المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الزهد في الدنيا وطلب الآخرة‏


Nermeen
08-05-2010, 04:30 AM
الزهد في الدنيا وطلب الآخرة‏

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ". أخرجه هناد (2/355) ، والترمذي (4/642 ، رقم 2465) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2 / 670).
الشرح:
قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي": (هَمَّهُ) أَيْ قَصْدُهُ وَنِيَّتُهُ. (جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ) أَيْ جَعَلَهُ قَانِعًا بِالْكَفَافِ وَالْكِفَايَةِ كَيْ لَا يَتْعَبَ فِي طَلَبِ الزِّيَادَةِ (وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ) أَيْ أُمُورَهُ الْمُتَفَرِّقَةَ بِأَنْ جَعَلَهُ مَجْمُوعَ الْخَاطِرِ بِتَهْيِئَةِ أَسْبَابِهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُ بِهِ (وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا) أَيْ مَا قُدِّرَ وَقُسِمَ لَهُ مِنْهَا (وَهِيَ رَاغِمَةٌ) أَيْ ذَلِيلَةٌ حَقِيرَةٌ تَابِعَةٌ لَهُ لَا يَحْتَاجُ فِي طَلَبِهَا إِلَى سَعْيٍ كَثِيرٍ بَلْ تَأْتِيهِ هَيِّنَةً لَيِّنَةً عَلَى رَغْمِ أَنْفِهَا وَأَنْفِ أَرْبَابِهَا (وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ) وَفِي الْمِشْكَاةِ: وَمَنْ كَانَتْ نِيَّتُهُ طَلَبَ الدُّنْيَا (جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ) الِاحْتِيَاجِ إِلَى الْخَلْقِ كَالْأَمْرِ الْمَحْسُومِ مَنْصُوبًا بَيْنَ عَيْنَيْهِ (وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ) أَيْ أُمُورَهُ الْمُجْتَمَعَةَ. قَالَ الطِّيبِيُّ: يُقَالُ جَمَعَ اللَّهُ شَمْلَهُ أَيْ مَا تَشَتَّتَ مِنْ أَمْرِهِ. وَفَرَّقَ اللَّهُ شَمْلَهُ أَيْ مَا اِجْتَمَعَ مِنْ أَمْرِهِ , فَهُوَ مِنْ الْأَضْدَادِ (وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ) أَيْ وَهُوَ رَاغِمٌ, فَلَا يَأْتِيهِ مَا يَطْلُبُ مِنْ الزِّيَادَةِ عَلَى رَغْمِ أَنْفِهِ وَأَنْفِ أَصْحَابِهِ.

khaledbelal
08-05-2010, 05:25 AM
جزاكم الله خيرا على الموضوع القيم

المشتاقة للجنة
08-05-2010, 08:59 PM
رزقنا الله واياكم غنى النفس وجعل الاخرة اكبر همنا

