عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 05-17-2011, 05:16 PM
ابو تسنيم ابو تسنيم غير متواجد حالياً
مراقب عام
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 1,726
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختنا ام عمار انصح نفسي واياكِ بقراءت هذا الكتيب : ليس عليك وحشة
لكاتبه: عبد الملك بن محمد بن عبد الرحمن القاسم,
وهذا تفريغ الكتاب بالنص
المقدمه
ليس عليك وحشة فأنت تسير على الخطا و تقتفى الاثر فى طرق غير موحشة لأن اقدام الانبياء و الصالحين وطأته و تغبرت فى طرقه .
اجعل نصب عينك شخصا قريبا او بعيدا .. ادعه و ارفع درجة التزامه, فان اخلصت و رزقك الله التوفيق فلك مثل اجر عمله الى يوم القيامة..
هاهو يقوم الليل و انت نائم ,يصوم و انت مفطر, و يحج و انت مقيم و يجاهد و انت جالس.....
و لكن يجرى لك من الاجر مثل اجره و لا ينقص من اجره شيئا.. فما ظنك اذا اهتدى على يديه اكثر من واحد ثم اكثر من عشرة و هكذا مضاعفات الاعداد........ انها فرصة ثمينة و باب من ابواب العبادة

************************************************** ********
الحمد لله الذى شرع الشرائع و انزل الكتب, و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين , الذى بلغ الرسالة و ادى الامانة و جاهد فى الله جهاده ,
اما بعد :
فان الدعوة الى الله من اوجب الواجبات و اهم المهمات و اعظم القربات و تبرئة للذمة. و لما فى هذه العبادة من الثواب العظيم و الاجر الجزيل قام بها خيار الامة, حتى اشرقت الارض بنور ربها ,فذلت لهم الرقاب و دانت لهم البلاد .
و تذكيرا لنفسى _و للأحبة الكرام_بهذا الامر العظيم ,خاصة فى فترة اهمل فيها هذا الجانب او ضعف , جمعت بعض وسائل و مداخل _هى اقرب الى الخواطر_ تعين على طرق سبل الدعوة فيستأنس بها و يؤخذ منها و جعلت لها علامات و عليها منارات لكى نسير على الخطا و نقتفى الاثر فى طريق غير موحشة لأن اقدام الانبياء ة الصالحين وطأته و تغبرت فى طرقه .
و لم اذكر الا ما كان فى نطاق دعوة الفرد الواحد فحسب لأهميته و الا فالمجتمع بعامته له اساليب و وسائل اخر.

فها هى ابواب الخير مشرعة : فمن امر بمعروف فهو داعية و من نهى عن منكر فهو داعية و من ترجم كلمة الى لغة اجنبية يستفاد منها دينيا فهو داعية و من اهدى شريطا اسلاميا فهو داعية و من تبسم فى وجه اخيه المسلم فهو داعية .
انه عقد متكامل اذا اخذت منه جوهرة و طعمتها بالاخلاص نالك الجر و المثوبة و انتظمت فى سلك الدعاة الى الله .
جعلنا الله ممن سار على الهدى و اقتفى الاثر حتى نحط رحلنا برحمة الله و عفوه فى جنات عدن تجرى من تحتها الانهار.
كلمة الكاتب: عبد الملك بن محمد بن عبد الرحمن القاسم
الحلقة الأولى : (( و سارعوا ))........

