المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلفي | مقالات شبابية | في انتظار سوبر مان #salafi^ كتبها / مروان عادل في عام...


S.N.N
01-18-2012, 11:25 PM
?سلفي | مقالات شبابية | في انتظار سوبر مان #SALAFI^

كتبها / مروان عادل

في عام 1933 ظهرت للوجود قصة وليدة في الولايات المتحدة لشخصية تخيليه اسمها الرجل الخارق أو سوبر مان ،وهو شخصية تتظاهر بأنها شخصية عادية ولكنها تحارب الجريمة وترفع العلم الأمريكي وتسعى لنشر قيم الخير والعدل وهذه الشخصية تتمتع بقوى غير عادية وتتراوح قواها ما بين حمل القطارات إلى ايقاب الشهب والنيازك بالأيدي العارية وحققت هذه الشخصية نجاحا كاسحا في الولايات المتحدة ثم انتقلت عدواه إلى كل دول العالم .
وبعد ذلك في عام 1939 ظهر للوجود شخصية خيالية أخرى وهي شخصية الرجل الوطواط الذي قتل المجرمون والديه فلما كبر صار بطلا خارقا ينتقم من المجرمين والقتلة.
وفي عام 1953 ألف الإنجليزي ايان فيلمينج شخصية جيمس بوند ظابط المخابرات البريطاني المعجزة وهي نسخة شبه بشرية من سوبرمان ولكن أكثر عصرية ويعمل هذه المرة في خدمة التاج البريطاني. .

المثير في القصص الثلاثة هو التوقيت مقرونا بالمكان والتوقيت هنا يعني الظرف السياسي في المكان والحالة النفسية التي ولدت الإسطورة.
الملاحظ أن هذه الأساطير نشأت في أوقات ضعف الأمم ،فالولايات المتحدة ما بعد الحرب العالمية الأولى عانت من فترة الكساد الكبير التي عانت منها الولايات المتحدة منذ بداية عام 1929 وظلت لعقدين كاملين وفي ذلك التوقيت تصاعد الإحباط واليأس في الولايات المتحدة وزادت حالات الإنتحار بين المستثمرين وزادت معدلات البطالة والفقر وانتشرت مساكن من الصفيح يقطن فيها الأمريكيين وسميت بمساكن هوفر Hoover villes نسبة للرئيس الأمريكي هوفر، وفي وسط هذه الظروف المدمرة انتشرت الجريمة ووسط سيطرة شبه تامة لرجال المافيا الأمريكية في تلك الحقبة وانتشار الجريمة وجرائم الخطف والقتل والإبتزاز وفرض رجال المافيا الضرائب الجبرية على أصحاب المحلات وانتشرت الرشوة والفساد ووسط كل ذلك الركام خرج للوجود سوبرمان وبعده بست سنوات فحسب ظهرت شخصية الرجل الوطواط.
وشعبية هاتين الشخصيتين تقول ان اللاوعي الجمعي للشعب الأمريكي في ذلك الوقت كان يائسا من تحسن الأحوال بالطرق التقليدية الطبيعية ومن سياسات الدولة ومن امكانية القضاء على الجريمة المنظمة المهيمنة على كل مناحي الحياة فكان الهروب من ضغوط الواقع الى واقع الأحلام ،رجل قوي لا يرتشي ولا تلين عريكته لا تفسده أموال المافيا ولا يخيفه تهديداتهم ينتصر للمظلوم ويأخذ على يد الظالم .

أما قصة جيمس بوند فقد ظهرت هذه الشخصية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وانحسار الشمس أخيرا عن الإمبراطورية التي لا يغرب عنها الشمس وفي بدايات صعود الإمبراطوريتين الأمريكية والسوفيتية وشبح الحرب الباردة قد بدأ يخيم على العلام مؤذنا بإنتهار عصر الإمبراطوريات القيدمة البريطانية والفرنسية فكان سبب شعبية هذه الشخصية هو الهروب من واقع أن البريطانيين لم يعودوا سادة العالم والهروب إلى مجد خيالي لا وجود له .

