المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صـراع


أم عبد المنعم
01-17-2012, 12:15 AM
صـراع



" استبدّ بي الشوق لزيارة المدينة .. وأمّلتُ النفس بتحقيق أمنياتٍ دفينه ..فحالَ القدر دون مرادي ..
وتوهّمتُ أني وصلت الروضة المطهّرة ، وأني أسلم على المصطفى صلى الله عليه وسلم و أخاطبه في نفسي ، وأقول :
" يارسول الله ، مخلَّف رابعٌ في أمتك .. وجنديٌّ في الصف الأخير من جنودك .. إلا أنه يحبُّ اللهَ ورسوله "..
أراودُ نفسي .. وليستْ تُجيـبْ *** ِللُقيـا حبيـبي ، وأين الحبيبْ ؟!
أقولُ لهـا : إنَّ صبري انتهـى *** وصدري وجيبٌ ، وعمري نحيبْ
فقـالت : أراكَ تريـد الهـلاكَ *** فدربُ المحبـّةِ دربٌ عجيـبْ !!
سكـونٌ وشوقُ .. وعِتقٌ و رِقُّ *** به - لو علمتَ - الوليدُ يشيبْ !
إذا مـا رحلتَ تظـنُّ وصلتَ *** وهل كلّ شيءٍ أردتَ قريـبْ ؟!
* * *
عجبتُ لهـا !! تشتكـي أنّهـا *** غريبةُ دربٍ .. وأنـّي غريـب ْ!!
أيا نفـسُ : قلبي خبيـرٌ بدربي *** ففي الدرب نورٌ و خِصبٌ وطيبْ
وفيـه جمـالٌ ، وفيـه جـلالٌ *** وفيـه مـراحٌ لكـلّ القلـوبْ
و يا نفسُ: طيبـي بلُقيا حبيبـي *** وهل في الحياة كلُقيـا الحبيبْ ؟!
* * *
فقلتُ لنفسي وقالتْ .. وحرتُ *** وحـارتْ بظلِّ صراعٍ رهيـبْ!
فأمسكتُ فأسي وحطّمتُ نفسي *** وقلتُ :وصلتُ ديـارَ الحبيـبْ !

عنقـود عنـب



(( لما آذى سفهاء الطائف نبيّنا صلى الله عليه وسلم , أوى إلى شجرةِ عنب يُناجي ربّه في ظلها..
فأقبل (( عدّاس )) خادمُ البستانِ بقِطفِ عِنب.
فلما وضعه بين يدي الرسول, مَدّ يمينه قائلاً: (( باسم الله )), ثم أكل.
فقال عدّاس : إن هذا الكلام لا يقوله أهل هذه البلاد ؟! .
قال الرسول : ومن أيّ البلادِ أنت يا عدّاس, وما دينك ؟! .
قال : أنا نصراني من أهل نينوى .
قال الرسول : من قريةِ الرجلِ الصالحِ يونُس بنِ متّى ؟!.
قال : وما يُدريك ما يونُس بنُ متى ؟!.
قال الرسول : ذاكَ أخي, كان نبيّاً, وأنا نبيّ )) .
فأكبّ عدّاس على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلّها معلناً شهادة التوحيد ,
وبذلك أضحى هذا العنقود, أسعد عنقود عنب في التاريخ )) .
كان عنقوداً ندِيّـا *** رائـعَ الحـبِّ شهِيّا

قد تَحَلّى .. وتَدَلّى *** مُشرقاً مثـلَ الثريّـا

لم يكنْ يَحسَبُ يوماً *** أن يكونَ القِطفُ شيّـا

غيرَ عُنقودٍ سيُجنى *** ثم يُطوى الذّكرُ طَيّـا!

