المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل دخول الجنة يكون بالعمل أم برحمه الله


ابو تسنيم
09-23-2010, 03:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ". قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "لَا، وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَلَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ؛ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرًا، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ ) أخرجه البخاري ( 5673 )، ومسلم ( 2816 )

وقال تعالى في كتابه : ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
وقوله تعالى: جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
وقال: وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ

حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يفهم منه أنه لاأحد يدخل الجنة إلا برحمه الله وليس العمل هو مايدخلنا الجنة .

وفي الآيات القرءانـيه يفهم منها أن العمل يدخل العبد الجنــه

!!!!

هـل هناك تناقض ؟!


تــساؤل قد يصادف أي أحد

كنت منذ أشهـر أفكر في هذا الأمر واتضح لي أن الأشكال كان في ضعف فهمنا للغه العربيـه

لأن حرف الباء في الآيات القراءانية السابقة هي باء السببية وليست باء العوض كما في الحديث الشريف

أي أن قوله : ( بما كنتم تعملون ) ليس المعنى منه ان دخول الجنة هو عوض عن العمل الذي عملناه في الدنيا ( أي أن العمل كالثمن لدخول الجنة)

بل هو بسبب العمل

والفرق بين باء السببية وباء العوض كبير وواضح

ان الباء في قوله تعالى: جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ باء السببية.

قال شارح الطحاوية ص 495 سطر 16 - 24 (وأما ترتيب الجزاء على الأعمال، فقد ضلت فيها الجبرية والقدرية وهدى الله أهل السنة، وله الحمد والمنة، فإن الباء التي في النفي غير الباء التي في الإثبات، فالمنفي في قوله -صلى الله عليه وسلم-: لن يدخل الجنة أحد بعمله باء العوض، وهو أن يكون العمل كالثمن لدخول الرجل إلى الجنة، كما زعمت المعتزلة أن العامل مستحق دخول الجنة على ربه بعمله، بل ذلك برحمة الله وفضله، (والباء) التي في قوله تعالى: جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ وغيرها (باء) السبب، أي: بسبب عملكم، والله تعالى خالق الأسباب والمسببات، فرجع الكل إلى محض فضل الله ورحمته ) ا هـ.

فبسبب العمل الصالح تدخل الجنة أو قد تدخل النار -عافنا الله وإياكم من النار- وبسبب العمل الصالح وبتوحيدهم وبإيمانهم، أي: بسبب إيمانهم وبتوحيدهم أدخلوا الجنة، وما يقوله بعض الناس حق إن كانت الباء هنا للعوض، أي: لا يدخل الجنة أحد بعمله، أي: عوضاً عن عمله وهذا صحيح، فلن يدخل أحد الجنة عوضاً عن عمله، لأن ما أنعم الله به علينا من النعم لا يوازي ما نعبد الله تعالى به من العبادة، ولا يوازي نعمة بسيطة من الله، فهو الذي أعطانا العلم، وأعطانا الهداية، وأعطانا الجسم، وأعطانا القوة، وأعطانا الغذاء والعافية، فنعبده بأمر بسيط مما أعطانا، ونريد عوضاً عن ذلك الجنة، !! الله هو الذي أعطانا أصلاً، وهو الذي هدانا، فإذا قلنا: إن الباء للعوض لا، لا أحد يدخل الجنة بعمله، أي: عوضاً عن عمله، ولكن رحمة من الله أنه جعل العمل سبباً لدخول الجنة.

قال ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم:

وفيه دليلٌ على أنَّ الأعمالَ سببٌ لدخول الجنَّة ، كما قال تعالى : { وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } ((2)) .

وأما قولُه - صلى الله عليه وسلم - : (( لَنْ يدخُلَ أحدٌ منكُمُ الجنَّة بِعمَلِه )) ((3)) فالمراد - والله أعلم - أنَّ العملَ بنفسه لا يستحقُّ به أحدٌ الجنَّة لولا أنَّ الله جعله - بفضله ورحمته - سبباً لذلك ، والعملُ نفسُه من رحمة الله وفضله على عبده ، فالجنَّةُ وأسبابُها كلٌّ من فضل الله ورحمته .

ارجو ان يكون الامر قد اتضح

khaledbelal
09-23-2010, 05:06 PM
ما شاء الله

موضوع في غاية الاهمية بارك الله فيك