وهذه العادة العجيبة هي عادة الشعوب حين تنهزم فتنادي بأسماء أبطالها أو تخلق أبطالا من العدم ان عدمت هؤلاء الأبطال ،ومن يتابع أحوال أمتنا الإسلامية يكتشف تشابها كبير بين أحوالها وأحوال الأمريكان الذين اخترعوا سوبرمان وبات مان وبين الإنجليز الذين تعلقت أحلامهم بجيمس بوند ،فالأمة الإسلامية كذلك تعلقت بأبطال خارقين في تاريخها ،أبطالا نجحوا وحدهم في تغيير التاريخ مثل أبو بكر الذي حارب المرتدين وعمرا بن الخطاب الذي واجه طغيان قريش وحمزة بن عبد المطلب وخالد بن الوليد رضي الله عن صحابة النبي واله أجمعين

وهذا النوع من الهروب سواء إلى عوالم افتراضية تخيلية أو إلى عوالم تاريخية هو نوع من الهروب من الضغوط والهروب من تحمل تبعات الواقع ومحاولة ازاحة الأزمة الحقيقية في وجود خلل في كل فرد في المجتمع إلى شخصية تخيلية شبيهة بالسوبرمان صالحة لأن تتحمل هي بشخصها كل الضغوط وتحارب على كل الأصعدة وتسحب معها الأمة للمجد المطلوب بلا مجهود يذكر ،ولكن هذا النوع وإن كان يؤدي إلى نعاس طويل يشد أجفان الناعسين فإن الحكومات الإستعمارية والإمبراطوريات الإمبريالية دائما ما تكون حريصة على عدم ازعاج نوم النائمين وعدم تكدير صفو أحلاهم وابقائهم في أحلامهم بعيدا عن أي محاولات اصلاحية حقيقية.

ولكن هذه الأحلام الظريفة تنقلب إلى كوابيس مخيفة حين تعلق هذه الأحلام والأمال على أشخاص هم أبعد ما يكون عن الإيمان بحقيقية المشروع النهضوي التقليدي الذي يصلح لبناء الأمم والمتابع لأحوال العرب في المائتي سنة الأخيرة سيكتشف إلى أي مدى أدت سياسة البحث عن سوبر مان للتردي بالواقع العربي إلى مهاوي لم يكن لينزل لها لو لم نؤثر الدعة والسكون واستطبنا لحظات الترف ونوم النائمين بإنتظار الفارس المقدام الذي سيوقظنا من أحلامنا على المجد الجاهز والحاضر السعيد ،فالمتابع لأحوال الأمة يكتشف أن الأمة كثيرا ما تتعلق بأمثال هؤلاء ومنهم محمد علي الذي سام أهل مصر سوء العذاب رغم أنه قد عين في منصبه بعد ضغط من المشايخ والعلماء على السلطان العثماني لتوليته فخدعوا بحسن القول وببراق الفعل ولم يستيقظوا إلا على صوت خرفشة الأوراق التي يختم عليها أفندينا ولي النعم قرار نفي الشيخ عمر مكرم وهو الذي جمع مشايخ الأزهر والأعيان ثورة على خورشيد باشا وضغط على الوالي العثماني لتولية محمد علي باشا الذي سام وأولاده من بعده أهل مصر سوء العذاب.

ولم يكد المصريين يتعلمون من التاريخ حتى خرجوا زرافات وأفرادا ليهتفوا بالروح والدم لحياة الزعيم الملهم سعد باشا زغلول ومن بعده يرفعون مع كل الشعب وإلى اليوم صورة الزعيم الملهم جمال عبد الناصر الذي سام زبانيته أهل مصر سوء العذاب وأعمل جلاديه في أهل مصر عموما والإسلاميين خصوصا أشد العذاب وكان ممن يفسدون في الأرض ولا يصلحون ولم نستفق من شؤم ذلك حتى جائت صاخة الخامس من يونيو لنستيقظ من حلم نسر الشرق على كابوس تدمير القوى الجوية للجيش المصري كلها واحتلال شبه جزيرة سيناء واهانة لم يسبق لها مثيل للجيش المصري.

ولكن الشعب المصري لم يكتف بمحبة من أظهروا له حسن اللسان وطيب الفعال فحسب ،فنحن الشعب الوحيد على وجه الأرض – فيما أعلم – الذي كان يدعو روميل قائد الفيلق النازي الإفريقي للتقدم من الغرب لإحتلال مصر لتخليها من الإحتلال الإنجليزي متجاهلين الحقيقة الواضحة وضوح الشمس أن النازي هو ألعن حكم عسكري على وجه الأرض ولكن أحدا لم يصغ وأحدا لم يسمع أو يهتم في انتظار قدوم الفاتح "الحاج محمد هتلر" كما كان يسميه العوام.
وكل مرة كان يرجع الشعب كاسف البال حزينا ولكن البحث لم يتوقف عن السوبر مان ،حتى لو كان حسن نصر الله الوريث الشرعي لحركة أمل الإجرامية ،لا مانع أن يكون هذا السوبرمان أحمدي نجاد الداعم الأكبر للنظام السوري الإجرامي في سوريا لا تحتاج لتكون السوبر مان لأكثر من بعض العبارات الحماسية الملتهبة الساخنة وأنت أمن في بيتك أو بين أسوار حدودك.
ولكن البحث عن السوبرمان لم يتوقف بل استمر عند الحلم الجميل القادم من بلاد الغرب الدكتور محمد البرادعي – ولست في معرض النقاش عن شخصه ولا حقيقة الإتهامات الموجهة إليه – الجميع يرفض أي نقاش حول الرجل ،الرجل صار من التابوهات عند كثير من الشباب ،يمكنك أن تناقش بعض الشباب عن صحة أحاديث البخاري ولكنك لا تجرؤ أن تناقشه حول دوره في حرب العراق بموضوعية ،الأمر لم يتوقف عند الشباب الليبرالي فحسب بل امتد حتى لشباب التيارات الإسلامية ،البعض صار يتهيب من مجرد مناقشة الناس في هذا الموضوع ،وللحقيقة هو حقل ألغام شديد الخطورة ،تقريبا خسرت صديقين من أصدقائي لمجرد أنني ناقشته في بعض الإتهامات الموجهة لشخصه ،صديقي العزيز كان يحدثني تحت منطق "رجاءا لا تيقظني من حلمي الجميل" ،هناك تعسف غير عادي في التعامل مع الرجل ،الحقيقة أن الرجل من أكثر الناس الذين انقسمت حولت الأراء فبين مقدس لأراءه معظم لها مهما كان سفهها وضعفها إلى محتقر لكلامه مستهينا به مهما كان صحته وصدقه !

