّ جلاله قال {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ، وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى } [الليل : 12 - 13] ، { إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى } [الليل : 12] ، أوجب على نفسه الهدى وقال سبَّحانه : { وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ } [البلد : 10] ، وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم << الحلال بين والحرام بين ... >> [(صحيح) انظر حديث رقم: 3193 في صحيح الجامع] ، هذه تدل على أن الهداية موجودة وإنما لا يصح لأحدٍ أن يضلَّ بمعنى أن يكفُر أو أن يضَّل بمعنى يفسق أو يفجُر ، وإنما قصدي فيما أردت أن يؤخذ بيده إلى مدارج السالكين ، ليرتقي فيصعد في هذه المدارج ليصل إلى الله جلَّ جلاله وصولاً سليماً.
أحبتي في الله نبدأ هذه المدارج وأضعُ لنفسي - وسامحوني - في البداية شرطاً وهو أنني سأتوسع بعضُ الشئ ستجدون توسعاً في مواطن وهذا التوسع لابد منه ولي فيه سُنَّة أذكرها بدايةً ، وإنما أذكر هذه الاستطرادة لأن البعض يعيَّب هذا التوسع وهذا التبسيط الشديد فأنظر ، << سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ بماء البحر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الطهور ماؤه الحل ميتته >> [قال الشيخ الألباني : صحيح] السؤال : أفنتوضأ بماء البحر ؟! و كان يكفيه أن يقول له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : نعم ، ولكن أسمع الإجابة : قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم << هو الطهور ماؤه الحل ميتته >> .
فأجابه بأكثر مما سأل ؛ الرجل يسأل نتوضأ بماء البحر؟! الرسول يقول : نعم توضأ بماء البحر وانتهت القضية ، لكن أجابه إجابة عامة أن ماء البحر طهور لا يصلح للوضوء فحسب بل لكل شئ ، طهور ؛ لوضوء ، لغُسل ، لإزالة نجاسة لغيره ، هذا ماء طهور ثم زاده أمراً لم يسأل عنه مُطلقاً فقال << الحل ميتته >> لماذا ؟ لأن الرجل إن كان قد اشتبهت عليه مسألة طهارة ماء البحر لتغيير طعمه ورائحته فمن باب أولى أن تلتبس عليه ميتةُ البحر وهو يعلم حُرمة الميتة .
فلذلك من هذا الباب أقول أننا قد نتوسع في مسائل لم يتعرض لها الكتاب لأنها تلتبسُ على أهل عصرنا فنحتاج إلى تبسيط القضية وتحديدها تحديد لكي لا يُفهم من كلامنا أشياء توافق الهوى ، لأن بعض الناس يسمع كلام ثم يحمله على هواه ودليلي في ذلك أيضاً حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : << من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى ، فقال صلى الله عليه وسلم : بئس الخطيب أنت قل : ومن يعص الله ورسوله >> [رواه مسلم] ، قال العلماء أن هذا الأمر وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعاب على هذا الخطيب جمع الله ورسوله في ضمير واحد لـئلا يلتبس على الناس ويُخلط ما لله من حق بما لرسوله من حق وموضع الخُطبة موضع تفصيل ينبغي أن يُفصَّل.
فهذا هو الشاهد أن موضعنا هنا موضع تفصيل ، تبسيط ، فإذا كان هناك طالب علم متقدم ، فأنا أُخاطب (( الغلابة )) ، المساكين الفقراء ، الذين في بداية طريق الإلتزام أو الذين لم يلتزموا بعد ، يريدون الإلتزام يحبون الله ورسوله خطابي إليهم ؛ أما المتقدم الذي يعرف كيف يصل ؟! فلا ينشغل بنا ، و نحن لا ننشغل به ، له سبيل أخر و قد جعل الله لكل شئ قدر ، و جعل الله عز و جل لكل إنسان ما يعينه على سلوك طريقه.
