?#سلفي | #مصر |رحاب صبري يكتب : شمشون . . و ليلى و المجنون#SALAFY #w
فضحت تصريحات بعض النخب المصطنعة إعلامياً ( و التي أفضل أن أسميها المتنخوبين ) من أمثال ممدوح حمزة و ابو العز الحريري و غيرهما في الفترة الأخيرة عن خبايا المشروع السياسي الذي يحمله أغلب الليبراليين و الاشتراكيين, و أقول أغلب حتى لا نسقط في التعميم المقيت , إذ يستثنى من ذلك بعض النخب الييبرالية المحترمة التي و إن اختلفت معها إيديولوجياً إلا أنك لا تملك إلا أن تحترم حرصها على الوطن و رؤيتها المنطلقة من مبادئها , غير أن ما جعلني أقول كلمة ( أغلب الليبراليين ) أن هذه الأصوات المعتدلة المحترمة لا يفسح لها مجال كبير في بيت الدعارة الإعلامي الكبير , الذي يشترط في من يظهر فيه أن يمتلك القدرة على أداء ( رقصة التعري ) من المبادئ التي كان يرتديها كثياب يواري خلفها عفن عوراته الفكرية .
مثالان أمر عليهما و أتوقف قليلاً عند الثاني :
فبعد سلسلة التصريحات المضحكة التي يرددها أبو العز الحريري و التي أثبتت أن تاريخاً ملؤه مجرد الصراخ في المؤتمرات الانتخابية , ليس دليلاً على وعي سياسي , فالرجل تجمد عقله في رجعية عجيبة , عند لحظة من الزمن يردد فيها اتهامات سطحية و ساذجة للتيار الإسلامي أصبحت من التراث , و ثبت أنها مختلقة , على طريقة قطع الودن و تحريم الباذنجان .
و يفخر بأنه طعن في شرعية البرلمان , لا لأن الانتخابات كانت غير نزيهة فعندئذ كنا نهنئه على حسمه , و لكن يطعن في قانون الانتخابات الذي تم إعلانه قبل الانتخابات بشهور و لم يحرك أحد ساكناً , و لم يكتشف أنه يمكن الطعن في البرلمان عبر هذا القانون - كما يتمنى - إلا لما أفلس فبحث في دفاتره القديمة , لا يهمه ما الذي سيجره ذلك على مصر من تكريس لحكم لعسكر , و إدخال للنظام السياسي في مصر في موت سريري طويل , كل هذا لا يهم , المهم فقط هو ( لا للإسلاميين ) - الذين صرح في تصريحاته التي حفظها و حفظناها - أنهم ليسوا اغلبية , لا أعلم من أين جاء بهذه النتيجة إلا إن كان يحلل الأمور السياسية على طريقة ( الريس حنتيرة ) في الليلة الكبيرة .
غير أن هذا ليس موضوعنا.
لكن ما أريد أن أتوقف عنده هو ما أعلنه ممدوح حمزة شخصياً على قناة التحرير من أنه يتقدم برسالة إلى المجلس العسكري , يطالبه فيها بالتدخل في مسألة الدستور , حتى لا يسيطر عليه الإسلاميون , على حد زعمه , و هو ما نستطيع أن نقول إنه ( دعوة لانقلاب عسكري ) , ضد البرلمان الذي انتخبه الشعب , و تكريس لحكم العسكري يضع مصر تحت نير الحكم العسكري ربما لعدة عقود .
و لنا هنا ملاحظتان في منتهى الدقة و الأهمية , الأولى أن ممدوح حمزة الذي صدع رؤوسنا بأنه يرفض حكم العسكر , و يشكك في نواياهم و يرفض بعنف وضع الدستور تحت حكم العسكر , ممدوح حمزة الذي أنفق كما صرح هو بنفسه مبالغ ضخمة لتمويل الاعتصامات التي يعلم كل الناس أن هدفها المعلن أو الترويجي كان مناهضة المجلس العسكري و حكم العسكر .
و لكن الكارثة أن الرجل كتب رسالة يتزلف فيها و يتذلل و ينافق أعضاء المجلس العسكري و يكاد يلعق نعل (البيادة) , رسالة - كما ذكرت نصها مقدمة البرنامج في وجود حمزة و لم يكذب الرجل كلمة واحدة - يصف فيها أعضاء المجلس العسكري بعكس ما روج له من أوصاف من قبل و يكاد يكتب فيهم شعراً بشكل تسولي , و هو يطالبهم بـ ( الانقلاب ) على نتائج الديموقراطية التي جاءت بالإسلاميين .
الملاحظة الثانية , أنه ربما قال لنا أحد أن هذا موقف فردي من ممدوح حمزة , نقول الكارثة أن هذا الخطاب و قع عليه حوالي 140 أو أقل قليلاً من الشخصيات العامة ( على حد تعبير الدكتور ممدوح حمزة ) .
هذه هي النخب الليبرالية في مصر , نخب تحمل لمصر مشروع سياسي يتلخص في كلمة يذكرني بها الأوبريت الشهير في تاريخ السينما المصرية الذي يعرض فيه أحد المؤديين على ليلى مراد الزواج قائلاً ( و تكوني ليلى و أنا المجنون أنا المجنون ) , حيث أنهم يملكون مشروع ( مجنون ليلى ) , إما أن يتزوج مصر . . أقصد ليلى , او يجن جنونه و يشعلها و يضعها لمدة عقود من الزمان تحت حكم العسكر , حتى لا تذهب لغريمه ( التيار الإسلامي ) .
بل إن الأمر تعدى ذلك إلى مشروع شمشون ( علي و على أعداء ) و لتهدم مصر على رؤوس الجميع إذا لم نحكم نحن و اختار الشعب الإسلاميين .?