المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صديقي كان معنا رمضان الماضي


ابو تسنيم
08-01-2010, 06:05 PM
كان في صحة وعافية .. ينتظر الجديد من يومه .. ينتظر اللحظة القادمة

والمفاجآت الآتية .. هذا صبح يجيء بوهجه وإشراقه .. فما يلبث أن تطفئه غسقات الليل

وهذا ليل يحبو كشبح مخيف .. فما يبرح حتى يقتله شعاع الفجر ..هكذا هي حياتنا

صعود وانخفاض .. ومنعطفات ومسارات .. سفر وحضر .. فرح وحزن

كان رحمه الله يسير من السائرين ..ويؤمل مع المؤملين .. ويرحل بطموحاته مع الراحلين

كان يعيش مثلنا بآمال طويلة عريضة .. وينسج بخياله مستقبله القادم

قابلته ولاول مره يري ابنتي تسنيم ووالله ما ضحكت لاحد من اول مره الا هو

جالسته فحدثته وحدثني ولم اكن اعلم انه اخر رمضان له بيننا

وقد بقي على الشهر الفضيل بضعة أيام .. قلت: آين .......ووالله احسست بان قلبي يبكي

تفرقنا في نهاية الكلام ابتسامه وكانت اخر ما كان بيننا

وليتنا كنا ندري أننا لن نلتقي بعد هذا اليوم .. وصلت إلى عملي في اليوم التالي

عجباً ماذا تكتب اخي وماذا تقصد بكلمة انا لله وانا اليه راجعون التي بجاور اسمك علي الياهو

سألته فقال بنبرة ملؤها الحزن والتوتر:


:ادع الله له بالشفاء فقد أصيب البارحة بالكهرباء اثناء استحمامه قبيل صلاة الظهر وأدخل على إثره العناية المركزة

صدمت من هول هذا الخبر المفجع .. لقد كان معي قبل يومين سبحان الملك

أخذت أردد: لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم اشف أخي ومنّ عليه بالصحة والعافية

مرت أيام عصيبة بعدها .. أتذكر صاحبي فيها كل يوم مرات ومرات

أسائل عنه وكانت الإجابة المعتادة "لم يفق من غيبوبته"

حتى جاء ذلك اليوم الحزين اتصل بي احد الاخوه وهو يبكي ...............خلاص مات


.. إنا لله وإنا إليه راجعون ..

شعرت بالحزن والأسى يجري في عروقي

وأحسست بنوبة من البكاء تجتاحني دون إنذار

يا لهول الفاجعة .. وبدأت أدعو له بالرحمة والمغفرة

وعند أذان العصر وقبل الدفن بدأت أشعر بغربة عجيبة

ووحشة تسري في أعماقي .. ويالها من كلمات قاسيات حين نادى المنادي

" الصلاة على الميت يرحمكم الله " .. أحدثت هذه الكلمات ضجيجاً في داخلي

ورحت أستذكر مواقفي مع هذا الذي يدعى الآن (ميت)

سبحان الله لقد خلعوا عنه كل الأسماء .. وسمّوه بهذه الأحرف القاسية ( م ي ت )

أدينا الصلاة عليه وحُمل على الأكتاف وأسرعوا ؟؟ وأنا أساءل نفسي هل المحمول هو فلان ابن فلان

وأتينا على المقابر .. تلكم المساكن التي طالما نسيناها

وطالما أنزلنا فيها أحبابنا وأصدقاءنا وأقاربنا

دلفنا إلى حيث المقبرة المعدة

تأملت فيها .. حدقت النظر تجاهها .. فيا لوحشة هذه الحفرة .. ولضيق مساحتها

كاد قلبي أن ينخلع وأنا أرى الناس يُنزلون صديقي إلى قبره

وهم يقولون ( بسم الله وعلى سنة رسول الله )

أوّاه من هذه الحياة نجري فيها وكأننا مخلدون للعيش واللهو

وعلى كلٍ هذا هو مصير كل حي ..

ولكن الذي آلمني حقيقة .. وجعلني أشعر بنعمة العيش بعده

أن موت صديقي كان قبل دخول رمضان

وقد كان يأمل ويتمنى بلوغ هذا الشهر مثلنا

وربما خطط ورتّب وأعدّ العدة للصيام والقيام

ولكن قدر الله كان أقرب

كم كنت تعرف ممن صام في سلف *** من بين أهل وجـيران وإخوانِ

أفـنـاهم المـوت واستبــقاك بعـدهمُ *** حياً فما أقرب القاصي من الداني



فما أعظمها من نعمة أن يمدّ الله في أعمارنا حتى يبلغنا شهرنا الكريم

وتفكرت في صاحبي فتذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم



حين مرّ بقبر فقال: من صاحب هذا القبر؟ قالوا: فلان فقال: ( ركعتان خفيفتان مما تحقرون يزيدهما هذا في عمله أحب إليه من بقية دنياكم )



فاللهم اغفر لصاحبي وأسكنه فسيح جناتك

واكتب له أجر الصيام والقيام كما همّ

ووفقنا لرضاك واجعل خير أيامنا يوم نلقاك






اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم بلغنا الشهر الفضيل وأتم منتك ونعمتك علينا بتوفيقنا فيه للاعمال اللتي ترضيك عنا فتعتق رقابنا بها اللهم ارحم اخونا رحمة واسعة وبلغة بنيته ما يبلغه بعمله وارحم جميع موتي المسلمين

khaledbelal
08-02-2010, 09:51 AM
انا لله وانا اليه راجعون

والله هذه الايام كانت من اكثر الايام التي اثرت فيني

اسال الله ان يغفر لصاحبنا ويتجاوز عن سيئاته - اللهم امين -

جزاك الله خيرا

الحمد لله على كل حال

المشتاقة للجنة
08-03-2010, 09:35 PM
نسال الله له الرحمة والمغفرة وان يسكنه فسيح جنانه
جزاكم الرحمن خيرا