العودة   منتدى رياض الجنة - Riad Al-Ganah > الرياض العامة > روضة الحوار العام

روضة الحوار العام يدرج بها المواضيع العامة الهادفة التي لا تندرج تحت اي روضة من الرياض المدرجة

إضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-13-2010, 08:03 PM
الصورة الرمزية المشتاقة للجنة
المشتاقة للجنة المشتاقة للجنة غير متواجد حالياً

مراقبة عامة

 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 4,422
24 حتى تكون أسعد الناس جزء من الاجزاء

حتى تكون أسعد الناس

الجزء التـاسـع عشـر


إنّ من يؤخر السعادة حتى يعود ابنه الغائبُ, ويبني بيته ويجدُ وظيفة تناسبه، إنما هو مخدوع بالسرابِ، مغرورٌ بأحلامِ اليقظةِ
السعادةُ: هي عدمُ الاهتمامِ، وهجرُ التوقعاتِ واطِّراحُ التخويفاتِ
البسمة: هي السحرُ الحلالُ، وهي عُربونُ المودةِ وإعلانُ الإخاءِ، وهي رسالةٌ عاجلة تحملُ السلامَ والحبَّ، وهي صَدَقَةٌ متقلبةٌ تدلُّ على أن صاحبَها راضٍ مطمئنٌّ ثابتٌ
تخلصْ من الفضولِ في حياتِك, حتى الأوراقُ الزائدةُ في جيبِك أو على مكتبك, لأن ما زاد عن الحاجةِ.. في كل شيء.. كان ضاراً
من عنده بستان في صدره من الإيمانِ والذكرِ، ولديه حديقةٌ في ذهنِه من العلمِ والتجاربِ فلا يأسفْ على ما فاته من الدنيا

كن مستعداً لخوض مغامرات.. الطريقة الوحيدة لحياة ممتعة هي اقتحامُ أخطارِها المحسوبة، لن تتعلم ما لم تكن عازماً على مواجهة المخاطرِ، قمْ مثلاًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً ًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً بتعلم السباحِة بمواجهةِ خطرِ الغَرَقِ
لا قفل إلا سوف يُفْتَحُ، ولا قيد إلا سوف يُفَكٌّ، ولا بعيد إلا سوف يقربُ، ولا غائب إلا سوف يصلُ.ولكن بأجل مسمّى
اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ فهما وَقودُ الحياةِ، وزادُ السيرِ، وباب الأملِ، ومفتاحُ الفَرَجِ، ومن لزم الصبرَ، وحافظ على الصلاةِ ؛ فبشِّرْه بفجرٍ صادقٍ، وفتحٍ مبينٍ، ونصرٍ قريبٍ
جُلد بلالٌ وضُرب عُذّبَ وسُحِب وطُرِدَ فأخذ يرددُ: أحَدٌ أَحَدٌ، لأنّه حفظ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، فلما دخل الجنة احتقر ما بذل، واستقلَّ ما قدم لأن السّلعة أغلى من الثمن أضعافاً مضاعفة
ما هي الدنيا هل هي الثوبُ إن غاليت فيه خدمته وما خدمك، أو زوجةٌ إن كانت جميلة تعذبُ قلبها بحبها، أو مال كثرَ أصبحتَ له خازناًهذا سرورها فكيف خزنُها


كل العقلاء يسعون لجلبِ السعادةِ بالعلمِ أو بالمال أو بالجاهِ، وأسعدُهم بها صاحبُ الإيمانِ لأن سعادته دائمةٌ على كل حالٍ حتى يلقى ربَّهُ
من السعادة سلامةُ القلبِ من الأمراضِ العقدية كالشكِّ والسخطِ والاعتراضِ والريبةِ والشبهةِ والشهوةِ
أعقلُ الناسِ أعذرُهم للناسِ، فهو يحمل تصرفاتِهم وأقوالهَم على أحسنِ المحاملِ، فهو الذي أراح واستراحَ
فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ اقنعْ بما عنك، ارض بقسمِك، استثمرْ ما عندك من موهبةٍ، وظِّفْ طاقتك فيما ينفعُ واحمدِ الله على ما أولاك
لا يكن يومُك كلُّه قراءةً أو تفكراً أو تأليفاً أو حِفْظاً بل خذْ من كل عملٍ بطرفٍ ونوِّعْ فيه الأعمالَ فهذا أنشطُ للنفسِ


الصلواتُ ترتبُ الأوقاتِ فجعلْ كل صلاة عملاً من الأعمالِ النافعةِ
إن الخير للعبدِ فيما اختار له ربُّه، فإنه أعلمُ به وأرحمْ به من أمه التي ولدته، فما للعبد إلا أن يرضى بحكم ربه، ويفوض الأمر إليه ويكتفي بكفاية ربه وخالقِه ومولاه
العبدُ لضعفه ولعجزِه لا يدري ما وراء حجبِ الغيبِ، فهو لا يرى إلا ظواهر الأمورِ أما الخوافي فعلمُها عند ربي، فكم من محنةٍ صارت منحةً وكم من بليةٍ أصبحت عطيةً، فالخيرُ كامنٌ في المكروهِ
وهذا داودُ عليه السلام ارتكب الخطيئةَ فندم وبكى, فكانت في حقِّه نعمةٌ من أجلِّ النعم, فإنه عرف ربه معرفة العبدِ الطائعِ الذليل الخاشعِ المنكسرِ, وهذا مقصودُ العبودية فإن من أركانِ العبودية تمامُ الذلِّ للهِ عزَّ وجلَّ.. وقد سئِل شيخ الإسلامِ ابنُ تيمية عن قوله: عجباً للمؤمنِ لا يقضي اللهُ له شيئاً إلا كان خيراً له هل يشمل هذا قضاء المعصيةِ على العبدِ , قال نعم ؛ بشرطِها من الندمِ والتوبةِ والاستغفارِ والانكسارِ
فظاهرُ الأمرِ في تقديرِ المعصيةِ مكروهٌ على العبدِ، وباطنُه محبوبٌ إذا اقترن بشرطِه


