المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلفي | كثر خير الله و طاب .. #salafi كتبه / الدكتور محمد على يوسف يوم الثامن م...


S.N.N
11-04-2011, 05:51 PM
?سلفي | كثر خير الله و طاب .. #SALAFI
كتبه / الدكتور محمد على يوسف
يوم الثامن من ذى الحجة لعام
___________________________________
هى صيحة هتف بها قلب الفاروق قبل أن يهتف بها لسانه
صيحة لا يملك فؤاد تدبر فى فضل الله أن يكتمها و لا يصدع بها
كثر خير الله و طاب
وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات وقد كادت الشمس أن تؤوب ؛
فقال يا بلال أنصت لي الناس ؛
فقام بلال فقال : أنصتوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. فأنصت الناس ؛
فقال معشر الناس أتاني جبرائيل عليه السلام آنفا فأقرأني من ربي السلام ؛
وقال : إن الله عز وجل غفر لأهل عرفات وأهل المشعر وضمن عنهم التبعات ؛
فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : يا رسول الله هذا لنا خاصة ؟
قال : هذا لكم ولمن أتى من بعدكم إلى يوم القيامة ؛
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : كثر خير الله وطاب ( رواه أبو يعلى و بن عبد البر و صححه الألبانى فى صحيح الترغيب )
مع كل نفحة من نفحات الله لابد من تذكر هذا المعني
معنى شكر الله لعبيده الطائعين و كثرة خيره و فيض ثوابه
إن شكر الله موضوع هائل لا أستطيع الوفاء بحقه في هذه السطور القليلة لعلى أفصل فيه يوما إن أذن الله
لكن أريد أن أقف مع قدر الشكر
فالله يشكر علي العمل القليل بالجزاء الجزيل وهذا هو معني الشكر لغة وشرعا
ففي اللغة الشكر هو الزيادة يقال دابة شكور إذا أعطت النتاج الكثير الوفير مع العلف القليل _ولله المثل الأعلي _ و هو معنى لغوى يستقيم مع المعنى الشرعى الذى كثرت عليه الأدلة من الكتاب والسنة كقوله تعالى "لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌشَكُورٌ"
فالشكور جل وعلا من معانيه السامية أنه هو الذى يغدق على عباده الطائعين بالجزاء الجزيل على العمل القليل {وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ}
إن أقل الأعمال و أهون القربات تورث ما لا يسعنا وصفه من الجزاء
و يوم عرفة الذى نحن مقبلون عليه بعد سويعات خير مثال على ذلك
قال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن صيام يوم عرفة : يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) رواه مسلم في الصحيح
ما أعظم هذا الكرم وما أطيب نفحات الله
والله إن المرء لا يجد من الكلمات ما يعبر به عن هذا الفضل الكبير إلا قول عمر بن الخطاب و يردده مع بكل جوارحه
كثر خير الله وطاب.... كثر خير الله وطاب
أليس هذا الحديث وما كان على شاكلته مدعاة للتفكر و التأمل و التساؤل ما الذى فعله الصائم ليستحق كل هذا الفضل ؟
تكفير سيئات عامين كاملين ببضع سويعات من الإمساك عن الطعام والشراب والشهوة ؟
هل بذل هذا الممسك مجهودا خارقا للعادة أو ضحى بنفسه أو ماله لينال هذا الفضل العظيم ؟
الجواب لا بل عمل عملا سهلا يسيرا أطلق عليه السلف _ الصيام فى الشتاء_ الغنيمة الباردة

إن مجرد تذكر هذه الذنوب التي أقترفناها في عام كامل مضى أمر مرهق بل قد يكون مستحيلا علي بعض الناس عد ذنوبهم ونسأل الله العافية .
فما بالك بأنك لن تعد ولن تتذكر حتي
بل بهذه السويعات القليلة تنال مغفرة كل تلك الذنوب (عدا الكبائر التي تحتاج إلي توبة منفصلة) .

