أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 05-17-2012, 03:45 AM
الصورة الرمزية أم عبد المنعم
أم عبد المنعم أم عبد المنعم غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 1,256
افتراضي "الهداية على الطريـق"

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
درس "الهداية على الطريـق" للشيخ هاني حلمي.
((زاد الطريــــق))
نَّ أي مسافر لمدينةٍ ما لابد أن يعلم طبيعة الطريق الذي سيسير فيه والعوائق التي ستقابله عليه، وإلا فإنه قد يسير لمسافات طويلة جدًا وفي النهاية يكتشف أنه يسير في طريقٍ خاطيء!
وهكذا السائر في الطريق إلى الله عزَّ وجلَّ، عليه أن لا يكتفي بمجرد هدايته إلى الطريق ومعرفته إياه .. فالأمر لا ينتهي بارتياد الأخ للمساجد أو إرتداء الأخت النقاب، بل هناك ما هو أهم وأخطر من ذلك .. وهو::
الهدايـــة على الطريـــق
قول ابن القيم "فالهداية إلى الطريق شيء والهداية في نفس الطريق شيءٌ آخر ..
ألا ترى أن الرجل يعرف أن طريق البلد الفلاني هو طريق كذا وكذا ولكن لا يحسن أن يسلكه؟
فإن سلوكه يحتاج إلى هداية خاصة في نفس السلوك؛ كالسير في وقت كذا دون وقت كذا، وأخذ الماء في مفازة كذا مقدار كذا، والنزول في موضع كذا دون كذا .. فهذه هداية في نفس السير قد يهملها من هو عارف بأن الطريق هي هذه، فيهلك وينقطع عن المقصود" [رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه (1:9)]

قد علمنا أن الطريق الوحيــد الموصل للجنة، هو:: إتبـــاع كتاب الله وسُنَّة رسوله بفهم السلف الصالح ..
لكن بعد أن علمنا الطريق، كيف نسير خلاله حتى نصل إلى الهدف؟!
يُبين الإمام ابن القيم مدى حاجتنا إلى الهداية أثناء سيرنا على الطريق، في كتابه (شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر) قائلاً:
أمر سبحانه عباده كلهم أن يسألوه هدايتهم الصراط المستقيم كل يومٍ وليلة في الصلوات الخمس، وذلك يتضمن: الهداية إلى الصراط والهداية فيه ..
كما أن الضلال نوعان: ضلال عن الصراط فلا يهتدي إليه، وضلال فيه .. فالأول: ضلال عن معرفته، والثاني: ضلال عن تفاصيله أو بعضها.




