المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحب رؤى وأبعاد


المشتاقة للجنة
05-07-2010, 08:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحب رؤى وأبعاد .

لأخوك راجي عفو ربه
أبو اسامه الحمياني

حرفين إثنين لا ثالث لهما إجتمعا لتتكون كلمة صغيرة إسمها الحب .. أسرت قلوب الكثيرين فانقادوا خلفها .. استحوذ هذا الحب على قلوبهم فأعمى أبصار الكثير منهم حتى أصبحوا يسيرون في الظلام لا يشعرون ..
عجيبٌ هذا الحب ..!!
تتبعته فرأيته بحراً لم أجد له ساحلا .. ورأيته في الوقت نفسه بئراً لم أشاهد منتهاها أتيت على معنى الحب في مفهوم الناس اليوم فوجدته رُكاماً وأكواماً من العواطف بأنواعها .. تجولت بالفكر في مظاهر الحب اليوم فذهلت
واحتار فكري مما رأيت وسمعت ؟؟
عجيبٌ أنت أيها الحب ..!!
كيف استطعت أن تملك تلك القلوب ؟؟
أمن قوة فيك أيها الحب ؟؟
أم يا ترى هو ضعف من أمامك ؟؟
تبع الحب أقواما ً فلم ينتهي بهم كما بدأ بل سلك بهم مسالك خطيرة وانتهى بهم إلى نهايات لم يكونوا يتوقعونها .. إنتهى الحب بالكثيرين إلى أمراض مخيفة وفتاكة ، فتكت بهم وانقلبت سعادتهم به شقاء وفرحتهم به حزناً .. من هذه الأمراض التي هي في الأصل من أنواع الحب ومراحل متقدمة منه ( العشق والاعجاب والهيام والصبابة والوله والوجد والغمرة والشغف والتتيّم..وغيرها )
وكل من وصل أو وصلت إلى هذه النهايات يريد الخلاص الآن والفكاك ..
لأنهم لم يكونوا يتوقعوا أن يزيد الأمر على كونه حب بريء (( حسب قولهم )) !!!
كتبت إحداهن تقول .. ( بدأت معه بالمجاملة كلمات معسولة لكنها مزيفة .. شعور رومانسي لكنه أيضاً مستعار !!
(( قلت يا ليت كل أخواتي يعلمون من البداية عن هذه الحقيقة ))
بدأت العلاقة تزيد أكثر وأكثر وكلي إيماناً ويقيناً بأن الشيطان هو من يقودها أحسست بتغيرات في نفسي وفي حياتي شعرت حينها أنني قد وصلت إلى مرحلةٍ خطيرة !! شعورٌ لا أستطيع أن أصفه ولكني حاولت مرات ومرات أن أتخلص منه وأنقذ نفسي فما استطعت ..!!
فقدت مع هذه الحال خشوعي في صلاتي .. أصبحت تنتابني حالات سرحانٍ كثيرة ساءت أخلاقي حتى مع والدتي وبقية عائلتي .. الكل ينظر إلي بنظرة الإستغراب مرة .. ومرة أخرى بنظرة الشفقة .. حالٌ أعلم أنه لا يرضي الله ولكن هذا ما جنته علّي نفسي وأملي في أن يخلصني الله من هذه القيود الوهمية التي فرضتها أنا على نفسي .. وإن سألتموني هل كان هو يبادلني هذا الحب وهذا الشعور ؟؟ بكل حزنٍ وأسفٍ أقول لكم ( لا ) فقد ذهب هو في حال سبيله ليبني مستقبله علمت أنه قد تزوج ونسي أو قد يكون تناسى كل ما مضى وبقيت أنا في حسرتي ولوعتي وفي حال لا تسُر وأنا الآن أُحذر كل أخواتي من أن يقعن فيما وقعت أنا فيه وأحذرهن أكثر وأكثر من شيءٍ اسمه ( الحب ) ..
فبداياته بيدك ونهاياته ليست بيدك !!
وأطلب من الجميع الدعاء لي بأن يتوب الله عليّ وأن يطهر قلبي من هذا المرض الدنيء الذي أتجرع مرارته وأعيش تبعاته .. انتهى )
اسأل الله العلي القدير أن يتوب عليها وأن يصلح شأنها ويطهر قلبها وقلوبنا جميعاً من كل سوء .. أرأيتِ أختاه كيف أن هذه الأخت الكريمة هداها الله انجرفت دون أن تشعر مع ما يسمى بالحب إلى درجة هي ليست راضية عنها ؟؟
بل تعيش ( على حد قولها ) تبعاته وتتذوق مرارته وأؤكد لك أن غيرها الكثيرات والكثيرات جدا والله المستعان .. بقي أن تعرفي أختاه أن هذه الدرجة من الحب تسمى العشق والإعجاب .. العشق والإعجاب وإن فرق البعض بينهما لكنهما في حقيقة الأمر وبكل مصداقية أنهما وجهان لعملة واحده كما يقال وهما بوابة في الحب الدخول معها ليس بأمرٍ إختياري كما حصل مع الأخت وذكرته في كلامها .. وما أجمل قولها حين قالت ( فبدايته بيدك ونهاياته ليست بيدك ..!! )
العشق أختاه هذا الداء الخطير الذي تورطت فيه الكثيرات وهن لا يشعرن .. استولى على قلوبهن وأعمى بصائرهن ..
هو أيضاً ليس محطة نهاية ينتهي عنده الحب بل له عواقب أشد خطورة وأفتك بقلب صاحبه .. يقول الإمام ابن القيم رحمه الله ( العشق هو الإفـراط في المحبة ، بحيث يستولي المعشوق على قلب العاشق ، حتى لا يخلو من تخيُّلِه وذِكره والفكرِ فيه ، بحيث لا يغيب عــن خـاطـره وذهنه ، فعند ذلك تشتغل النفس بالخواطر النفسانية فتتعطل تلك القُوى ، فيحدث بتعطيلها من الآفات على البدن والروح ما يَعُـزُّ دواؤه ويتعذر ، فتتغيّر أفعاله وصفاته ومقاصده ، ويختلُّ جميع ذلك فتعجـز البشر عن صلاحه ).
وقد قيل :
الحـبُّ أولُ ما يكـون لجاجـةً *** تأتي بـه وتسوقــه الأقدار
حتى إذا خاض الفتى لُججَ الهوى *** جـاءت أمـور لا تُطاق كبار!!!