المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبحث عن السعادة


khaled
12-07-2009, 05:44 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اخى فى الله واختى فى الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة : مما لا شك فيه ان الانسان يمضى وقتا فى هذه الدنيا طال هذا الوقت أم قصر ثم ينتقل الى دار الحساب فيحاسب على ما قدم ولكن اود ان اطرح سؤال : كيف ينعم المسلم فى هذه الحياة ؟ اجيب وبالله التوفيق . اعلم اخى ان الناس فى هذه الحياة على مراتب ومنازل فمن الناس من يعيش مكتئبا مهموما حزينا لا يعرف طعم السعادة فتراه يبحث عن السعادة فى كل طريق فيرجع ولم يقضى من ذلك بشىء فيعيش فى ظلمات لا يعرف معنى النور وكل ذلك لان عقله مسبى فى بلاد الشهوات وأمله موقوف على اجتناء اللذات وسيرته جارية على أسوء العادات ودينه مستهلك بالمعاصى والمخالفات وهمته واقفة مع السفليات وعقيدته غير متلقاة من مشكاة النبوات فهو فى الشهوات منغمس وفى الشبهات منتكس . ومن الناس من يتمتع بعيش السعداء الذين عرفوا الحياة الطيبة وما أجملها من حياة . حياة الفرح والسرور وقرة العين قال تعالى " يا ايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم " آل عمران _165 ) انظر الى الاية جيدا تجد ان الله وصف الدواء ليحيا الناس به " الاستجابة " نعم الاستجابة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم هذا هو طريق السعادة نعم والله . فلا عيش الا عيش من أحب الله وسكنت نفسه اليه وأطمأن قلبه به وأستأنس بقربه وتنعم بحبه ففى القلب شعث لا يلمه الا الاقبال على الله ؛وفيه وحشه لا يزيلها الا الانس به ؛ وفيه حزن لا يذهبه الا الاجتماع عليه والفرار منه اليه ؛ وفيه نيران حسرات لا يطفئها الا رضا بأمره ونهيه ؛ وفيه فاقة لا يسدها الا محبته والانابة اليه ودوام ذكره وصدق الاخلاص له ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة منه أبدا .فيشاهد قلبه ربا قاهرا فوق عباده آمرا ناهيا باعثا لرسله منزلا لكتبه معبودا مطاعا لا شريك له ولا مثيل له ولا عدل له ليس لاحد معه فى الامر شىء بل الامر كله له . يستجيب لله الذى يستحق ان يعبد فيضع هذا السعيد الدنيا وما فيها فى كفه ويضع سجده واحدة فى كفه فيرى ان الدنيا وما فيها لا تساوى شىء امام هذه السجدة التى وضع فيها قلبه بين يدى الملك سبحانه يسجد لا يريد ان يرفع رأسه لانه فى نعيم فى سعادة فى فرح وسرور يدعو سيده ومولاه يارب يا مقلب القلوب ثبت قلبى على طاعتك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " جعلت قرة عينى فى الصلاة " لانها تقربه من الله فحينئذ يجد طعم قوله " ولا يزال عبدى يتقرب الى بالنوافل حتى أحبه فاذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به ويده التى يبطش بها ورجله التى يمشى بها ولئن سألنى لأعطينه ولئن استعاذنى لاعيذنه " فاذا وجد هذا الطعم وتلذذ به شد مئزر الجد فى طلب محبة حبيبه له بأنواع التقرب اليه فقلبه : للمحبه والانابه والتوكل والخوف والرجاء . ولسانه للذكر وتلاوة كلام حبيبه . وجوارحه للطاعات فيعيش بين الناس بجسده وقلبه معلق فى أماكن القرب من سيده . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل الا ظله ( وذكر منهم ) رجل قلبه معلق بالمساجد " وصدق من قال ( نقل فؤادك حيث شئت من الهوى .... ما الحب الا للحبيب الاول .... كم منزل فى الارض يألفه الفتى .... وحنينه أبدا لأول منزل ) اخى واختى فى الله يا من تريدون السعادة هذه هى السعادة الحقيقية ومهما تكلمت عنها لا استطيع ان اوصفها كالذى عاينها وشاهدها رأى العين قالوا ( النائحة الثكلى ليست كالنائحة المستأجره ) وفى الختام اعلموا ان هذا فضل الله يؤتيه من يشاء قال تعالى ( أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها ) الانعام _ 122 ) فان كنت من هؤلاء الذين أنعم الله عليهم بهذه السعادة فأحمد الله دائما على ذلك وسله التثبيت. وان كنت من الذين تريد طريق السعادة فالزم بابه وناجى سيدك ومولاك ليلا ونهارا لعل الباب يفتح لك . وتوجد علامات للسعادة منها أن العبد كلما زيد فى علمه زيد فى تواضعه ورحمته . وكلما زيد فى ماله زيد فى سخائه وبذله وكلما زيد فى عمله زيد فى خوفه وحذره وكلما زيد فى عمره نقص من حرصه وكلما زيد فى قدره وجاهه زيد فى قربه من الناس وقضاء حوائجهم والتواضع لهم . وهنايسئل سائل هل من اناس عرفوا هذه السعادة ؟ الجواب نعم الذين باعوا أنفسهم لله . قال الأسود بن سالم ركعتين أصليهما لله أحب الى من الجنة بما فيها فقيل له : هذا خطأ فقال : دعونا من كلامكم : الجنة رضى نفسى والركعتان رضى ربى ورضى ربى أحب الى من رضى نفسى ) ولذا قال ابن القيم يرحمه الله " اعظم الظلم ان تطلب التعظيم لنفسك وقلبك خال من تعظيم الله " فاللهم انعم علينا بعيش السعداء وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .

المشتاقة للجنة
12-08-2009, 12:33 PM
اللهم اجعلنا من السعداء في الدنيا والاخرة
جزاك الرحمن خيرا .وما السعادة الا بالقرب من الله ليس بمال ولا جاه ولا شهرةفكم من المشاهير والاغنياء ليسوا بسعداء وهذا لبعدهم عن الله فقوله الحق ومن اعرض عن ذكريفان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى.