المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طريقك للخلاص


المشتاقة للجنة
05-07-2010, 08:56 PM
طريقك للخلاص ::

أختاه أضع بين يديك خطوات لابد لك من السير عليها والعمل بها لكي تنقذي نفسك من هذا الداء الذي أخشى والله عليك منه ولكي ترتفعي بنفسك إلى تلك المكانة التي يريدها الله لك ..
أولاً :- التعلق التام بالله .. أن تملأي قلبك حباً وتعظيماً وإجلالاً له سبحانه .. والله والله يا أختاه لو امتلأ قلبك بهذا لما رأيتِه في مثل هذه المواضع ولقادك إلى كل خير .. ولو تطلعت نفسك واشتاقت للقياه حباً وشوقاً وتعظيما لما إلتفتي إلى غير ذلك .. ولكن لأن القلب به ما به كان لزاماً عليك وفقك الله أن تعيدي حساباتك وتنظري إلى علاقتك بربك وتقفي وتتحسسي كل الأسباب التي أبعدتك هذا البعد وتستعيني بالله عليها .. أختاه ربك الكريم سبحانه خلقك فسواك وأطعمك وسقاك .. سبحانه مطلع على سرك وعلانيتك ولكنه جل جلاله أرحم بك من نفسك.. يعلم دون شك ما كان من أمرك وما لم يكن وما سيكون
لا يعجزه شيء .. قادرٌ على أن ينتقم سبحانه وهو المنتقم ولكن سبقت رحمته غضبه .. في حبه والقرب منه وطاعته يا أختاه أُنسٌ وراحةٌ وسكون يقول سبحانه { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل97 ..
هذا وعدٌ منه سبحانه وهو الغني عنا جميعاً ..
وفي معصيته والبعد عنه ومخالفة طريقه بؤسٌ وهموم وحرمان وبذلك يقول جل شأنه { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }طه124 ..
أختاه قلبٌ لم يمتلئ بحب الله يقيناً سيمتلئ بما سواه ..
حُب الله أختي إذا وقر واستقر في القلب فثقي تماماً أنه لن يقبل أن يشاركه في ذلك أي حبٍ آخر.
ثانياً :- البعد والحذر من كل الأسباب التي تقودك إلى العشق والإعجاب وأنتِ أعرف الناس بها وأذكر لكِ منها سبباً واحداً فقط هو من أهمها ..
( إطالة النظر والتفكير في الصديقة التي أصبحت عشيقة !! ) ..
النظر يا أختاه سهمٌ مسموم من سهام إبليس وهو رسول الفتنة
وقد قيل (العين مفتاح القلب )
قال أحد الحكماء ( الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده )

كل الحوادث مبدؤها من النظر ** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها ** فتك السهام بلا قوس ولا وتر

إطلاق النظر أُختاه لا يجلب لك الخير بل تبعاته على القلب فيها من الهم والحزن والكرب ما الله به عليم وما أنتِ في غنى عنه .. وهذا ربنا الكريم يوصي بما هو خيرٌ لنا بقوله { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } النور30 .
ثالثاً :- أن تشغلي وقتك وفكرك بما هو مفيد فلا تجعلي في وقتك وقتُ فراغ وأؤكد لك أُختاه بأن هذا الفراغ إن لم تشغليه فإنه سيشغلك !!

قال أحد السلف ( العشق حركة قلبٍ فارغ )

فلابد لك أختي من الانشغال بالأمور النافعة التي تعود عليك بالخير في دينك ودنياك ، فإن النفس إن لم تشغليها بالحق اشتغلت بالباطل، فينبغي لكِ أن تحرصي على الأعمال النافعة المتنوعة في دينك كسماع المحاضرات والأشرطة الدينية وتفريغها على مذكرات لنشرها ونفع الغير بها ، والقيام ببعض الأنشطة الدعوية بالتعاون مع الصالحات في ذلك وهن كثيرات ثبتهن الله ، ونحو ذلك من الأعمال النافعة التي تشغلك عن التفكير في ذاك أو في تلك وتعود عليك بالخير والبركات في دنياك وأخراك.. وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال( احرص على ما ينفعك ) وبهذا تقطعي على نفسك طريق الباطل الذي يزينه الشيطان ، وتسدي عنكِ بابه وكيده {... إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً }النساء76
ولا تنسي قول الحبيب صلى الله عليه وسلم ( اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها )

رابعاً :- أن تُخلصي لله أسعدك الله في مقاومة هذه النفس الضعيفة والأمارة بالسوء من الوقوع فى هذا المرض مرض الإعجاب ..
وذلك أختاه لأن الإخلاص لله سبب فى التخلص من الفواحش عآمة ..
يقول ربك الحق تبارك وتعالى { .. كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ }يوسف24
خامساً وهو من أهم الخطوات :- الإبتعاد عن هذه الفتاة التي أصبح قلبك متعلقاً بها وفكركِ مشغولٌ وخيالك هائماً بها ، وكذلك كل شخص تخشي أن يتسلل إلى قلبك منه هذا الميل المحرم أعني الإعجاب ..
بل إن غض البصر عن مثلها ومثل الذين تخشي أن تميلي إليهم هو من الواجبات المتحتمات عليكِ شرعاً وقد نص العلماء عليهم رحمة الله على وجوب غض البصر عن كل ما يؤدي إلى إثارة الشهوة كما ذكرت لك سابقاً ..
كذلك قطع التفكير في المعشوق فتاة كانت أو غير ذلك ممن يقع في قلبكِ الميل إليهم والانشغال بالتفكير عنه في ما يعود عليك بالنفع كالتفكر في ملكوت الله وعظمته وقدرته وقوة بطشه وبديع صنعه سبحانه والتفكر في نِعم الله عليك التي لا تعد ولا تحصى ، فإن أول بداية الميل المحرم أنه يبدأ بالنظر ثم بدوام التفكير والتخيل ، بحيث يصير ذلك خاطراً ملازماً لك يعيش معك صباحاً ومساء ، فالواجب سدد الله خطاك هو قطع هذه الأفكار وهذا التخيل لتتخلصي بعون الله من هذا المرض وتسلمي بإذن الله وحفظه من تبعاته ..
ولا ريب ولا شك أن هذا يحتاج منك لعزيمةٍ جادة ووقفةٍ مع نفسك ..
بل إن هذه المراقبة وهذه المحاسبة هي من جهاد النفس المحمودٌ عواقبه
والله تعالى يقول { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } العنكبوت69