هذه هي النقطة الأولى : شيء من التفصيل و شيء من التوسع ، نبدأ و الله المستعان ؛ أول منزلة من منازل السائرين و مدرجةَ من مدارج السالكين:
1. اليقظة
وقبل أن نبدأ أدعو ربي : ( اللهم يا أرحم الراحمين يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم اللهم صلِ على النبي محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا واللهم إنا نسألك أن ترزقنا الإخلاص في القول والعمل اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل اللهم ارزقنا الصدق في طلب الإخلاص اللهم اجعل هذا العمل خالصاً لوجهك الكريم ، اللهم اجعله بركةً علينا وعلى أمة محمد ، اللهم ارزقنا العمل بما سمعنا ، علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علما ، اللهم اجعل ما علمتنا حجة لنا لا علينا ، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك ، اللهم إني أعوذ بك أن أُذكّر بك وأنساك ، اللهم اجعلني أول المنتفعين بهذا العلم وانفع المسلمون جميعاً به ، اللهم إنا نعوذ بك أن يُخالط قلوبنا بعد تحريرالإخلاص فيها ما يسوئنا ويضرنا ، اللهم إنا نسألك أن تتم لنا هذا العمل بخير يارب يّسر وأعن وتمم بخير يا كريم ، اللهم كما يسَّرت البداية فيسَّر التمام ، اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار ، اللهم اجزِ كل من أعان على هذا العمل خير الجزاء ، اللهم اجعله في موازين حسناتنا جميعاً وارفع به درجاتنا ، اللهم إنا نسألك أن تقبلنا في عبادك الصالحين ، وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله والحمد لله رب العالمين ، آمين آمين آمين ).
نبدأ أيها الأخوة من كتاب ( تهذيب مدارج السالكين ) ليس من المدارج الأصل وإن كنت سأعود إلى الأصل أحياناً لكن الترتيب في البداية الذي جمعه الشيخ العزي أكرمه الله عز وجل وحفظه وعافاه ترتيب جيد يقول وحين أقول يقول الشيخ ، الذي حدث أن الشيخ العزيَّ خَلَطَ كلام ابن القيم بكلام أبي إسماعيل الهروي أدخل كلامهما في بعض ، وهذا لم يعجبني سنحرر كل كلام ولكن بعد مرور منزلة اليقظة أو المنازل الأربعة الأساسية.
جعل الشيخ أن هناك أربعة منازل أساسية اليقظة ، الفكرة ، البصيرة ، العزم ، هذه أربعة منازل أساسية هذه المنازل الأربعة كالقواعد ، أربع قواعد القاعدة كالقاعدة الخرسانية المسلحة التي يبنى عليها الأعمدة ثم يقام عليها السقف ، هذه هي الأربعة أولها : اليقظة ، يقول الشيخ عليه رحمه الله وعندما أقول الشيخ تكون المسألة أعم ، الشيخ من ؟! الشيخ أبو إسماعيل الهراوي أو الشيخ ابن القيم ، يقول الشيخ : (( فأول منازل العبودية اليقظة وهي إنزعاج القلب لروعةِ الانتباه من رقدة الغافلين )) هذا هو تعريف اليقظة ، إنزعاج القلب لروعة الانتباه من رقدة الغافلين.
يا أخوة قلنا الآن تعريف اليقظة وسوف نقوم بشرح تعريف اليقظة ، لكن أريد أن أقول لك أنك قد لا تحتاج إلى تعريف، وقد قلت هذا الكلام في الشوق في الشرح الذي مضى ، أقول لك ما هو الشوق ؟! الشوق هو هبوب القلب لغائب ، دعنا من هبوب القلب لغائب ، أنت مشتاق أن ترى أباك ؟ مشتاق لأولادك ؟ مشتاق لأمك ؟ مشتاق أن تركب سيارة ؟ مشتاق أن تغير شقتك ؟ أنت تعلم ماذا تعني مشتاق ؛ لست محتاجاً أن أقول لك هبوب قلب للقاء غائب ؛ لن تفهمها ولو فهمتها سيكون كلام ، أنا لا أريد الكلام اليوم ؛ أنا أريد الأحاسيس أريد المشاعر أريد الواقع ، فعندما أقول لك أنت مشتاق إلى الله ؟؟ تقول لي : (( طيب إزاي ؟؟ )) أقول لك : مثل ما أنت مشتاق لأمك ، مثل ما أنت مشتاق لزوجتك التي لم تراها سنة مثلاً ، مثل ما أنت مشتاق لابنك عندما تكون غائب عنه أسبوعين أو شهرين ، هذه هي القضية.