قال الله جل و علا : (( و من احسن قولا ممن دعا الى الله و عمل صالحا و قال اننى من المسلمين )) (فصلت :23 )
و عن ابى هريرة رضى الله عنه: ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (( من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا و من دعا الى ضلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من تبعه لا ينقص من اثامهم شيئا )) رواه مسلم.
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (( لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)) رواه البخارى و مسلم
و قال عليه الصلاة و السلام: (( من دل على خير فله مثل اجر فاعله )) رواه مسلم
و قد جاءت الايات الكثيرةو الاحاديث الشهيرة بالحث على الدعوة الى الله و بيان وجوبها و ما للداعى فيها من الاجر العظيم.
و الايات القرأنية الدالة على الدعوة اكثر من ايات الصوم و الحج اللذين هما ركنان من اركان الاسلام الخمسة فالدعوة الى الله من اعظم واجبات الشريعة المطهرة و اصل عظيم من اصولها بها يكمل نظام الشريعة و يرتفع شأنها .
فان مهمة الدعوة الى الله مهمة كبرى مهمة عظيمة مهمة فاضلة مهمة رتب عليها من الاجر العظيم ما الله به عليم و لذا اختار الله سبحانه و تعالى لها افضل الخلق و اكرم البشر , اختار لها سادات القوم و صفوة الامة و فضلاءها .
فالدعوة عمل الانبياء و الرسل..و من سار على نهجهم و اقتفى اثرهم.
*انها نقاط و وقفات لدعوة شخص بعينه ذكرا كان او انثى. و لم اذكر نقاطا دعوية جماعية مثل الوعظ فى المساجد و القاء المحاضرات ..لعلمى ان ذلك معلوم للكثير و يختص بفئة معينة من الدعاة و طلبة العلم و انما قصدت دعوة شخص بعينه..
اختى المسلمة:
استمر نبى الله نوح عليه السلام يدعو قومه سنوات طويلة , قال تعالى: (( و لقد ارسلنا نوحا الى قومه فلبث فيهم ألف سنة الا خمسين عاما..... )) ( العنكبوت:14 )
و قام يوسف عليه السلام بأمر الدعوة و هو فى السجن فدعا من معه الى عبادة الله عز و جل : (( يا صاحبى السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار )) (يوسف: 39 ) .
و هذا نبينا محمد صلى الله عليه و سلم استمر فى الدعوة طوال حياته و لاقى من الجهد و العنت ما حفظه لنا القرأن الكريم و كتب الحديث و السير..هاهو فى الرمق الاخير و لم ينس امر الدعوة كما قالت ام سلمة رضى الله عنها أن رسول الله كان يقول فى مرضه الذى توفى فيه : (( الصلاة و ما ملكت ايمانكم )) فما زال يقولها حتى ما يفيض بها لسانه. ( رواه البيهقى فى (( شعب الايمان )) و روى احمد و ابو داود و نحوه عن على ).
و كان من اخر كلماته الدعوة الى الله : (( لعن الله اليهود و النصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد )) رواه الشيخان.
و هذا ابو بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يشغله حزن وفاه النبى صلى الله عليه و سلم عن امر الدعوة بل سارع الى فى وسط هذا الحزن الى تأكيد امر الدعوة الى الله و اهميتها فعقد الألوية و سير الجيوش الى جهات كثيرة لقطع دابر المرتدين.