خيرة اللهِ وللرسولِ محمدٍ ظاهرةٌ باهرةٌ, فإن كلَّ مكروهٍ وقعَ له صارَ محبوباً مرغوباً, فإن تكذيب قومِه له ؛ ومحاربتِهم إياه كان سبباً في إقامةِ سوق الجهادِ، ومناصرةِ اللهِ والتضحيةِ في سبيلِه, فكانت تلك الغزواتُ التي نصر اللهُ فيها رسوله, فتحاً عليه, واتخذ فيها من المؤمنين شهداء جعلهم من ورثةِ جنة النعيم, ولولا تلك المجابهة من الكفار لم يحصلْ هذا الخيرُ الكبير والفوزُ العظيمُ, ولما طُرِد من مكة كان ظاهرُ الأمرِ مكروهاً ولكن في باطنِه الخيرُ والفلاحُ والمنّةُ, فإنه بهذه الهجرةِ أقام دولة الإسلامِ، ووجد أنصاراً، وتميز أهلُ الإيمان من أهلِ الكفرِ, وعُرِفَ الصادق في إيمانِه وهجرته وجهادِه من الكاذبِولما غُلب عليه الصلاة والسلام وأصحابُه في أحدٍ كان الأمرُ مكروهاً في ظاهرِه، شديداً على النفوسِ، لكن ظهر له من الخيرِ وحسنِ الاختيارِ ما يفوقُ الوصف, فقد ذهب من بعضِ النفوسِ العجبُ بانتصارِ يوم بدرٍ، والثقةُ بالنفسِ، والاعتمادُ عليها, واتخذ اللهُ من المسلمين شهداء أكرمهم بالقتلِ كحمزة سيدِ الشهداء, ومصعبِ سفيرِ الإسلام, وعبدِالله ابن عمروٍ والدِ جابر الذي كلمه اللهُ وغيرهم, وامتاز المنافقون بغزوةِ أحد، وفضح أمرهم، وكشفُ اللهُ أسرارهم وهتك أستارَهُمْوقسْ على ذلك أحواله ، ومقاماته التي ظاهرُها المكروهُ، وباطنُها الخيرُ لهُ وللمسلمين
ومن عَرَفَ حُسْنَ اختيارِ اللهِ لعبدِه هانتْ عليه المصائبُ، وسهلتْ عليه المصاعبُ, وتوقعَ اللطفَ من اللهِ، واستبشر بما حصل، ثقةً بلطفِ اللهِ وكرمِه، وحسنِ اختيارِه، حينها يذهبُ حزنُه وضجرُه وضيقُ صدرِه, ويسلم الأمر لربه جلَّ في علاه، فلا يتسخطُ ولا يعترضُ، ولا يتذمّرُ، بل يشكرُ ويصبرُ، حتى تلوح له العواقبُ، وتنقشعُ عنه سحبُ المصائبِ
نوحٌ عليه السلامُ يُؤذى ألفَ عام إلا خمسين عاماً في سبيلِ دعوتِهِ, فيصبرُ ويحتسبُ ويستمرُّ في نشرِ دعوتِه إلى التوحيدِ ليلاً ونهاراً, سراً وجهراً, حتى ينجيه ربُّه ويهلك عدوه بالطوفانِ



د.عـائض القـرني


توقيع : المشتاقة للجنة


اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

اللهم صل وسلم وبارك على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-06-2010, 01:59 AM
ابو تسنيم ابو تسنيم غير متواجد حالياً
مراقب عام
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 1,726
افتراضي

رزقنا الله واياكم السعاده في الدارين
جزاكم الله خيراً


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-06-2010, 09:12 PM
الصورة الرمزية المشتاقة للجنة
المشتاقة للجنة المشتاقة للجنة غير متواجد حالياً

مراقبة عامة

 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 4,422
افتراضي

اللهم امين حقق الله مرادكم


توقيع : المشتاقة للجنة


اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات

اللهم صل وسلم وبارك على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين

رد مع اقتباس
إضافة رد


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لا تتسرع في الحكم على الناس المشتاقة للجنة روضة الحوار العام 2 08-06-2010 09:19 PM
تفسير سورة الناس حامل الراية روضة القرآن وعلومه 3 06-11-2010 11:57 PM
الشيخ مسعد انور "مبروك ... جالك بنت" خادم الدين روضة صوتيات ومرئيات القنوات الفضائية 1 05-05-2010 08:56 PM
حتى تكون أسعد الناس المشتاقة للجنة روضة الحوار العام 2 03-02-2010 07:50 PM
قواعد يجب أن تكون فى قلب قارئ القرآن ABOHIYA روضة القرآن وعلومه 7 01-26-2010 09:37 AM

استضافة الحياة

الساعة الآن 07:58 AM.


Powered by vBulletin® v3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , TranZ By Almuhajir
النسخة الفضية
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

SlamDesignzslamDesignzEdited by Riad Al-Ganah Team - جميع الحقوق محفوظة لشبكة رياض الجنة

Privacy Policy Valid XHTML 1.0 Transitional By SlamDesignz Valid CSS Transitional By SlamDesignz