المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلفى | فكر سياسي سلفي | رحاب صبري يكتب : أميبية المفاهيم . . حصان طروادة ( 2 - 3...


S.N.N
01-13-2012, 01:02 AM
?سلفى | فكر سياسي سلفي | رحاب صبري يكتب : أميبية المفاهيم . . حصان طروادة ( 2 - 3 )...... #SALAFY $

في مقالنا الماضي تحدثنا عن أمبيبة المفاهيم و هي حالة نشر اصطلاحات سياسية يونانية أو لاتينية تمس جوانب جوهرية في الضمير و العقل الجمعي من خلال النخبة المصطنعة عبر الإعلام , مع تكريس مروجيها أنفسهم لحالة من الغموض حول تفسيراتها , ليستقر بين عوام الشعب ظنون و أوهام متضادة حول مضمون المصطلح الواحد وضبنا مثالين لذلك هما ( مصطلح الدولة الثيوقراطية و هل هي الدولة اللاهوتية التي يحكم فيها شخص تشريعه يكون إلهي أم الدينية التي يمكن ان يكون منها الدولة الإسلامية التي ترى أن الحاكم ليس مشرعاً و ليس مفوضاً من الإله و إنما منفذاً لتشريع مسبق وهو جوهر ما بات يعرف حديثاً بدولة القانون ) و كذلك ( مصطلح الليبرالية و هل هي الحرية المنضبطة أم الحرية الحيوانية ) و أثبتنا بالقرائن أن هذه الحالة حالة مقصودة من ميوعة التعريف للمصطلح بشكل يجعله حملاً للتأويلات شديدة التباين , بل و مظلة يخفي بعض مروجي هذه المصطلحات من النخبة المصطنعة تحتها ما لا يحبون إظهاره , بحيث يحتفظ كل طرف من أطراف الجماعة الوطنية في ذهنه بانطباعه خاص عن هذا المصطلح و بفهمه المتفرد له ,و لايتفق طرفان على نفس الصورة الذهنية عن المصطلح نفسه , مما يكرس لحالة التشرذم الفكري و الاستقطاب السياسي الوهمي في المجتمع المصري , هذا المجتمع الذي إن ترك لحالة الوضوح فلن يحدث فيه أي استقطاب بحكم أنه مجتمع " النسيج الواحد " و اللون الواحد المزين بخيوط رفيعة من الأقليات التي لا تزيد منظره إلا بهاءً و جمالاً كأحد أروع نماذج الالتحام الإنساني على المثل العليا المشتركة منذ الفتح الإسلامي و حتى يومنا هذا , رغم محاولات خرق هذا النسيج باصطناع القلاقل و الفتن الوهمية قبل الثورة بغباء المستبد الدكتاتور , و بعد الثورة بخبث النخبة المصطنعة كما نثبت في هذا المقال .
محاولة تقصي الحقائق
نجد أن عددة أمور هامة لا تمر أبداً دون أن تصفع ظلالها عين المراقب للساحة السياسية المصرية
الأول / اتجاه قطبية المجتمع :
لقد افصحت نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية عن حالة من الاستقطاب في المجتمع المصري يمكن أن نسميها ( الاستقطاب المخروطي ) تتمثل هذه الظاهرة في مجتمع تحول من مجتمع متجانس ليصبح بفعل الاستقطاب أشبه بالمخروط , " قاعدته العريضة تمثل الإسلاميين و المتعاطفين معهم حباً في الدين " و " سنه المدبب الصغير يمثل " النخبة المصطنعة و بعض الليبراليين و المنبهرين بغموض اصطلاحات " و هذا السن المدبب على صغره , كان الأكثر وخزاً في جسد الوطن , و الأعلى ضجيجاً بفعل البوق الإعلامي المجلل , الذي دأب على تكبير نحنحة أحدهم حتى لتبدو و كأنها زئير شعب ثائر .
الثاني / تحديد نقطة بدء صناعة الضبابية :
إن أول من أدخل هذه الاصطلاحات الغريبة إلى المجتمع المصري هو الإعلام , و ظلت تلك الاصطلاحات حتى حراك الثورة مقصورة على النخب و محاوراتها , الحوارات التي كانت قبل الثورة تشبه عند المصري مزاح الدببة في القطب المتجمد في برامج عالم الحيوان ,لا يعبأ به الكادحون تحت قيظ الشمس المحرقة إلا من باب التسلية في وقت الراحة ,هذا إلم تتوافر مادة درامية يشاهدونها في أي قناة اخرى.
لكن بعد الثورة حدث تغير هو الأهم , إذ سمح المناخ الثوري , و حالة الشبق لممارسة الحرية السياسية و الحوار السياسي غير المقيد , و التي طالما اعتبرت مجرد خيالات يحكيها القادمون من بلاد العالم الغربي ليستمع لها المصريون مذهولين , فانطلقت الجموع بقوة رد الفعل محاولة البحث عن أي شكل من اشكال تعويض العمر المفقود بعيداً عن السياسة .
