المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسماء الدلع ودلالاتها السيكولوجية على الطفل.


المشتاقة للجنة
05-12-2010, 06:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسماء الدلع ودلالاتها السيكولوجية على الطفل.

أ. روحي عبدات .


يطلق الآباء على أبنائهم أسماءً خاصة منذ الصغر تعبيراً عن حبهم وتدليلاً لهم، وما تلبث هذه الأسماء إلا أن تنتقل من نطاق الأسرة الضيق إلى الشارع، وإلى المدرسة وإلى المجتمع الأوسع، وبمرور الطفل المراحل العمرية المختلفة، يكبر معه اسم الدلع، حيث يدخل معه الجامعة بل وحياته الزوجية، ومكان عمله.

وعلى الرغم من أن النية الحسنة هي ما كان يفترضها الأهل عند إطلاق اسم الدلع على الطفل، إلا أن آثاراً نفسية واجتماعية من شأنها أن تترسب مع مناداة الطفل بهذه الأسماء كلما تقدم في العمر، فالأهل يريدون أن يعبروا عن حبهم وعاطفتهم تجاه الطفل، وتسهيل الاسم عليه لينطقه بشكل ألطف، إلا أن بعض أسماء دلع الذكور تتقارب مع أسماء الإناث، مما يثير سخرية أقران الطفل منه، على أنه أنثى، ويعبّرون له عن رفضهم انضمامه لهم، حينها عليه أن يبحث عن البديل، وقد يكون البديل نمذجته لسلوكيات أنثوية تلقائياً بمجرد إطلاق ذلك الاسم الأنثوي عليه.

وتعتبر العزلة والانطواء والبعد عن التواصل الاجتماعي مع الآخرين من أهم انعكاسات أسماء الدلال على الطفل، فعلى الرغم أن الطفل لم يكن مدركاً لدلالات اسمه وانعكاساته في السنوات الخمس الأولى من العمر، إلا أن هذه الدلالات ما تلبث أن تظهر بمجرد دخول الطفل المدرسة، ويبدأ يناديه الأستاذ باسم مختلف عن الاسم الذي طالما ناداه به والديه، فتبدأ عملية الصراع بين الاسم الذي يحبه وبين اسمه الحقيقي، فإما أن يتحمل استهزاء أقرانه من اسم الدلع الذي يسعى للحفاظ عليه، كونه يعتبر حفاظاً على مكانته الاجتماعية في الأسرة، وقربه من والده، أو أنه يقاوم اسم الدلال، ويبدأ بالتكيف مع اسمه الواقعي مضحياً ببعض الخسارات التي تترتب على ذلك، من حب عاطفي وانفعالي يقدمه له الوالدين كوجبات دسمه مرافقه لاسمه.

إن من كرامة الطفل واحترامه أن يحمل اسماً ذو معنى، يتكيف معه منذ صغره ويعشقه، ويصبح جزءاً من حياته، إلا أن ذلك لا يمنع من أن يطلق على الطفل أسماء الدلع التي تعبر عن حب والديه له، على أن لا تمتهن تلك الأسماء الطفل، وتكون إلى مرحلة عمرية معينة لا تتخطى سن دخوله المدرسة على أكثر الأحوال، علماً أن تأثيرات الاسم النفسية يتأثر بها الذكور أكثر من الإناث، خاصة في مجتمعاتنا الشرقية، التي تعطي دوراً رجولياً للطفل في وقت مبكر وتحمله مسؤوليات منذ طفولته، ألأمر الذي يجعل أسماء الدلع للولد أقل قبولاً من الآخرين لأنها تقلل من هيبته أمام أقرانه.


إن للاسم انعكاساً نفسياً على من يحمله، فإذا كانت الأسماء مائعة ليّنة، انعكست بشكل آلي على سلوك الطفل، كونها تشعره بالدلال، والأمر الأكثر خطورة على الطفل هو أن يركن الطفل ويرتاح لهذا الاسم حتى عند بلوغه، كونه يوفر له الحب والحنان والعاطفة التي تضعف مع الزمن، فيبقى الطفل حبيس مرحلة عمرية طفولية من المفترض أن يكون قد عبرها بسلام، إلا أن اسم الدلع يظهر بين حين وآخر ليشده إلى الوراء، إلى رغبته بالبقاء طفلاً إلى الأبد.