سادساً :- وأريدك أختي الغالية أن تتأملي هذه الخطوة جيدا فهي ذات أهمية كبيرة وعليها المعول الأكبر وهي أن تحرصي على إنتقاء الجليسات الصالحات أللآتي يدللنك على الخير ويعيننك على فعله ويحذرنك من الشر ويأخذن بيدك للبعد عنه والسلامة منه وتأملي في هذا الأمر من ربك سبحانه { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }الكهف28

الصالحات أختاه هن اللآتي يردن لك من الخير ما يردنه لأنفسهن ..
ويخفن عليك بقدر ما يخفن على أنفسهن ..
في صحبتهن يا أختاه النقاء والصفاء وتتحقق معاني الأخوة والصداقة والوفاء ..
في قلوبهن لك من الخير أكثر مما يُظهرن ..
مشاعرهن نحوك صادقة .. وابتساماتهن لكِ ليست كاذبة ..
إن التقيتي بهن سمعتي ما يسرك من أجمل الكلمات ..
و أصدق الإبتسامات .. وإن ذهبتي عنهن أمنتي أن لا يتحدثن فيك بسوءٍ كغيرهن .. وقتك معهن مليئٌ بما يرضي الله ..
إن غبتي فبأصدق إحساس قلقوا عليك ..
وإن فرحتي فرحوا فرحاً طاهراً لفرحك ..
وإن حزنتي تكدرت خواطرهن وحزنّ لحزنك ..
فيا أختاه من هذه صفاتهن لا ترضينَ لهن بديلاً ..
نجومٌ زاهرة وبدورٌ ساطعة وأضواءٌ منيرة ..
حقاً هن منارات في زمن عج بالفتن بأنواعها ..
فاحرصي أختاه على صحبتهن والأنس الصادق بهن فلا فلاح إلا في طريق الله الذي سلكنه ولا نجاة الا في القرب من الله الذي عرفنه ..
وقد أوصى الحبيب صلى الله عليه وسلم على هذا يا اختاه بقوله ( لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي ) .
واحذري مراتٍ ومرات ليست مرةً واحدةً من صحبةِ من سواهن ؟؟ ..
من تدلك على الشر ولا تعينك على الخير ..
هن جليسات السوء أعزكِ الله عنهن ..
صحبتهن أودت بالكثير من العفيفات إلى أوضاع محزنة وسلوكيات منحرفه .. فتجرعن غصص الويلات .. وعضضن أصابع الندم والحسرات .. سألت الكثير منهن اللآتي وقعن في مخالفاتٍ أخلاقية عن الأسباب ؟؟
فكانت وأُقسم برب العزة والجلال أكثر الإجابات بدون مبالغة ..
أنهن الجليسات ورفيقات السوء .. وأنتِ تعلمين حقيقة ما أعنيه !!
ولقد مثل لنا ربنا سبحانه موقفاً رهيباً من أخبار النهايات المؤلمة { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً {27} يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً {28} لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً }29الفرقان
وقد ذكرت في الكتيب الثاني من هذه السلسلة ( حياتك دون عفافك ) والذي كان بعنوان ( إذن !!! ) قصة تلك الأخت التي تحكي تجربتها ولا أرى بأساً من إعادة ذكرها .. ( إحداهن بعد أن كانت في وضع مخل مع أحد الذئاب المخادعين سألتها .. ثم ما هذا الحجاب ؟؟ وكيف رضيتِ لنفسك أن تمشين به دون الخوف من غضب الله ؟؟
سكتت قليلا .. أعدت عليها السؤال فانفجرت بالبكاء .. وبكت وربي بكاء يمزق القلب رفعت رأسها وقالت بنبرة حزينة .. كنت والله مستقيمة ولا تتعجبوا !! نعم مستقيمة وإلتحقت بحلقات التحفيظ حفظت أجزاء من القرآن .. نعم لي صديقات صالحات .. ولكن !! أيضا كانت لي صديقات غير ذلك ؟؟
وانفجرت بالبكاء تأثرنا والله نحن الحاضرين من بكاءها قبل كلماتها.. تقول كنت أجاملهن أكثر من أن تكون لي رغبة في مصاحبتهن .. ثم ؟؟؟ علمنا جميعنا من بكاءها أنها ضحية من ضحايا رفقة السوء أجارك الله ) ورد ذكرها في كتيب ( إذن !!! ) ص6
أختاه حتى تنقذي نفسك وتحميها بإذن الله أعيدي النظر بحزم وجدية فيمن تجالسين وانتقي منهن دون تردد الصالحات الطاهرات العفيفات ذوات العقول الراجحة والآراء السديدة .. حماكِ الله من كل سوء ..