اليقظة إنزعاج القلب لروعة الانتباه من رقدة الغافلين سنشرحها لكن أنت تعلم ما معنى يقظة تعني كمثال : (( واحد كان نايم وإيه وصحي )) لكن الصحوة لله هذا موضوع مختلف ، انزعاج القلب ، ابن القيم عندما يشرح هذا الكلام يقول : إنزعاج القلب لروعة الانتباه من رقدة الغافلين هذا كلام الهروي في منازل السائرين ؛ ابن القيم في مدارج السالكين يقول : (( ولله ما أنفع هذه الروعة وما أعظم قدرها وخطرها وما أشد إعانتها على السلوك فمن أحس بها فقد أحس والله بالفلاح وإلا فهو في سكرات الغفلة فإذا انتبه شمَّر لله بهمته إلى السفر إلى منازله الأولى و أوطانه التي سُبي منها ))
يقول في شرح اليقظة : (( واعلم أن العبد قبل وصول الداعي إليه في نوم الغفلة قلبه نائم وطرفه يقظان فصاح به الناصح و أسمعه داعِ النجاح وأذن به مؤذن الرحمن حي على الفلاح )) ، فأول مراتب هذا النائم اليقظة و الانتباه من النوم هذا هو الكلام.
يا جماعة ربنا سبحانه وتعالى خلقنا في هذه الحياة نعيش أحياء ولكن الناس تأخذهم الغفلة ، قلبه نائم لا يدري والأيام تمُر ، اليوم أنا أسجل هذا الكلام في أول يوم من رجب سبحان الله رمضان الذي مضى هناك ها هو قريب ، ورمضان دخل علينا مرة أخرى ، كيف تمُر السنوات هكذا ؟! غفلة كان صاحبنا نائم ، قلبه نائم و طرفة يقظان ، عينه مفتوحة يأكل ويشرب ويذهب ويأتي ويتكلم ويعمل ويبيع ويشتري ويحب ويكره لكن قلبه نائم.
وقد أكدنا في موضوع القلوب أن الله يريد منك قلبك لا يريد منك شيئاً أخر ، يريد منك الله سبحانه و تعالى قلبك فقط الدليل : حديث البني صلى الله عليه وآله وسلم : << إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم >> [(صحيح) انظر حديث رقم: 1862 في صحيح الجامع] ، هذا هو الذي يريده الله منك قلبك ، أين قلبك ؟! عندما يكون قلبك نائم لا يعرف الله ؟! هل النائم يمشي ؟! لا ؛ إذا كان يوجد ولد نائم وعنده امتحان صباحاً أول شيء يقوم به أنه يستيقظ لكي يذهب إلى الامتحان ، أول ما يستيقظ لا يجري على الامتحان ، لا بل أول ما يستيقظ ينتبه ويقول : (( إيه ده ؟!! ده أنا عندي امتحان !! )) هذه هي إنزعاج القلب نحن نريد إنزعاج القلب ، أن القلب ينتفض.
لأن الناس اليوم قلوبها ميتة ودي المأساة أظن قلت في المقدمة أن بعض الناس اليوم تعيش بلا قلب أبداً ليس فقط مع الله لا حتى في حياته العادية عندما تجده يأكل فهو يأكل بدون قلب ، عندما تجده يعامل زوجته وأولاده يتعامل بدون قلب لا يوجد قلب !! قلبه (( راح )) ! ضاع مات ! قلبه ميت (( مفيش )) ؛ نحن نحتاج قبل أن ننطلق مع الله من أول منزلة اليقظة وأنا أشترط عليكم أنّ كل منزلة سنعيشها حقيقةً حتى ننطلق للمنزلة التي بعدها ، ثم نأخد منزلة اليقظة ونصعد بها إلى الفكرة كما ذكرنا أن الولد الذي لديه امتحان أول ما يستيقظ من النوم سيفكر : ((هو أنا ورايا أيه ؟! أه الساعة تسعة امتحان ؛ امتحان أيه النهاردة ؟! أه )) هذه هي الفكرة .
