المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخاطرة السادسة ( عقبات فى طريق الدعوة 2 )


khaled
12-06-2009, 05:25 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله الى اخى الداعى واختى الداعية " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " قلت فى الخاطرة الخامسة ( فمن الحكمة قبل أن نواصل السير على هذا الطريق أن نكون على بصيرة تامة بوعورته ومشقته وعقباته الكثيرة لنعد له الزاد الحقيقى الذى يناسبه حتى لا ننزلق فى أى منعطف من المنعطفات أو نصطدم بعقبة من العقبات التى ستعترض طريقنا وقد تكلمت عن ( الهزيمةالنفسية أمام تحديات الغزو الفكرى ) واليوم أكمل المسيرة مع حضراتكم عن عقبة أخرى لابد أن تواجه الداعى الى الله وهو سائر فى طريقه ( كثرة أهل الباطل وظهورهم وقلة أهل الحق وابتلاؤهم ) وهذه ولا شك من أخطر العقبات وأشد الفتن التى تواجه أهل الحق فهم يرون اقبال الدنيا على المبطلين ويرونهم ناجحين مرموقين تهتف لهم الدنيا وتصفق لهم الجماهير وتصاغ لهم الامجاد وتذلل لهم الصعاب وتيسر لهم الأسباب وتفتح لهم الأبواب .. فى الوقت الذى يتعرض فيه أهل الحق للأذى والفتن والابتلاء حقا .. انها فتنة كبيرة قد تعصف بالقلوب القلقة ! ولا يثبت لها الا أصحاب القلوب الحية السليمة العامرة بالايمان واليقين .. فالدعوة الى الله أمانة عظيمة لابد لأهلها من اعداد خاص .. وهذا الاعداد لا يتم أبدا الا بالصبر الجميل على جميع الفتن والابتلاءات . ولا يتم الا بالاستعلاء على جميع الآلام . والثقة المطلقة فى نصر الله لاهل الحق وان كانوا قلة فليست الكثرة دليلا على الحق أبدا لا سيما بعد انقضاء القرون الثلاثة الأولى الفاضلة قال سبحانه {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّه ) " الانعام _ 6 11" فلا ينبغى أن نغتر بالكثرة الهالكة وأن نحتقر القلة السالكة لطريق الحق والهدى واصبروا كما صبر أولوا العزم من الرسل . واصبروا وما صبركم الا بالله . واصبروا فان العاقبة للمتقين . واصبروا صبرا جميلا الم تسمعوا قول الحق تبارك وتعالى يقول فى كتابه الكريم ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيم الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ))" العنكبوت " حتى يميز الله الخبيث من الطيب و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ ) ( السلسلة الصحيحة – 4 / 508 ) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر » رواه الترمذي . وفى هذا الحديث إرشاد الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته ، أن يوطنوا أنفسهم على هذه الحالة ، وأن يعرفوا أنه لا بد منها ، وأن من اقتحم هذه العقبات ، وصبر على دينه وإيمانه - مع هذه المعارضات - فإن له عند الله أعلى الدرجات ، وسيعينه مولاه على ما يحبه ويرضاه ، فإن المعونة على قدر المؤونة . وما أشبه زماننا هذا بهذا الوصف الذي ذكره صلى الله عليه وسلم ، فإنه ما بقي من الإسلام إلا اسمه ، ولا من القرآن إلا رسمه ، إيمان ضعيف ، وقلوب متفرقة ، وحكومات متشتتة ، وعداوات وبغضاء باعدت بين المسلمين ، وأعداء ظاهرون وباطنون ، يعملون سرا وعلنا للقضاء على الدين ، وإلحاد وماديات ، جرفت بخبيث تيارها وأمواجها المتلاطمة الشيوخ والشبان ، ودعايات إلى فساد الأخلاق ، والقضاء على بقية الرمق .