وطني جمل المحامل
كنت وما زلت يا وطني زهرة ...معطرة ...عبقة ........تنشر العطر كنت يا وطني زهرة ...
يتخاطفها غزاة اليل ....صانعوا الشعارات حقوق الانسان
الحرية
الإنسان اولا ثم الحيوان
كان لهذه الكلمات والجمل شهرة ...ومعنى ..فيما مضى ...
كانت تطبق بحذافيرها كلمة كلمة لحظة صدورها ...
كان هناك مفارقات واضحة ...بين بني الانسان الذي كرمه الله تعالي على سائر خلقه ...وبين الحيوانات والآن ....الحقيقة التى ترسمها حيتنا العصرية والتطور ...وحياة المصالح المشتركة تقول غير ذلك ( لا فرق بين هذا وذاك )
او ربما يتفوق الحيوان - في بعض الاحيان - على هذا الذي يسمى إنسان ...ويحظى بإهمية ورعاية اكبر ...
كنت وما زلت يا وطني قبلة الغاصبين .. مختبرا لوسائل العنف التي تصنعها الارهابية لنا ..
بالامس يا وطني ..كنت تحمل على كواهلك القضية ..
اكوام من الرمل هامدة ...ملقاة على هوامش المؤتمرات .. لا تتحرك إلا بحركة من اصابع ...وما اكثر العابثين
لكنك في المقدمة في دفاترهم ...وهم يهمسون ..
بالامس يا وطنى ...رايتك تحمل متاعب الانتماء ..الاسم
..العنوان .. الهوية
بالأمس رايتكم بني قومي تنتظرون خلف الرياح
لعل هاتفا يهتف باسمكم
بشراكم ...منحناكم ...هوية
بالأمس يا وطنى رايت رسائلكم تتطاير .. تلوكها الرياح واحيانا تبصقها لمرارة طعمها او ربما في اكوام النفايات ..
عليها ( العزيزة ...الأمم المتحدة ) والتي اراها الان راع هجر الرعية
او عليها ( رحماك أيها الامين العام ) والشكوى لغير الله مذلة
بالامس يا وطني رايت صخرتنا القدسية .. والتى من طبعها ان تزغرد ...رايتها حزينة ... تجهش بالبكاء .. تبكي صمتكم
جمل المحامل انت يا وطني ...
لك الله
من كتاب
خلجات من قلب فلسطين
تأليف
نريمان الشريف
ملحوظة : (الوطن هنا يقصد به الشعب الفلسطيني وما عناه طوال ما يقارب الستين عاما
ولا ترجع بمعناها الى معاني الوطنية والقومية وغير ذلك .)