الشاهد في منزلة اليقظة يوجد إنزعاج القلب ؛ أين قلبك ؟! أين رهنته ؟ عند من ؟ لقد أصبح كل واحد قلبه مع محبوبه !! (( مش هو بيقول كده للبنت اللي بيحبها أنا قلبي معاك ثانية بثانية لو حتى تروح أخر الدنيا )) !!! نعم هو قلبه معها هذه حقيقة.
(( واحد اشترى عربية جديدة معاه قرشين راح حطهم في عربية حطها تحت البيت كل ما يسمع صوت خبط في الشارع يروح جري على الشباك من عز نومه يفتح الشباك يطمن على العربية لأنه سايب قلبه ، قلبه في العربية )).
(( اللي جايب بفلوسه دهب وحاطه في أيد مراته قلبه في أيد مراته )) ، أين قلبك ؟!! أنا أريدك قبل أن نبدأ أعطني قلبك ؛ (( اللي شاري بفلوسه أسهم في البورصة كل يوم في الجرنال أول حاجة يعملها يقلب على أسعار الأسهم )) ؛ (( اللي حاطط فلوسه في البنك بيدور على سعر الفايدة وأخبار البنك )) ؛ (( اللي حاطط فلوسه في أرض كل يوم بيقلَّب على أسعار الأرض قلبه هناك )) أين قلبك ؟؟؟ في السيارة أم في الذهب أم في الأسهم أم في الأرض أم في أحلام المناصب والآمال العريضة مع نساء ومع أكل وشرب أعطني قلبك بالراحة قبل ما ربنا يجيبك رغم أنفك !!
تعالوا نقرأ هذا النص لابن الجوزي في كتاب صيد الخاطر يقول ابن الجوزي عليه رحمه الله : (( تفكرت في سبب هداية من يهتدي وانتباه من يتيقظ من رقاد غفلته فوجدت السبب الأكبر اختيار الحق عزَّ وجل لذلك الشخص )) .
يا رب يا رب يا رب خُذنا بأيدينا و نواصينا إليك أخذ الكرام عليك يا رب يا رب اهدي قلوبنا يا رب أيقظ قلوبنا يا رب يا رب يا رب نوَّر قلوبنا ؛ يا جماعة ، أنا تفكرت اليوم زملائي الذين كانوا معي في ابتدائي كان الفصل فيه 47 طالب أين هم الآن الـ 47 طالب ؟؟ في الصف السادس الابتدائي فاكرهم كويس الـ 47 أين هم ؟! (( اللي بقا دكتور واللي بقا مهندس واللي ميكانيكي واللي جزار أنا أقول واقع واللي سواق )) ، أنا بتكلم بقى عن الدين من من هؤلاء في دين ؟! ومن بعيد عن الدين ؟! من زملائي ولد ملحد !! لا يؤمن بالقرآن ؛ ونحن في ابتدائي كان المدرسين زمان (( كانوا ناس كده قيمة )) ، أفتكر الأستاذ رشاد مدرس العربي والأستاذ مكي الذي كان في الصف الثاني الابتدائي ، أنا قلت هذا الكلام في المجد في حلقة صفحات من حياتي.
الشاهد أن هؤلاء الناس كانوا دائما يسألوا : (( أنت هتطلع إيه ؟ أنت تنفع إيه ؟ أنت هتبقى إيه ؟ )) ولد من زملائنا كان يقول : (( أنا هبقى رئيس جمهورية ، أنا هدخل حقوق وهبقى رئيس جمهورية )) الآن هو سواق ((ميكروباص)) !! أرزاق وأقدار قابلته في يوم : ((إيه ده يا محمد !! بلاش أقول محمد إيه خليه مستور كده أنت أيه ده ! فين رئاسة الجهورية ؟!! إيه يا بني ؟!! قال لا هاها ده كان كلام أطفال !! )).