ثم إقبال الناس على زخارف الدنيا ، بحيث أصبحت هي مبلغ علمهم ، وأكبر همهم ، ولها يرضون ويغضبون ، ودعاية خبيثة للتزهيد في الآخرة ، والإقبال بالكلية على تعمير الدنيا ، وتدمير الدين واحتقاره والاستهزاء بأهله ، وبكل ما ينسب إليه ، وفخر وفخفخة ، واستكبار بالمدنيات المبنية على الإلحاد التي آثارها وشررها وشرورها قد شاهده العباد .فمع هذه الشرور المتراكمة ، والأمواج المتلاطمة ، والمزعجات الملمة ، والفتن الحاضرة والمستقبلة المدلهمة - مع هذه الأمور وغيرها - تجد مصداق هذا الحديث .ولكن مع ذلك ، فإن المؤمن لا يقنط من رحمة الله ، ولا ييأس من روح الله ، ولا يكون نظره مقصورا على الأسباب الظاهرة ، بل يكون متلفتا في قلبه كل وقت إلى مسبب الأسباب ، الكريم الوهاب ، ويكون الفرج بين عينيه ، ووعده الذي لا يخلفه ، بأنه سيجعل له بعد عسر يسرا ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن تفريج الكربات مع شدة الكربات وحلول المفظعات .فالمؤمن من يقول في هذه الأحوال : " لا حول ولا قوة إلا بالله " و" حسبنا الله ونعم الوكيل . على الله توكلنا . اللهم لك الحمد ، وإليك المشتكى . وأنت المستعان . وبك المستغاث . ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " ويقوم بما يقدر عليه من الإيمان والنصح والدعوة . ويقنع باليسير ، إذا لم يمكن الكثير . وبزوال بعض الشر وتخفيفه ، إذا تعذر غير ذلك : { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا } ، { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } ، { وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا } [ الطلاق : 2 ، 3 ، 4 ] فهيا اخى فى الله واختى فى الله ابدأ بوضع البذرة ولا تنتظر الثمرة ضعها وكل قلبك منجه الى الله ضعها وقل على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعها ولا تنتظر النتيجة فالنتيجة بيد الله . و عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن قامت الساعة و في يد أحدكم فسيلة , فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسهافليغرسها " . الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 11 ) والفسيلة هى النخلة الصغيرة التى تثمر بعد سنين . وصدق من قال ( لو يعلم اهل الباطل ما مدى سعادة وراحة أهل الحق لقاتلوهم عليها )فعن العباس بن عبدالمطلب قال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد رسولا) صحيح الجامع_ 3425 ) فهيا نعيش عيش السعداء ونترك النظر الى الاشقياء . بسجدة أو تسبيح أو استغفار او قراءة القرآن أوقراءة حديث من احاديث خير الانام عليه الصلاة والسلام أو نجلس مع الصحب الكرام نقرأ سيرتهم العطرة وكيف وقفوا امام الباطل ونشروا الحق المبين قال تعالى (فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ ) " البقرة _137 " فاللهم ايقظ قلوبنا من هذه الغفلة واجعلنا نتمتع بعبادتك وارزقنا عيش السعداء وموت الشهداء ومرافقت الانبياء . اللهم انا نشهدك اننا نحبك ونحب كل عمل يقربنا الى حبك . اللهم عجل لنا بالنظر الى وجهك الكريم . اللهم انا نشهدك اننا نحب نبيك محمد صلى الله عليه وسلم .اللهم احشرنا فى زمرته واوردنا حوضه واسقنا من يده شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها ابدا وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .

khaledbelal
12-07-2009, 07:38 AM
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

اللهم ثبت قلوبنا على دينك

جزاكم الله خيرا شيخنا فعلا موضوع افادني كثيرا بارك الله فيكم

ما شاء الله موضوعات هذه الروضة ممتعة ونريد ونحن نقرا مواضيعها الا ينتهي الموضوع

في ميزان حسناتكم