[عاشقة مسجدها]

بسم الله الرحمن الرحيم
والان مع العلامة الثانية وهي " الخيانة "

حين قدمت على تعريف الخيانة وجدت أنها لفظة يقشعر منها البدن وتشمئز من سماعها النفس السوية ... وحين سمعت لفظة " الخيانة " تمعنت فيها وتنفست الصعداء ثم تنهدت مستعينا بالله على شرحها وتبسيطها فالخيانة فيما يبدو لي :

" فعل ما لا ينبغي أصلا " قد فعلها صاحبنا الضعيف دون وجود مبرر له والخيانة من خائنة الاعين

والخائن حين قام بخيانته قد تجرأ على نفسه وإنسانيته وكيانه ومجتمعه وزملائه وأولاده

أنواع الخيانة

للخيانة أنواع كثيرة منها خيانة الشخص لدينه وهي الخيانة العظمى وخيانة الشخص لوطنه وخيانة الشخص لمجتمعه وخيانة الشخص لأولاده وخيانة الشخص لزوجته وخيانة الزوجة لزوجها

إن الخيانة من أبشع الجرائم لأنها تأتي من شخص تثق به فهنا الصدمة بل أحيانا تكون الصدمة مدمرة إلا على المؤمنين

في هذه الحياة وارد أن تطعن في ظهرك لأنه لا يوجد لدى بعض البشر ما يردعهم عن الإساءة للخلقفهم يعيشون دون ضابط من دين أو من خلق .

منهم من يتعامل معك بمبدأ : إن دفعك شخص خلفك فادفع من كان أمامك ويعظم الخطب حين تلتفت خلفك فتجد أن من دفعك هو أقرب الناس إليك ... هنا الصدمة والطامة الكبرى

وإن من الخيانة العظمى نقل بيانات أو معلومات خاصة بالوطن أو بأمنه أو بمقدراته أو بحدوده لعدو غادر جاحد بقصد المنفعة الشخصية أو الإفساد في الأرض أو الانتقام من الوطن الغالي العزيز الذي حثنا الدين على حبه وندبنا للذود عنه

إن الخائن قد خان مجتمعه بإفساده في تجارته وغشه في سلعته واحتكاره لها وبرفع سعرها بلا سبب ...إلخ

إن من الخيانة : تخلي الخائن عن أولاده وعن من يعولهم وقدخان الخائن أمانته حين ضيع من يعول أو أنه أطعمهم من حرام

فنراه قد نسي أنه زور كشوف الحضور والغياب نسي أنه أفسد في الأثاثات وخرب المعدات وعطل الاجهزة لأنه تسبب في منع أجرة عامل أو اكل مال يتيم أو مال فقير فدخل بيته وهو متخم بالمال المحرم متلبسا بخيانة اسرته

إن الخائن إنسان ضعيف لأنه لا يستطيع أن يسيطر على أزمته مع زوجته ويحل مشلاته الأسرية فيهرب ويبحث عن سعادته المزعومة في حديثه مع امرأة أخرى لا تحل له
إن الخائن ضعيف لأنه خلا بامرأة لا تحل له خان زوجها وخان زوجته .....أما علم أنه سيحصد ما زرعه .!
كيف بصاحبنا حين يدق تليفون بيته فيرد فلا يجد من يرد عليه ؟؟
كيف هم حين يجد رسالة راردة على تليفون زوجته وابنته ؟؟
أقول له :
ازرع اليوم خيرا تحصد الخير غدا والعكس صحيح
" جزاء وفاقا "النبأ 26

أقول لكل من سبق الحديث عنهم :

إن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ قد أباح دم رجل في الحل والحرم قال : " اقتلوه وإن كان معلقا بأستار الكعبة " لأنه سب الله ورسوله

فلما كان يوم قتح مكة اختبأ عبد الله بن سعد بن أبس السرح عند عثمان بن عفان رضي الله عنه فجاء به حتى أوقفه على النبي _ صلى الله عليه وسلم _ فقال : عثمان يا رسول الله بايع عبد الله على الإسلام فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا ثم أقبل على أصحابه فقال أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حين رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله ؟
قالوا يا رسول الله ماندري ما في نفسك أما أومأت لنا بعينيك ؟
فقال إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة أعين

هذا حديث يحمل بين طياته رسالة عتاب نبوي وتحذير شديد اللهجة لكل من تسول له نفسه أن يغمز أو يلمز من خلف صاحبه حيث يعد ذلك كله من الخيانة " يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور "

اللهم ارزقنا الإحسان والإخلاص في القول والعمل ..... اللهم آآميييين