اكرمك الله اخيتي على تقديمك للموضوع قيم ارجو ان ينتفع به

ابو تسنيم
08-06-2010, 01:37 AM
جزاكِ الله خيراً
واذا اذنتي لي فعندي اضافه ارجوا ان تكون هامه مفيده فكنت استعد لموضوع كهذا ولكني تاخرت فحتي لا يكون الموضوع اي الزهد بموضوعين فارجوا قبول الاضافات وبارك الله فيكم
ما الزهد : ليس معنى الزهد أن ترتدي ثياباً مرقعة ، ولا تأكل طعاماً خشناً ، قولاً واحداً ، ليس هذا هو الزهد ، ولكن من تعريفات الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة ، أما تعريف الورع ترك ما تخاف ضرره في الآخرة ، إن تركت شيئاً يضر بآخرتك فأنت ورع ، وإن تركت شيئاً لا تنتفع به في آخرتك فأنت زاهد ، وقال بعض العلماء : الزهد في الدنيا قصر الأمل ، ليس بأكل الغليظ ، ولا لبس البالي .
قالوا : الزهد يورث السخاء بالملك ، والحب يورث السخاء بالروح ، الحب يدفعك على الشهادة ، والزهد يدفعك لأن تبذل ما تملك .
من تعريفات الزهد : عدم الفرح بإقبال الدنيا وعدم الحزن على إدبارها ، قال أحدهم : لا يبلغ أحد حقيقة الزهد حتى يكون فيه ثلاث خصال : عمل بلا علاقة ، وقول بلا طمع ، وعز بلا رياسة ، وأحد ما يجسد الزهد أن تؤثر الآخرين على ما في يدك .
ومن اجمل ما قيل عن الزهد قول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى يقول : الزهد على ثلاثة أوجه : الأول ترك الحرام ، وهذا زهد العوام ، والثاني ترك الفضول من الحلال الشيء الزائد عن الحد ، تركته هذا من الزهد ، وهذا زهد الخواص ، لكن أعلى مرتبة في الزهد ترك ما يشغل عن الله ، وهو زهد العارفين ، ترك الحرام زهد العوام ، ترك الفضول من الحلال زهد الخواص ، ترك ما يشغل عن الله عز وجل هو زهد العارفين ، والله يوجد تعريف رائع ، قال : الزهد سفر القلب من وطن الدنيا إلى الآخرة .
ومتعلقات الزهد
1- المال: وليس المراد من الزهد في المال رفضه، وإنما نعم المال الصالح للعبد الصالح
2- الملك والرياسة: ليس المراد من الزهد أيضًا رفض الملك والرياسة، الملك هنا الذي يطغى صاحبه هو الذي نهى الله عنه.
3- الصورة: فليس من الزهد أن يكون الرجل أشعث أغبر ولكن المقصود الكبر واحتقار الفقير.
4- ما في أيدي الناس: ويقصد بذلك الزهد عما في أيدي الناس وعدم استشرافه أو التطلع إليه.
5- النفس: ويقصد بذلك عدم عجب المرء بنفسه فيظن أن سيخرق الأرض، أو يبلغ الجبال طولاً.
اقسام الزهد واحكامه
وقد قسم العلامة ابن القيم الزهد إلى أربعة أقسام في مدارج السالكين:
1- زهد في الحرام: وهو فرض عين على كل مسلم.
2- زهد في الشبهات: ويكون حكمه بحسب مواطن الشبهة، فإن قويت التحق بالواجب، وإن ضعفت التحق بالمستحب.
3- زهد في الفضول: وهو مستحب.
4- زهد في كل ما يشغل عن الله: هو الجامع الشامل لكل ما سبق.
واخيراً من اقوال السلف في الزهد:
1- قال ابن مسعود رضي الله عنه: الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها جمع من لا علم له.
2- وعن محمد بن كعب القرظي قال: إذا أراد الله بعبد خيرًا أزهده في الدنيا وفقهه في الدين وبصره بعيوبه.
3- عن الربيع بن سليمان عن الشافعي قال: يا ربيع، عليك بالزهد، فالزهد على الزاهد أحسن من الحلي على المرأة الناهد.
4- قال سفيان الثوري: الزهد في الدنيا هو قصر الأمل، ليس بأخذ الغليظ ولا لبس العباءة.
وخلاصة القول قول الحق عز وجل في سورة «الحديد»: لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور.
والله الموفق والهادي إلى سواء الصراط.
وكنت قد جمعتها من مجلة التوحيد بقلم فضيلة الشيخ اسامه سليمان حفظه الله.

Nermeen
08-06-2010, 10:56 AM
جزاكم الله خيرا جميعا على المرور

الاخ الفاضل ابو تسنيم
بارك الله بكم على الاضافة القيمة
ونفع بكم
وجعلها في ميزانكم

ابو تسنيم
08-06-2010, 06:55 PM
اللهم آمين ولكم بمثل باذن الله