و هنا ثار بركان الاصطلاحات السياسية على وسائل الإعلام بشكل ملح على الأسماع و العقول , مع التركيز على مصطلحات بعينها , و جعلها مناطاً للتجهيل و التخوين , مع الحفاظ على ضبابية مدلولاتها , فوجد كثير من الناس ضالتهم في تكلف التشدق بالاصطلاح السياسي و ترديده , شريطة طبعاً أن يكون ذو اصول غربية , و يكون الأمر أكثر إثارة , إذا كان المصطلح غامضاً.
إن هذا المرض - أعني التشدق بالاصطلاحات - هو من أمراض من يسمون أنفسهم او تسميهم أجهزة الإعلام " النخبة " و من ثم فهم المصدر الأول لهذا المرض بلا منازع .
قد قول قائل : " ربما كان الأمر عفوياً " , اعني أنهم هم مصدر الاصطلاح , لكنهم لم يكرسوا لتلك الحالة التي و صفناها آنفاً .
أقول كان من الممكن أن يكون هذا الكلام صحيحاً إذا كانت " النخبة " قد لعبت الدور الأسمى الذي يفترض بالمثقف لعبه في المراحل الدقيقة من حياة الأمة , الا وهو إيضاح الحقائق للناس , و قيادتهم نحو فهمها فهماً دقيقاً صحيحاً . . لكن هل لعبت النخبة مثل هذا الدور ؟
الإجابة لا .
بل على العكس و جدنا في الأمر ظاهرتين مريبتين بشكل مريب .
الأولى / أن النخبة الحقيقية - أهل الاختصاص والاعتدال الفكري - قد تم تهميشها إعلامياً لتسلط الأضواء على " متنخبوين " جدد .و القاسم المشترك بين هؤلاء التنخبوين الجدد أنهم جميعاً " ليبراليون متطرفون " و " رأس ماليون أو تابعون لراس المال " .
لقد تم تهميش فقهاء قانون مثل " الدكتور طارق البشري " لمجرد أنه " مفكر إسلامي " و كذلك الدكتور معتز عبد الفتاح و الدكتور عبد الفتاح ماض أستاذي العلوم السياسية , ليستبدلوا مثلاً بـ (مهندس) يتحدث بشكل " سوبرماني " في الدين و العلم و السياسة و القانون و حتى ربما في وصفات المطبخ " الأمريكي ".
ولكي تكتمل الصورة جزئياً , فهذا الرجل هو رجل ينفق على التظاهرات و الاعتصامات التي تقوم بها قلة من الشباب تروج لمفاهيم مرفوضة مجتمعياً مثل ( الدستور أولاً ) و ( المبادئ الحاكمة ) و ( المجلس الرئاسي ) , ينفق مبالغ طائلة ,حتى أن الرجل يمنح " فيلا " لموظف عنده , لا تتعجل و تقول ياله من رجل خير .
فإن هذا الموظف هو مؤسس أحد أكبر الحركات الشبابية التي يروج لها إعلامياً بذكاء شديد , و التي لا يزال ملف تمويلها محل تساؤل لا إجابة له ( مع كامل التقدير لاغلبية الشباب الشرفاء المنضوين تحت لواء هذه الحركة من أجل الوطن ).

لقد استغل "المهندس" قائد الحركة " الموظف " ليصنعوا أحد العجائب في تاريخ السياسة .
لقد استطاعا أن يجبرا المجلس العسكري أن يوكل إلى " الدكتور" صهر "المهندس" وحده عملية وضع أخطر وثيقة تكون فوق اي برلمان يحكم مصر إلى ما شاء الله , وهو الذي كان مجرد رئيس حزب قديم أقره النظام القمعي القديم قبل أن تتم الإطاحة به من رئاسة حزبه , وهو معروف بعدائه الشديد للمرجعية الإسلامية .
فالمهندس حرك الموظف فثارت الحركة . . و كان المصطلح المطروح الذي تم الحشد على اساسه في هذه اللحظة " دماء الشهداء " , فاعتصمت الحركة , و حولها بضع آلاف من الشباب . . و اهالي الشهداء , و فوجئوا بأن الإعلام صبغ صورتهم بمطالب مثل ( الدستور أولاً ) و ( المبادئ الحاكمة ) و ( المجلس الرئاسي ) , و كأن هؤلاء جميعاً خرجوا من أجل هذه المطالب .
ولم تلبث أجهزة الإعلام بعد انفضاض الناس عن هذه الاعتصامات عند اكتشاف الخدعة أن تضخم صراخ و عويل من تبقى من الشباب اللذين طالبوا بمطالب يرفضها عشرات الملايين و كانه هبة شعبية , و ثورة أمة, , يجب على المجلس العسكري الانصياع لها مثل ( الدستور أولاً ) و ( المبادئ الحاكمة ) و ( المجلس الرئاسي ) .