لا شك أنه ليس من سبب لذلك والذى لا إله غيره إلا قوله سبحانه ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)
أنا إن تبت مناني وإن أذنبت رجاني
وإن أدبرت ناداني وإن أقبلت أدناني
وإن أحسنت جازاني وإن قصرت عافاني
إلهي أنت رحماني فاصرف عني أحزاني
إن تذكر هذا المعني لابد أن يملأ القلب بالحماس والرغبة في المتاجرة مع الله عز وجل الذي يربحك أعلي الأرباح علي أقل الأعمال وليست فقط هذه الغنيمة الباردة هى ما يُنال به هذا الأجر الهائل بل مثلها كثير
§ فصيام عرفة يكفر عامين عاما قبله وأخر بعده .
§ و صيام عاشوراء يكفر العام الذى قبله
§ والصلاة إلي الصلاة كفارة لما بينها .
§ والجمعة إلي الجمعة و رمضان إلي رمضان والعمرة إلي العمرة كذلك يكفرون
وكم عمل بسيط وذكر يسير يكفر أعتي الذنوب
فها هي مئة تسبيحة بحمد الله تكفر ذنوبك ولو كانت كثل زبد البحر
وها هو استغفارك للمؤمنين والمؤمنات تنال به بكل مؤمن حسنه
وذكرك في السوق تنال به مليون حسنة ويحط عنك مليون خطيئة وترفع به مليون درجة ويبني لك بيتا في الجنة نعم والله مليون كما صرح بذلك النبى بلفظ ألف ألف .
وصلاتك ووضوءك وعيادتك للمريض وغير ذلك من الأعمال اليسيرة التي لها من الفضائل ما لا نستطيع حصره فى هذه السطور ومكانها كتب الفضائل و إن شئت فانهل ولاتبخل على نفسك بالعشرات بل المئات من أسباب المغفرة التى لاتقل إن لم تزد عن يوم عرفة و صيامه .

إن كل ما ذكرته من النعم والفضائل والنفحات ليملأ القلب بالفرح بالله والاعتزاز بهذا الدين "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون"
و كلما مرت الساعات ازداد الاشتياق لتلك اللحظات الغالية التى لا أكون مبالغا لو قلت أنها لحظات مصيرية فى حياة المسلم و مستقبله
لحظات يوم عرفة الغالية
• ما أشرف هذا اليوم و أعظمه
اليوم الذى ما رؤى الشيطان أحقر و لا أذل و لا أصغر منه فى ذلك اليوم إلى فى يوم الفرقان يوم التقى الجمعان و أعنى يوم بدر
• اليوم الذى يباهى الله فيه الملائكة بعباده القادمين إليه من كل فج عميق السماء قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء) رواه أحمد وصحح إسناده الألباني .
و روى ابن خزيمة و ابن حبان و البزار و أبو يعلى و البيهقي عن جابر رضي الله عنه، مرفوعًا أيضًا: ( ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينـزل الله تعالى إلى سماء الدنيا، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء، فيقول: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثًا غبرًا ضاجِّين، جاؤوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عقابي، فلم يُرَ يومًا أكثر عتقًا من النار، من يوم عرفة ) .