ولما كان العبد في كل حال مفتقرًا إلى هذه الهداية في جميع ما يأتيه ويذره، فإنه بين أمور لا ينفك عنها:
1) من أمور قد أتاها على غير الهداية، فهو محتاج إلى التوبة منها ..
كأن يقوم ببعض الأعمال على غير علم، وإنما مجرد تقليد لغيره.
2) وأمور هدي إلى أصلها دون تفصيلها، فهو محتاج إلى هداية التفصيل ..
كأن يُهدى إلى الالتزام الظاهري دون الاهتمام بالباطن، أو يُهدى إلى الصلاة دون الخشوع فيها، أو إلى الصيام دون تحقيق التقوى منه ..
وهذا خلل لابد من علاجه حتى لا يتعثَّر على الطريق،،
) أو هدي إليها من وجه دون وجه، فهو محتاج إلى تمام الهداية فيها ليزداد هدى ..
كأن يُهدى إلى الإيمان عن طريق العلم، لكن لا يستكمل طلب العلم الذي يورثه الخشية من الله عزَّ وجلَّ .. فيظل يتنقل بين فروع العلم المختلفة دون أن ينتهي من الأصل؛ وهو العلم الذي يؤدي إلى معرفة الله عزَّ وجلَّ.
4) وأمور هو محتاج إلى أن يحصل له من الهداية فيها في المستقبل مثل ما حصل له في الماضي ..
فبداية التوبة تصاحبها همة ونشاط، ولكن الإيمان يبلى فيصاب صاحبه بالفتور بعدها .. لذا فهو دائمًا بحاجة إلى تجديد الإيمان في قلبه وألا يركن على نشاطه في بداية الالتزام ..
قال رسول الله "إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم" [رواه الطبراني وصححه الألباني، صحيح الجامع (1590)]
والطاقة الإيمانية لا تتجدد إلا بـــالشكر ..
فمن لم يشكر نعم الله تعالى عليه واصطفائه له، يتعثَّر،،
) وأمور هو خالٍ عن اعتقادٍ فيها، فهو محتاج إلى الهداية ..
فهناك الكثير من الأمور التي تجهلها عن ربِّك، وعن نبيك ، وعن دينك، وحتى عن نفسك تحتاج إلى الهداية إليها.
6) وأمور لم يفعلها فهو محتاج إلى فعلها على وجه الهداية ..
كبعض السُنن المهجورة في حياتنا، التي لا يكاد يقوم بها إلا قليلٌ جدًا من الناس.
يقول ابن القيم "ولا يتم المقصود إلا بالهداية إلى الطريق والهداية فيها، فإن العبد قد يهتدي إلى طريق قصده وتنزيله عن غيرها ولا يهتدي إلى تفاصيل سيره فيها وأوقات السير من غيره وزاد المسير وآفات الطريق.
ولهذا قال ابن عباس في قوله تعالى: {.. لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ..} [المائدة: 48] .. قال: "سبيلاً وسُنَّة"، وهذا التفسير يحتاج إلى تفسير ..
فالسبيل: الطريق، وهي المنهاج ..
والسُّنَّة: الشرعة، وهي تفاصيل الطريق وكيفية المسير فيه وأوقات المسير ..
وعلى هذا فقوله سبيلاً وسنَّة، يكون السبيل المنهاج" [شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر (16:36)]
فالطريق هو الإسلام، والسُّنَّة هي المنهج الذي ستسير وفقه والذي سيُنير لك الطريق .. وعلى الطريق يوجد مُعينات وعوائق وعلائق وقواطع .. وتتفاوت قدرات الناس في السير على هذا الطريق، فمنهم من سيسير بسرعة البرق ومنهم من سيسير زحفًا حتى يُكب على وجهه على الصراط يوم القيامة .. وبقدر تعثرك وهفواتك في طريقك في الدنيا، بقدر ما ستكون سقطاتك على الصراط يوم القيامة ..
فبنا نتزوَّد للسير على الطريق بمعرفة المُعينات والعوائق التي ستواجهنا عليه؛
حتى لا نقف أو نتعثَّر ..


توقيع : أم عبد المنعم


رد مع اقتباس
 


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
#سلفي| #مصر #المنوفية| دعوة عامة لمؤتمر حواري ينظمه "النور" و"الدعوة" بـ"شبين" غ... S.N.N اخبار شبكة سلفي الاخبارية | S.N.N 0 05-02-2012 01:21 AM
روائع الماضي-أنواع الهداية وقصة أبو ذر الغفاري-أسد المنابر الشيخ كشك رحمه الله طالب المغفرة روضة صوتيات ومرئيات القنوات الفضائية 1 04-14-2012 01:16 PM
#سلفي | #مصر | "البرادعى" و"الأسوانى" و "زويل" و " حرارة" علي راس قائمة "العدل"... S.N.N اخبار شبكة سلفي الاخبارية | S.N.N 0 03-21-2012 09:53 AM
سلفي |صحافة | العوا" بـ "التحرير": مهمة "العسكرى" انتهت وعلى "شرف" تقديم الاستقا... S.N.N اخبار شبكة سلفي الاخبارية | S.N.N 0 11-20-2011 04:26 AM
سلفي | "موسى" لـ"وفد بحرينى": من يحاول الوقوف أمام عجلة التغيير "ستدهسه" . .#salafi S.N.N اخبار شبكة سلفي الاخبارية | S.N.N 0 10-19-2011 09:55 PM

استضافة الحياة

الساعة الآن 12:41 PM.


Powered by vBulletin® v3.8.4, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. , TranZ By Almuhajir
النسخة الفضية
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

SlamDesignzslamDesignzEdited by Riad Al-Ganah Team - جميع الحقوق محفوظة لشبكة رياض الجنة

Privacy Policy Valid XHTML 1.0 Transitional By SlamDesignz Valid CSS Transitional By SlamDesignz