المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلفي | مصر | مقالات#Salafi -دكتور محمد على يوسف - يكتبنصيحة فى نهاية الانتخا...


S.N.N
01-07-2012, 08:11 PM
?سلفي | مصر | مقالات#Salafi -

دكتور محمد على يوسف - يكتب

نصيحة فى نهاية الانتخابات

لا أنكر سعادتى بفضل الله فى الانتخابات البرلمانية و النتيجة الجيدة بل الرائعة التى حققها التيار الإسلامى بإخوانه و سلفييه
و هذه السعادة أمر جبلى و طبيعى خصوصا بعد عقود الاستضعاف التى مر بها هذا التيار
عقود كان المرء فيها يبيت فى بيته غير آمن على نفسه أو أهله . يسافر سفرته لا يدرى أيرجع فى موعده أم يحلو للمخبر أو الضابط الذى أنزله اشتباها فى لحيته أن يبيته عدة ليال تتخللها أسئلة مملة و سخيفة من نوعية أين تصلى و لمن تقرأ و تسمع
يسترجع المرء هذه الذكريات حين كان مجرد المرور أمام اللجان الانتخابية بسمته مبررا كافيا للإهانة أو حتى الإعتقال التحرزى
و يقارن تلك الذكريات الحزينة بيومه فى الانتخابات الأخيرة و هو يعامل معاملة آدمية كريمة و تحترم شكواه إذا أراد أن يشتكى تجاوزا ما هنا أو هناك
لا يملك المرء نفسه بعد تلك المقارنة من أن يسعد و يفرح بفضل الله و رحمته
" قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَ?لِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ "
لكن قبل السعادة و الفرح تتبادر إلى القلب مشاعر أخرى
مشاعر من ذلك النوع الذى أجزم أنه اعترى قلوب الصحابة رضوان الله عليهم و هم تتلى عليهم هذه الآية من سورة الأنفال
"وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "
مشاعر الشكر و ارجاع الفضل لصاحبه الذى يؤتيه من يشاء و هو ذو الفضل العظيم
و الإحساس بالفضل لابد أن يورث الإنسان ذلة و افتقارا لصاحب الفضل و لذا لا أنسى أبدا المشهد الذى كلما تذكرته فاضت عينى بالدمع و أن أتخيله و كأنه رأى العين
مشهد حبيبى صلى الله عليه و سلم و هو فى يوم الفتح - فتح مكة - مطئطئا رأسه لله عز وجل حتى كادت جبهته الشريفة تمس الرحل من شدة انحنائة تواضعا واعترافا بفضل الله
"روى ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر والحاكم عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انتهى إلى ذي طوى وقف على راحلته معتجرًا (متعممًا) بشقة بردٍ حَبِرة، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليضع رأسه تواضعًا لله، حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، حتى إن عثنونه ليكاد يمس واسطة الرحل".
هذا التواضع لله و الانكسار إليه هو أهم ما أنصح به إخوانى اليوم بعد إكرام الله لنا و ليس ما ألحظه من البعض من تسرب للهجة التعالى و التفاخر على الخلق و المباهاة و الفرح المذموم شرعا
نعم هناك فرح مذموم شرعا و يظهر ذلك فى قول الله جل و علا لقارون (إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) قال مجاهد و غيره من أئمة التفسير : الفرحين هم الأشرين البطرين
و البطر هو نوع من الكبر و التعالى
أخشى أننى لمست ذلك من البعض - و ليس الكل طبعا - فكان لابد من النصيحة السريعة قبل أن تستشرى هذه الآفة التى كانت سببا فى مصيبة حلت بالمؤمنين يوم حنين
" لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ "
فالقوة إن أورثت العجب و الغرور كان ذلك بداية الانهيار الحقيقى و لذا نجد الأقوياء و أصحاب البأس من أهل الإيمان دوما يتواضعون و يظهرون الفقر لله بالذا فى مواطن القوة
فذو القرنين تجده فى أوج قوته و تقدمه الدنيوى يقول " قالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ" و بعد أن بنى السد الذى منع به شر يأجوج و مأجوج " قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا"
و موسى عليه السلام فى موطن قوة و شهامة آخر و بعد أن وقف أمام الرعاء و تمكن من السقيا للفتاتين نجده ينزوى إلى الظل مفتقرا لله قائلا " رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ "
يا إلاهى !!
كم نحتاج إلى هذا الافتقار اليوم
كم نحتاج لنبذ أى شعور بالتعالى و القوة
لنخفض الجناح للناس و لا داعى أبد للهجة التشفى أو الاستعلاء
حتى من تعدى علينا من قبل بتشويه أو تفزيع فلنقابل إساءته بالحسنى و لنعفو و نصفح و لنظهر للجميع لين الجانب و نقبل مد يده بالتعاون على الخير و لنذكر قول ربنا جل و علا
"وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً"
فلنظهر أخلاق الإسلام و لنقبل من الناس ظاهرهم و و لنحسن الظن بكل من مد يده لنتعاون جميعا للنهوض بهذا الوطن
و لنعلم أن الطريق لم يزل طويلا و أن ما حدث إنما هو أمانة حملها تيارنا و لنسأل الله أن نكون على قدرها
لنتواضع لله و نشكر له و من شكره أن نشكر الناس فكما قال الحبيب صلى الله عليه و سلم " لا يشكر الله من لا يشكر الناس " و لنخص بالشكر من أريقت دماؤهم و جادوا بأنفسهم لوأد الظلم و كبت الطاغين و ليمهدوا بدمائهم الطريق لغد أفضل.?

http://photos-h.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc7/390189_336104366413319_208614759162281_1275045_191 5180425_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=336104366413319&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1)