انقسمت مصر بين تيارين ،تيار يكاد يلحق بإسم البرادعي عبارة "رضي الله عنه وأرضاه" وفريق أخر يكاد يلحق بإسمه "عليه من الله ما يستحق" ،...

فريق يراه السوبرمان الذي سيخلصنا من أحزاننا وألامنا ،وفريق يراه المصيبة التي حلت علينا من الغرب!
فريق يعتبر نقده الحادا وفريق يعتبر مدحه جريمة تستحق الإعدام ،تأويلات شديدة السخافة لكثير من مواقفه من مؤيديه أو معارضيه ،قرئت لبعض مؤيديه يقول ان الطريق لعودة الخلافة الإسلامية يبدأ بإنتخاب البرادعي ! أخر تكلم عنه ليدافع عن كلماته عن اعجابه بالبار الأيرلندي بأن البار في نيويورك يعني المكتبة !

لا تشحذ سكينك ،ليس هذا المقال لنقد البرادعي ولا لتأييده ،فقط هو شرع لطريقة تفكير سائدة عند الناس ،ومن يعتقد أن أزمة البرادعي هي مشكلة الليبراليين أو العلمانيين أذكره أن في صفوف الإسلاميين من يعتبر أن تصويته لحزبي النور أو الحرية والعدالة أو بنجاح حازم صلاح أبو اسماعيل في الإنتخابات القادمة فإن دوره قد انتهى وعليه أن يهدأ قرير البال بإعتبار أن السوبرمان سيتولى منذ الأن وسيتحرك ليعيد مجد أمتنا التليد ،لا ندري ماذا في جعبة الشيخ حازم صلاح وحده ،هو ليس قادرا على الطيران ولا يستطيع وحده أن يطلق شعاعا مدمرا يمحو به اليهود من الوجود وليس في يده الساعة التي يمتلكها جيمس بوند وبالتأكيد ليس قادرا على ضغط بعض الأزرة لتتفجر القنبلة الهيدروجينية اياها وتحمو الولايات المتحدة من على الخارطة
الحقيقة التي يجب أن نفهمها أنه لا يوجد رصاصات فضية ،الرصاصة الصالحة لقتل مصاصي الدماء – الذي لا يموتون كالعادة – في كلاسكيات أدب الرعب ليس لها وجود ،فقط في هذه القصص يمكن لهذا العدو الخارق أن يموت بمجرد ضربه برصاصة فضية ولكن الحياة العملية والحقيقية لا وجود فيها لذلك النوع من الرصاصات ،انما هو عمل شاق وجهد أمم وبذل عرق وتعب وكد ونصب وجماجم تطير وأعين تقلع ،جهد في المصانع والمزارع والمدارس والجامعات والمراكز البحثية. مراعاة كتاب الله حفظا وتدبرا وفهما وعملا ،انتاج نماذج بشرية قرءانية تتحرك بسلوك وخلق كتاب الله ولا تصادم السنن الكونية وتتعامل مع أحدث منجزات العصر وعجائب طرقه وغرائب تقدمه ،السوبرمان الحقيقي هو جهد الأمم في الحفاظ على هوياتها وعقائدها والعمل الحقيقي على احترام السنن للوصول للواقع المأمول وإلا فسنظل طويلا جدا بإنتظار سوبرمان الذي قد لا يأتي أبدا.?

http://photos-b.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc7/407006_343661188990970_208614759162281_1297708_181 2079121_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=343661188990970&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1)