?سلفي | د.خالد الرفاعي : عضو المكتب الإعلامي للجبهة السلفية
يكتب / كلهم خانوك يا برادعي!! .. #SALAFI
"عليه العوض و منه العوض" هذه الكلمات البسيطة هي خلاصة المقلب اللي شربه دكتور البرادعي و الذي قام بحبكه و رسم خارطته من باتوا يُسمون بالنخبة في بلادنا ، لعب البرادعي أدوارا كثيرة بمحض إرادته و بإرادة غيره فهو حصان طروادة و المهدي المنتظر القادم ليملأ ربوع مصر ليبرالية و حرية أمريكية بنكهة الوجبات السريعة ثم هو أفضل واجهة يدعمها العم السام و يربت على كتفها فلا تخشى على نفسها من سراديب أمن الدولة و لا حوادث الخطف التي كان النظام السابق يحترفها ...
و حتى لا يساء فهم كلامي فإنني لا اتهم الرجل لا بالعمالة و لا بغيره بل لا أكذب حين أقول إنني أشعر نحوه بالشفقة فغاندي مصر كما يلقبه محبوه خرج من المولد بلا حمص فلم يكن البرادعي الخيار الأمثل الذي يتصوره المحيطون به و لم يكن يوما قائدا للثورة بل أداة تخطفتها عشرات الأيدي ثم ألقتها جانبا و بالطبع ليس مهدي الشيعة و المسيح المخلص بل رجل شغل منصبا هاما خارج مصر لعشرات السنوات لا يؤهله لقيادة مصر خاصة في تلك الظروف و لقد نفضت النخبة يدها منه بعد أن أدى دوره و بعد أن كان هتافهم من أكثر من عامين - حين قاموا بتغريره لتصدر المشهد الثوري – " شد القلوع يا برادعي ما فيش رجوع يا برادعي " هنحن نراه وحيدا معزولا عن الحياة السياسية حتى قام العديد من الشباب المنتمي لحملة دعمه بالانسحاب أو تجميد نشاطهم و قالوا أن رجل صار مغيبا معزولا عن قاعدته الجماهيرية ... الحقيقة التي لا يفهمها هؤلاء أن البرادعي كان مغيبا منذ اللحظة الأولى و أن التيارات الليبرالية تلاعبت بالرجل ثم عزلته فالرجل لم يكن صالحا يوما لقيادة الثورة أو التقدم لمقعد الرئاسة لكنه كان أفضل حائط صد تستخدمه النخبة ضد النظام السابق.
الواجب في هذه المرحلة أن نقرأ المشهد جيدا في ضوء المستجدات فالبرادعي بعد أن كان أبرز المرشحين صار بين عشية و ضحاها في ذيل القائمة و هذا لعدة أسباب منها ما ذكرناه في مطلع الكلام من تلاعب اللييبراليون بالرجل ثم تخلصهم منه ثم طبيعة الشعب المصري العاطفي الذي لم يستسيغ أن يملك زمام الأمور رجل لا يعرف تزغيط البط كما قال توفيق عكاشة ( و رغم سذاجة الطرح و سخافته لكن المعنى في حد ذاته صحيح فالبرادعي القادم من أحياء أوربا الراقية لا يناسب مزاج من عاشوا في أزقة مصر و حواريها و هذا الكلام جاء على لسان أعضاء حملة دعمه الذين انسحبوا فهم يشعرون ان الرجل غير مستساغ عند المواطن البسيط ) ، و من الأسباب التي أدت لانعزال الرجل الصدام بين شيعة البرادعي الذين غالوا في مدحه و جعلوا الرجل في ناحية و التيار الإسلامي في الأخرى فظهر البرادعي في صورة العلماني المتطرف و لقد تطوع البعض في وصف الرجل فقال عنه إبراهيم عيسى إنه علماني مخلص للعلمانية و لم يعترض البرادعي ... فالحادث أن المحيطين بالرجل أضاعوه أما بغباء التصريحات أو بعزله و لعل مليونية اليوم التي لم يكتمل نصابها و فشلت فشلا مدويا ترسم صورة للمحيطين بالرجل فقد دعا شاعر مغمور مشهور بعدائه للتيار الإسلامي لمليونية لإخراج البرادعي من السرداب ( العزلة ) و ظل يروج لها في كل مكان، بهذه السذاجة يتصور البعض أن البرادعي في حاجة لميونية لإخراجه من بيته و الصحيح أن الرجل في حاجة لأن يخرج هو للملايين أن يتفاعل مهم و أن يطرح رؤيته دون مواراة لكنه خدع و خرج خارج إطار اللعبة لن يكون المخلص و لا المحرر و لا غاندي كأنك ما فيش على رأي عم نجم بفضل خيانة رفاقه و غباء دروايشه و من المضحك أن أصحاب دعوة مليونية اليوم قاموا بإخفاء كل ما يخصها بعد الصخب و الضجيج الذي اثاروه.
كان المقرر أن يخرج البرادعي اليوم من سردابه ليقود دروايشه لكنه فاجأ الجميع بسفره صباح اليوم لتونس تاركا ما تبقى من الدروايش على باب السرداب ليخرج ... و لن يخرج?
Wall Photos