• اليوم الذى ينزل فيه ربنا نزولا يليق بجلاله و كماله و يقترب من عباده و هو القريب المجيب فعند ابن عبد البر في "تمهيده" من رواية أنس رضي الله عنه، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف قاعدًا، فأتاه رجل من الأنصار، ورجل من ثقيف، فذكر حديثًا فيه طول وفيه: ( وأما وقوفك عشية عرفة، فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا، ثم يباهي بكم الملائكة، فيقول: هؤلاء عبادي جاءوني شعثًا سفعًا، يرجون رحمتي ومغفرتي؛ فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل، وكعدد القطر، وكزبد البحر، لغفرتها، أفيضوا عبادي مغفورًا لكم، ولمن شفعتم له ) .
• يوم إجابة الدعاء و أفضل الدعاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له)صححه الألباني في كتابه السلسة الصحيحة.
• يوم تعتق فيه الرقاب كما لم تعتق فى يوم آخر قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة) رواه مسلم في الصحيح.
• يوم أقسم به الله أكثر من مرة والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، فهو اليوم المشهود في قوله تعالى: (وشاهد ومشهود) "البروج: 3"، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اليوم الموعود : يوم القيامة، واليوم المشهود : يوم عرفة، والشاهد: يوم الجمعة..) "رواه الترمذي وحسنه الألباني".
وهو الوتر الذي أقسم الله به في قوله: (والشفع والوتر) "الفجر: 3" قال ابن عباس: الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة، وهو قول عكرمة والضحاك.
• أنه اليوم الذي أخذ الله فيه الميثاق على ذرية آدم.
فعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بِنَعْمان- يعني عرفة- وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذّر، ثم كلمهم قِبَلا، قال: (ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون) "الأعراف: 172، 173" "رواه أحمد وصححه الألباني"
فما أعظمه من يوم! وما أعظمه من ميثاق !
و كأنى به يوم ( قدر ) كليلة القدر فى الفضل و الثواب و يزيد أنه محدد معلوم و ليلة القدر مخفاة
لقد استشعر سفيان الثورى فضل هذا اليوم و عظمة تلك اللحظة فقال و هو ينظر إلى الحجيج بعدما سأله بن المبارك عن أشقى هذا الجمع فقال سفيان : الذى يظن أن الله لا يغفر لهم .
الذي يخصنا نحن أكثر في هذا المقام هو بيان أن الله سبحانه وتعالى من رحمته بعباده و كرمه و خيره الكثير الذى كثر و طاب جعل المتخلف لعذر شريكاً للسائل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من غزوة تبوك: (إن في المدينة أقواماً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم، خلفهم العذر)،
قال الشاعر في ذلك: يا سائرين إلى البيت العتيق لقد سرتم جسوماً وسرنا نحن أرواحا إنا أقمنا على عذر وقد رحلوا ومن أقام على عذر كمن راحا
بل ربما سبق بعض من سار بقلبه وعزمه بعض السائرين بأبدانهم فليس الشأن فيمن سار ببدنه، إنما الشأن فيمن قعد بدنه لعذر وسار بقلبه حتى سبق الركب.
لذلك أختم هذا التشويق لتحصيل الخير العظيم فى ذلك اليوم المشهود بكلمات رائقات للإمام بن رجب الحنبلى أسأل القارىء بالله أن يقرأ تلك الكلمات بعينى قلبه قبل عينى رأسه و يستشعر ما فيها من المعانى العالية التى نحتاج أن نجهزها قبل مقدم اليوم علينا
).
قال ابن رجب رحمه الله تعالى: رأى بعض الصالحين الحاج في وقت خروجه، فوقف يبكي ويقول: واضعفاه! وينشد: فقلت دعوني واتباعي ركابكم أكن طوع أيديكم كما يفعل العبد ثم تنفس وقال: هذه حسرة من انقطع عن الوصول إلى البيت، فكيف تكون حسرة من انقطع عن الوصول إلى رب البيت؟!

