إضافة رد

 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-06-2012, 01:58 AM
الصورة الرمزية أم عبد المنعم
أم عبد المنعم أم عبد المنعم غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 1,256
افتراضي إلى النور . . هلُمّ قلبي؟!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى النور . . هلُمّ قلبي؟!





بسم الله الرحمن الرحيم


عرفت النور يوماً بعد العيش في أعماق بحار من الظلمات التي يموج بعضها فوق بعض، فإذا بقلبي يندفع نحو أول إشعاع لهذا النور بلا هوادة؛ لينهل منه ما يزيل عنه آثار عناء الظلمة خلال حقبة طويلة من الزمن، ويلقي بنفسه في أعماقه وهو ينتفض رجفة من شدة النحيب والبكاء ندما ًوحسرة على ما قد ضاع وفات!

وأضحى ملازماً على هذه الحال؛ حتى صار يرهف لأي نداء يأتيه من نبع ذلك النور، ويسارع لتلبيته وكأنها مسالة مصيرية لا تقبل المساومة، فأحسست بشرايين حياةٍ جديدةٍ تدب في سائر أنحاء جسدي!

غير أنها لا تشبه مطلقا تلك الحياة الاعتيادية، التي يتشارك فيها بنو البشر مع البهائم في المأكل والمشرب، إنها حياة تستعلي فيها النفس عن كافة الأرضيات!! ويخبوا عند حدودها بريق الشهوات وبهارج الملذات!! كيف لا والموعد الجنة والمنعم الله؟

إن خلاصة ما عايشته إنما هو جنةٌ مصغرةٌ من جنان الدنيا، نعمت فيها نفسي بالالتصاق بنبع الأمان . . الله جل وعلا . . فاستغنت به، واعتزت بدينه، وحَيَت بقرآنه، وتميّزت بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وتآخت على حبه، وتآزرت على نصرته، ثم تغلغلت هذه المشاعر كلها في الدماء والعظام حتى فاضت النفس شوقا لجنته!!

فيا لحسرة من لم يذق لهذه الحياة طعماً، ويا لندامة من لم يسلك لهذه الرحاب درباً !!

وتشتد الحسرة ويتضاعف الندم على من عرف وأنكر، وذاق فغيّر، فاللهم فبرحمتك أقل عثرتي وخذ بيدي حتى لا أكون عياذاً بك اللهم منهم، وذلك بعدما توهمت يوماً أن الاشتغال بالتجارة بنية نصر الدين ليس محفوفاً بالمخاطر طالما صلحت النية وحسن القصد، فإذا بي أجد نفسي محاطاً برفاق درب من الذئاب والثعالب!!

قد صاغوا بخبثهم معالم جديدة للتعاملات التجارية، استبيحت على إثرها الخيانة!! وصار الكذب من مقتضيات الأمانة!! وفي خضم هذه الهوة السحيقة من الانهيار؛ ذابت المبادئ وانعدم مفهوم الحلال والحرام من الأذهان!! فتلاطمت بي أمواج الفتن تتقاذفني ذات اليمين وذات الشمال، وإذا ببريق النور قد أخذ يخبو في قلبي!!

وكأن لسان حاله يساءلني قائلاً :
هل بعد هذا العلو من دنو؟!
هل ارتضيت لنفسك كل هذه الألوان من الذل؟!
إن ما تعايشه من ألوان الغفلة . . يسرق عمرك كلمح البصر!!
ويجرعك الوهم . . ليورثك عذاب السُعر!!
فهل استبدلت الذي هو أدنى . . بالذي هو خير؟!
أين دمعاتك في سجادات السحر؟!
أين خوفك من جحيم الشرر؟!
أين تعلُّق قلبك بخالق القضاء والقدر؟!
أين أشواقك إلى جناتٍ ونهر . . في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر؟!
هلا تداركت نفسك . . قبل ضياع الوقت، وفوات العمر ؟!

فسألته والنفس تخفق وجلاً مما تطويه خفايا القدر:
وهل يقبل الله توبة عبد مثلي . . هام على وجهه بين مزابل الدنيا يرجو النفع من البشر؟!
وهل يغفر الله لي ما قد أوقعت نفسي فيه من الشرر؟!
هل تعود إلى قلبي أيها النور يوماً فتبدد ما أصابه من غفلة وغرر؟!

فتلألأت أشعته في قلبي من جديد وقال مبتسماً :

آن لك الآن أن تنفض عن نفسك غبار الغفلة قائلاً :
إلى النور .. هلُمّ قلبي


توقيع : أم عبد المنعم


رد مع اقتباس
إضافة رد


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
| قلبي لمن ؟ | أم عبد المنعم روضة الحوار العام 0 07-02-2012 02:48 AM
عمر سليمان : قلبي كان دائما مع الثورة khaledbelal روضة الحوار العام 0 04-11-2012 03:57 PM
طريق الإيمان توقف قلبي أم عبد المنعم روضة الصوتيات والمرئيات العامة 1 03-19-2012 04:16 PM
قلبي يكاد يقتلع من مكانه أم عبد المنعم روضة القصص الوعظية والعبر 1 02-07-2012 12:24 AM
دعاني قلبي المشتاقة للجنة روضة الحوار العام 2 03-11-2010 08:22 PM

استضافة الحياة

الساعة الآن 09:59 AM.


Powered by vBulletin® v3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , TranZ By Almuhajir
النسخة الفضية
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

SlamDesignzslamDesignzEdited by Riad Al-Ganah Team - جميع الحقوق محفوظة لشبكة رياض الجنة

Privacy Policy Valid XHTML 1.0 Transitional By SlamDesignz Valid CSS Transitional By SlamDesignz