و هذا فاروق هذه الامة عمر بن الخطاب رضى الله عنه و جرحه يثعب دما و هو على فراش الموت لم يترك امر الدعوة فعلى ضعفه و انحطاط قوى جسمه ينادى شابا أدبر وازاره يمس الارض فيقول : (( ردوا على الغلام)) ثم قال له : (( يا ابن اخى,ارفع ثوبك فانه انقى لثوبك و اتقى لربك)).
و من تتبع سير السلف الصالح و علماء هذه الامة يجد منهم الحرص و الجد و المثابرة حتى اصبحت الدعوة الى الله هى شغلهم الشاغل , و ما بقاؤهم فى هذه الدنيا الا للطاعة و العبادة و نصرة هذا الدين.
فلاشك ان الدعوة الى توحيد الله و عبادته و ارشاد الخلق و نصحهم هى وظيفة المرسلين و اتباعهم المصلحين و الدعاة الناصحين.
و معلوم انه ما قام دين من الاديان و لا انتشر مذهب من المذاهب و لا نبت مبدأ من المبأدىء الا بالدعوة, و لا هلكت أمة فى الارض الا بعد ان اعرضت عن الدعوة او قصر عقلاؤها فى الأخذ على يد سفهائها,و ما تداعت اركان ملة بعد قيامها و لا درست رسوم طريقة بعد ارتفاع اعلامها الا بترك الدعوة.فاذا اهملت الدعوة فشت الضلالة و شاعت الجهالة و خربت البلاد و هلك العباد.
اختى المسلمة:
ان اثر الدعوة واضح و جلى..رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا ابا بكر ثم تبعه الباقون حتى قامت صروح الدعوة على ايديهم و تضاعف العدد حتى عم مكة و امتد النور الى المدينة النبوية.
* انها تشمير الى المعالى....اجعل نصب عينيك شخصا بعينه قريبا او بعيدا.. ادعه و ارفع درجة التزامه ,فان اخلصت و رزقك الله التوفيق فلك مثل اجر عمله الى يوم القيامة.. هاهويقوم الليل و انت نائم و يصوم و انت مفطر و يحج و انت مقيم و يجاهد و انت جالس.... و لكن يجرى لك من الاجر مثل اجره و لا ينقص من اجره شيئا.. فما ظنك اذا اهتدى على يديه اكثر من واحد ثم اكثر من عشرة و هكذا مضاعفات الاعداد... انها فرصة ثمينة و باب من ابواب العبادة.
انها دعوة للخير فربما تدعو شخصا فى اليوم و ربما عشرة... هذا فى الورشة و ذاك فى المنزل و اخر فى المسجد و رابع فى الشارع العام و خامس عبر مكالمة هاتفية....و هكذا.. لكن لكل فرد ما يناسبه من الوسائل الدعوية.
انها دعوة يسيرة يستطيع ان يقوم بها كل شخص كبر أو صغر متعلم او عامل بها حتى الأمى..تقوم بتقديم شريط او كتيب فقد تكون بهذا داعية..بل القاء كلمة طيبة و انت سائر تكون اخذت من الدعاة بسهم من عملهم.
اختى المسلمة:
و انت تسير فى الصحراء تتلمس طريقك..اذا بمن يمسك بمنكبيك بقوة و يرفع صوته: انتبه....قف امامك هوة سحيقة....نظرت فاذا بصدق حديثه..فرحت و دعوت له...هذه هى الدعوة المخلصة و النصيحة الصادقة. بعضهم يقول لم ار تلك الهوة !!!! اين هى؟؟ لن تعيقنا عن السير...
و اخرون يكابرون و يدعون انهم لو رأوا الهوة كذبا...كيف رأى الهوة السحيقة و هو واضع أولى قدميه فى هوة السقوط...و لكنه يكابر و يقول: كنت منتبها فقد اردت ان اجرى.... كذب و خاب و خسر.
انها مواقف ستمر عليك و تلمسها بنفسك و تسمعها بأذنك ... ينالك الخير و يطولك الاذى .
الحلقة الثانية كما وعدتكم
الحلقة الثانية: (( قـــــــــبل البدايـــــــــــــــــــــــة )) ...................