يقول الحافظ ابن رجب : إخواني! إن حبستم العام عن الحج، فارجعوا إلى جهاد النفوس، أو أحصرتم عن أداء النسك، فأريقوا على تخلفكم من الدموع ما تيسر، فإن إراقة الدماء لازمة للمحصر، ولا تحلقوا رءوس أديانكم بالذنوب، فإن الذنوب حالقة للدين وليست حالقة للشعر، وقوموا لله باستشعار الرجاء والخوف مقام القيام بأرجاء الخيف والمشعر، ومن كان قد بعد عن حرم الله فلا يبعد نفسه بالذنوب عن رحمة الله، فإن رحمة الله قريب ممن تاب إليه واستغفر،
ومن عجز عن حج البيت أو البيت منه بعيد فليقصد رب البيت، فإنه ممن دعاه ورجاه أقرب من حبل الوريد. من فاته في هذا العام القيام بعرفة فليقم لله بحقه الذي عرفه، ومن عجز عن المبيت بمزدلفة فليبيت عزمه على طاعة الله وقد قربه وأزلفه، ومن لم يمكنه القيام بأرجاء الخيف فليقم لله بحق الرجاء والخوف،
ومن لم يقدر على نحر هديه بمنى فليذبح هواه هنا وقد بلغ المنى، ومن لم يصل إلى البيت لأنه منه بعيد فليقصد رب البيت فإنه أقرب إلى من دعاه ورجاه من حبل الوريد، إن لم نصل إلى ديارهم فلنصل انكسارنا بانكسارهم، إن لم نقدر على عرفات فلنستدرك ما قد فات، إن لم نصل إلى الحجر فلين كل قلب حجر،
إن لم نقدر على ليلة جمع ومنى فلنقم بمأتم الأسف ههنا. أين المريد المجد السابق؟! هذا يوم يرحم فيه الصادق، من لم يُنِب في هذا اليوم فمتى ينيب؟! ومن لم يجب في هذا الوقت فمتى يجيب؟! ومن لم يتعرف بالتوبة فهو غريب،
أسفاً لعبد لم يغفر له اليوم ما جنى، كلما هم بخير نفض الثوب وما بنى، حضر مواسم الأفراح فما حصل خيراً ولا اقتنى، ودخل بساتين الفلاح فما مد كفاً ولا جنى، ليت شعري من منا خاف ومن منا نال المنى!
فيا إخواني! إن فاتنا نزول منى فلننزل دموع الحسرات هاهنا، وكيف لا نبكي ولا ندري ماذا يراد بنا؟! وكيف بالسكون وما نعلم ما عنده لنا؟! فلذا الموقف أعددنا البكاء ولذا اليوم الدموع تقتنى، أخي! لئن سار القوم وقعدنا، وقربوا وبعدنا،
فما يؤمننا أن نكون ممن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين. لله در ركائب سارت بهم تطوي القطار الشافعات على الدجى رحلوا إلى البيت الحرام وقد شدا قلب المتيم منهم ما قد شدا نزلوا بباب لا يخيب نذيره وقلوبهم بين المخافة والرجا يحق لمن رأى الواصلين وهو منقطع أن يقلق، ولمن شاهد السائرين إلى ديار الأحبة وهو قاعد أن يحزن: عرض بذكري عندهم لعلهم إن سمعوك سألوك عني قل ذلك المحبوس عن قصدكم معذب القلب لكل فنى إخواني!
نفحت في أيام الحج نفحة من نفحات الأنس من رياض القدس على كل قلب أجاب إلى ما دعا. يا همم العارفين لغير الله لا تقنعي، يا عزائم الناسكين لدمع أنساك السالكين اجمعي، لحب مولاك اخرجي وبين خوفه ورجائه اقرني، وبذكره تمتعي، يا أسرار المحبين بكعبة الحب طوفي واركعي، وبين صفاء الصفا ومروى المروة اسعي وأسرعي، وفي عرفات الغرفات قفي وتضرعي، ثم إلى مزدلفة الزلفى فادفعي، ثم إلى منى نيل المنى فارجعي، فإذا قربت القرابين فقربي الأرواح ولا تمنعي، فإنه قد وضح الطريق، ولكن قل السالك على التحقيق وكثر المدعي!

أسأل الله أن يبلغنا هذا اليوم العظيم و أن يكتب لنا فيه الأجر الجزيل و ألا يحرمنا عتقا فى هذا اليوم و إن قصرت جسومنا عن مزاحمة أهل هذا العتق فى الموقف?

http://photos-e.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/384349_296415707048852_208614759162281_1146126_174 3265635_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=296415707048852&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1)
Wall Photos (http://www.facebook.com/media/set/?set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1)