الأقدار و الأرزاق بيوزعها الملك ده معنى من ربك ؟؟ الرب : هو الذي يربي عباده ، و لا يظلم ربك أحدا ،إياك أن تفكر أن هذا الولد ظلم ؟! أصبح سواق ((ميكروباص)) لا لكن هو لا يستحق إلا هذا ، هذا هو رزقه ، هو لا يستحق إلا هذا ، هذا هو المكان المناسب له الذي على قدره ؛ أرزاق يوزعها الملك سبحانه وتعالى فلذلك من اهتدى وسار في طريق الدين ، ومن ضلَ وسار في طريق النساء ، ومن سار في طريق الربا ، ومن سار في طريق المال ، ومن سار في طريق كذا و كذا ، هذا هو وضعه الذي يستحقه ، إن ربك حكيم عليم {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ } [الأنعام : 53].
فلذلك بن الجوزي يقول : (( تفكرت في هداية من يهتدي وانتباه من يتيقظ من رقدته )) ، الناس كلها في غفلة في ناس تتيقظ و تنطلق إلى الله ، وفي ناس لازالت نائمة قد يمرعلى الإنسان سنوات نائم ، من استيقظ هذا لماذا استيقظ ؟! يقول ابن الجوزي : (( فوجدت السبب الأكبر اختيار الحق عز وجل لذلك الشخص )) اختار الله هذا الإنسان ، ولماذا اختاره ؟! ابن القيم في أخر كتاب الفوائد يقول : (( تلمَّحت الأسباب فوجدت صلاحية المحل )) وجد السبب صلاحية المحل ، من الذي ينفع من ؟!
أسوق لك لفظ ابن القيم لكن أريد أن أقول في البداية أن اختيار الحق لذلك الشخص كما قيل : (( إذا أرادك لأمرٍ هيأك له )) نريد أن نتوقف هنا وقفة ونسأل أنفسنا يا ترى أنت ربنا إلى ماذا هيأك ؟!!!
الله سبحانه وتعالى يعطيك و(( يتخنك )) ويكبرك ويغنيك ويعليّك ، إلى ماذا يجهزك ؟؟! إلى أن يشعل بك جهنم ؟!! أم لكي ينّعمك في جنة عرضها السماوات والأرض ؟!! ربنا سبحانه وتعالى يزينّك ويجمّلك ويكبرك ويعلمك من أجل ماذا ؟؟ لكي تصبح مع إبليس في جهنم تسمع خطبته ؟!! أم مع سيدنا النبي والأنبياء والصالحين تأتنس بهم ؟!! إذا أرادك لأمرٍ هيأك له .
أنا أريد كل واحد منا هذه الليلة لا ينام إلى أن يعرف طريقه إلى أين ؟!
يقول الشيخ : (( فتارة تقع اليقظة بمجرد فكر يوجبه نظر العقل ، فيتلمح الإنسانُ وجود نفسه فيعلم أن له صانعاً وقد طالبه بحقه ، وشكر نعمته ، وخوَّفه عقاب مخالفته ، ولا يكون ذلك بسبب ظاهر )) .
(( أحيانا في ناس تلتزم ، تجده كان في الضلال وفجأة أعفى لحيته ظبط ملابسه دخل الجامع وبطل موسيقى وأغاني ، بطل نساء ووقوف على النواصي ، بطل أكل حرام وربا ونصب وكذب ، دخل المسجد وبقى يصلي ويقرأ قرآن يتقرب إلى الله ، من أيه يا ابني ده ؟!! ربنا ، مفيش أسباب ظاهرة ، أما بعض الناس ربنا يجعل إلتزامه سبب ظاهر ، زي الراجل اللي ربنا حط رقابته على قضيب القطار ، ربنا سبحانه و تعالى وضع رقابته على قضيب القطار لحد ما سمع القطار بودانه و هو نايم على قضيب القطار ده إيه قصة الراجل ده عشان يلتزم دي اللي هنقولها المرة الجاية .... ))
أحبكم في الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


توقيع : أم عبد المنعم


رد مع اقتباس