قال عَدّاسُ الكريمُ : *** أيّـها القِطـفُ إِلَيّـا

زارَنا ضيفٌ عظيمُ *** وجهُهُ طَلْـقُ المُحيّـا

قُمْ بنـا نَسعى إليهِ *** نَرتوي بالنّـور ريّـا

نَرتمي بـين يديـهِ *** قُمْ بنـا نسمو سويـّا

أيها العنقودُ ! هيّـا *** نَدخل التاريخَ.. هيّـا

لم نكنْ نحلُمُ يومـاً *** أنّنـا نلقى النّبيّـا !!

* * *
نفحات الهجرة…



شعّ الهدى، و البشرُ في بسماتهِ *** و اليُمن و الإيمان في قسماتهِ
و تفجرت فينا ينابيع الهدى *** و استيقظ التأريخ من غفواتهِ
" إقرأ و ربُّك" في حراء تحررت *** و الدهر غافٍ في عميق سباتهِ
جبريل حاملها و أحمد روحها *** إن الحديث موثّقُ برواتهِ
مُهج الملائك بالتلاوة تنتشي *** فتُقَبّل الكلماتِ فوق شفاتهِ
صلى عليك الله يا من ذكره *** قربى . . ونورُ الله من مشكاتهِ
يا من كساه الله حلّة سمته *** و كساهُ بالقرآن حُلّة ذاتهِ
لمّا أضاء الله مهجة قلبه *** هانت عليه الروحُ في مرضاتهِ
غسل الكرى عن أعين الدنيا كما *** يُجلى الدُّجى بالفجر في فلقاتهِ
و أنار بالآيات كلّ بصيرةٍ *** فكأن نور الشمس من قسماتهِ
و اقتاد للجنّات أسمى موكبٍ *** "إياك نعبدُ " تمتماتُ حداتهِ
إقرأ معاني الوحي في كلماته *** في نسكهِ و حياتهِ و مماته
لو نُظّمت كلّ النجوم مدائحا *** كانت قلائدهن بعض صفاته
يا من بنى للكون أكرم أمّةٍ *** من علمه . . من حلمه و أناته
صاروا ملوكا للأنام بعيد أن *** كانوا رعاءَ الشاءِ في فلواته
فسل العدالة و الفضيلة و الندى *** وسل المعنّى عن مُلمِّ شتاته
و سل المكارم و المحارم والحيا *** من غضّ عن درب الخنا نظراته؟!
من حطّم الأصنام في تكبيره *** من عانق التوحيد في سجداتهِ
من أطلق الإنسان من أغلاله *** من أخرج الموءود من دركاته؟!
من علّم الحيران درب نجاتهِ *** من أورد العطشان عذب فراتهِ؟!
من هدّ بنيان الجهالة و العمى *** وبنى الأمان على رميم رفاتهِ؟!
فإذا بأخلاق العقيدة تعتلي *** زور التراب و جنسه و لغاتهِ
وإذا لقاء الله يأسر في رضا *** وتشوّقٍ من كان عبد حصاته
ورأى جنان الخلد حقّا فازدرى *** دنياه . . و استعلى على لذّاتهِ
أرأيت إقدام الشهيد و قد سعى *** للحتف معتذراً إلى تمراته !!
حملوا الهدى للكون في جفن الفدا *** فتحرر الوجدان من شهواتهِ
خيّالة المجد المؤثل و العلا *** فكأنما ولدوا على صهواتهِ
سمّارة المحراب في ليل ، وإن *** نادى الجهاد فهم عُتاة كماته
في الهجرة الغراء ذكرى معهدٍ *** نستلهمُ الأمجاد من خطراته
تاريخ أمتنا . . و منبع عزّنا *** و دروبنا تزهو بإشراقاته
فيه الحضارة والبشارة والتقى *** ومُقِيل هذا الكون من عثراته
فتألقي يا نفس في نفحاته *** واستشرفي الغايات من غاياته..

المشتاقة للجنة
01-17-2012, 02:01 AM
الله الله على الكلمات الطيبة الرائعة في حق الحبيب صلى الله عليه وسلم

جزاك الرحمن خيرا واقر عينيك برؤيته اخيتي وسقاك الرحمن من يديه الشريفتين