قال جل و علا: (( ادع الى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتى هى احسن...)) ( النحل: 125 )
قال ابن القيم رحمه الله تعالى فى هذه الاية: ذكر الله سبحانه مراتب الدعوة و جعلها ثلاثة اقسام بحسب حال المدعو: فأنه اما ان يكون طالبا للحق محبا له مؤثرا له على غيره اذا عرفه... فهذا يدعى بالحكمة و لا يحتاج الى موعظة و جدال و اما ان يكون مشتغلا بضد الحق لكن لو عرفه لأثره واتبعه فهذا يحتاج الى الموعظة بالترغيب و الترهيب و اما ان يكون معاندا معارضا فهذا يجادل بالتى هى احسن فأن رجع و الا انتقل معه الى الجدال ان امكن . ( انتهى كلام بن القيم ).
فالداعى امام انسان مسلم على الفطرة لكن به بعض المعاصى و المنكرات... و اخر به من الاستقامة الكثير و لكنه لم يتزود من الطاعات . فالأول يحذر من المعاصى و المهلكات و الاخر يحث على زيادة القربات ... و كلها دعوة .
و غالب المدعوين من الصنفين اما ان بهم جهلا لكثير من الاحكام مثل التهاون فى أمر صلاة الجماعى أو حلق اللحية و غيرها , و الاخر عنده غفله و كسل فتراه لا يقوم الليل و لا يتزود من الصدقات و السنن و الاذكار و هكذا....
و هناك امة اخرى من غير المسلمين تحتاج الى دعوة و ايضاح لهذا الدين و محاسنه و فضائله .
* ان تنوع الاساليب و تعدد اوجه الدعوة من ضروريتها و متطلبتها , هذا نوح عليه السلام ما ترك سبيلا لدعوة قومه الا سلكه و لا بابا الا طرقه : (( قال رب انى دعوت قومى ليلا و نهارا * فلم يزدهم الا فرارا*و انى كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا اصابعهم فى اذانهم و استغشوا ثيابهم و اصروا و استكبروا استكبارا *ثم انى دعوتهم جهارا* ثم انى اعلنت لهمو اسررت لها اسرارا )) ( نوح: 5_9 ).
و الرسول صلى الله عليه و سلم كان يأتى الى مجامع قريش و اسواقها و يدعوهم الى دين الله , ووقف مناديا على الصفا و اتخذ من موسم الحج منبرا للدعوة و سار الى الطائف داعيا ثم هاجر الى المدينة النبوية.. انها اساليب متنوعة و طرق متعددة تخدم الدعوة و لم تقف عند حد....بل كل اسلوب اتبعه الرسول صلى الله عليه و سلم او له ضابط شرعى فنحن نتبعه و نسير عليه ..........
ثم لابد ان يوطن الداعى نفسه على تحمل المشقة و الاذى و سماع ما يكره فأنه قد سلك طريق الانبياء و المرسلين و هو طريق محفوف بالمكاره ملىء بالأشواك... انه طريق الجنة .
اختى المسلمة:
ان ترتيب الاولويات فى الدعوة الى الله مهم جدا فالتوحيد قبل الصلاة و الصلاة قبل الزكاة... نبدأ بالأهم فالمهم و نقتفى فى ذلك اثار الرسول صلى الله عليه و سلم و دعوته .. فقد بدأ بالتوحيد ثم تدرج فى العبادات و الا كيف ندعو شخصا الى الصلاة و هو يدعو غير الله او يطوف بالقبور؟؟؟؟؟!!!!
و لقد جاء الاسلام متدرجا فى تشريعاته... بدءا بالتوحيد ثم امر بفرائض الاسلام و هكذا, بل كان تحريم الخمر و هى ام الخبائث على مراحل: (( يسألونك عن الخمر و الميسر قل فيهما اثم كبير و منافع للناس ..... )) ( البقرة: 219) و الانتهاء بأية التحريم لها : (( يا ايها الذين امنوا انما الخمر و الميسر و الانصاب و الازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )) ( المائدة: 90 )
و لما بعث النبى صلى الله عليه و سلم معاذا الى اليمن قال له : (( انك تأتى قوما من اهل الكتاب فادعهم الى شهادة ان لا اله الا الله و أنى محمد رسول الله , فان هم اطاعوك لذلك فأعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات فى كل يوم و ليلة , فان هم اطاعوك لذلك فأعلمهم ان الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من اغنيائهم فترد فى فقرائهم.........)) الحديث متفق عليه
ايتها الداعية الموفقة:
ان عمل الدعوة يلزمه الاخلاص لله عز و جل و صدق النية رجاء ما عند الله , و محبة للمسلمين و انقاذا لهم من مهاوى الردى و مزالق الانحراف , و رفعا لدرجاتهم تقربا الى الله بالعمل الصالح . و هو فوق ذلك ابراء للذمة و نصح للأمة ... فربما يتعلق بك المدعو غدا لو لم تدعه ... و اخذ ينادى: انت مسئول عنى فلم تدعنى.... اهعتديت فتركتنى... سمعت بخير ما اعلمتنى... علمت بسنة فما دللتنى!!.

والثالثة إن شاء الله ان اطال الله فى عمرى بعنوان : (( الانطلاقة ))
ولكن المفرغ لم ينتهي منها حتي الان وما انا الا ناقل


توقيع : ابو تسنيم

{ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ }


التعديل الأخير تم بواسطة Nermeen ; 05-18-2011 الساعة 02:02 PM
رد مع اقتباس