هؤلاء هم الـ " المتنخبوين " اللذين حركوا أجهزة الإعلام , و منهم " مثلث برمودا "( المهندس و موظفه و صهره الدكتور " .
بل لقد تم إقصاء حتى الأصوات المعتدلة من الليبراليين من أمثال " الدكتور عمرو حمزاوي و الدكتور مصطفى النجار " ليحل محلهما " الدكتور خالد منتصر الذي قال " إيه اللي دخل ربنا في السياسة " و الدكتور " عمار علي حسن " الذي أتحفنا بما لم يأت به الأوائل يوم أن قال إن الرسول لم يكن حاكماً للمسلمين و لا قائداً , و كذا "الدكتور علاء الأسواني " الذي تحتاج كتاباته عن الإسلاميين جمهور قراء في مستوى أبطال روايته الشهيرة ( عمارة يعقوبيان ).
الظاهرة الثانية :
أن هذه النخبة هي نفسها التي تحالفت مع راس المال , و مولت مشاريع إعلامية لا تقدر عليها إلا دول و منظمات , و في عدة شهور من قيام الثورة ظهرت عشرات الفضائيات الجديدة و الصحف الورقية و الصحف الإلكترونية , و حصل صحفي واحد من رموز التيار المتنخوب على جائزتين دوليتين أحدهما من بريطانيا . . و أسس قناة ثارت حولها شبهات كثيرة أدت أخيراً لاستقالة اثنين من الشركاء في تأسيسها من مجلسها .
فهل هذا كان عفوياً , أم أنها إرادة النخبة بما تملكه من مال و إعلام لاهث و راء المال يدافع عن إيديولوجية مدججة بالبنكنوت .
شهادة خبير إعلامي :
اقتبس هنا تصريحات الخبير الإعلامي اللامع طارق نور لجريدة الشرق الأوسط بتاريخ 21 يوليو 2011عن كم الفضائيات و الجرائد التي أطلقت بعد 25 يناير :
يقول " أن الصحافة والإعلام يعدان الآن أكبر جيش في أي بلد، لأنه يؤثر على الرأي العام "، وقال: "لا يوجد هناك رأي عام، الرأي العام هو الرأي المنشور، الرأي العام الموجود هو يعبر عن رأي النخبة المحدودة وخاصة الصحافية"
"وسائل الإعلام الخاصة الجديدة خاصة القنوات الفضائية تعد وسيلة دفاع شرعية لأصحاب النفوذ من رجال الأعمال والسياسيين وجماعات المصالح"
و أوضح نور أن عمل القنوات الفضائية هذه ليس لها علاقة بالتجارة أو الاقتصاد أو حسابات الربح والخسارة، بل هي أجندة مختلفة تتعلق بالسياسة والمصالح، وهذه الأجندة تأخذ وجهين: الأول أن يدافع رجل الأعمال عن نفسه، والثاني لكي يغير شيئا ما في المجتمع لصالحه أيضا
و بعد هذه الشهادة من طرف متخصص محايد , هل يمكن الاعتقاد بأن المسألة مجرد تجاذب عفوي تلقائي بين أطراف عدة لم تحسن فهم الاصطلاحات المتخصصة مما أدى لحالة استقطاب تهدد أمن المجتمع المصري؟ , أقول لهم إن الأمر ليس بهذه السطحية , و إلى من يسمي هؤلاء بالنخبة , في ظل فوضى المصطلحات اقول لا تظلموا النخبة , فالنخبة الحقيقية أقصيت و استبدلت بنخبة وهمية مصنوعة أو " متنخوبة ", و هذه النخبة " المتنخوبة " ما هم إلا قطع شطرنج بائسة , لا تملك أن تقف في الرقعة إلا على المربع الذي توضع فيه بواسطة قوة أكبر .
هؤلاء "المتنخبوين" هم أتباع إيديولوجياً و مادياً لسيد غائب ظاهرياً عن المشهد يقبع خلف البحار لاهم له إلا حماية مصالح طفله المدلل إسرائيل , و هذا الطرف هو الذي يحركهم كدمى لضرب لحمة ووحدة الشعب المصري .
هذا الطرف الأخير هو الذي يحرص على حدوث الاضطرابات دائماً لتحقيق أحد المكاسب المحتملة ومنها أن يدفع المجلس العسكري دفعاً لفرض الأحكام العرفية و إلغاء الانتخابات , مما يؤدي لتأخير التسليم السلمي للسلطة , الذي يتضمن انتخابات تأتي غالباً بالإسلاميين الذين يأبى السيد القابع خلف الستار أن يقدموا مشروعهم للنهضة في مصر .
و في المقال القادم بعد تقديم المشيئة علقي الضوء بعض هذه المصطلحات لنبين فيها القول الفصل الذي يراد إخفاؤه .?

http://photos-b.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/406725_339601479396941_208614759162281_1286628_856 158813_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=339601479396941&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1)