المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلفى | فكر سياسي سلفي |الأستاذ / رحاب صبري يكتب :الماسبيروقراطية الثورية . ....


S.N.N
02-01-2012, 07:10 PM
?سلفى | فكر سياسي سلفي |

الأستاذ / رحاب صبري يكتب :
الماسبيروقراطية الثورية . . مغالطات حول الثورة -2 " #Salafi

كما سبق و ذكرت في المقال السابق أن هذه السلسلة من المقالات إن شاء الله أرصد فيها ظاهرة تفردت بها الثورة المصرية , آثرت أن أطلق عليها ( الماسبيروقراطية ) للأسباب التي سأبينها إن شاء الله .

و في المقال السابق خلال التمهيد لتقديم الظاهرة للقارئ ومن خلال مناقشة رأي الفيلسوف الفرنسي ( إدجار مورين ) عن الثورة أثبتنا أن هذا الراي غير قابل للتطبيق في الحالة المصرية , بل وربما في غيرها من ثورات الربيع العربي .

و قلت إن الثورة هي ذلك السيل الجارف الذي يفيض تلقائياً فلا توقفه السدود , دون موعد مسبق , إنما هي اللحظة العبقرية التي يشاء الله فيها أن يفيض السيل .

ثم خلصت بعد ذلك إلى أنه ليس من حق أي تيار أو فئة من المشاركين في الثورة ابتداءً الحديث باسم الثورة , فضلاَ عن الحديث باسم الشعب , فهي ثورة شارك فيها الشعب المصري بأكلمه , و أثبتنا ذلك بالتحليل العقلي الهادئ و بكلام أهل الاختصاص في دراسة الثورات .

وقلنا أن مرحلة الرومانسية الثورية و إن كانت مرحلة حتمية في أي ثورة , إلا أنه لا بد لها أن تهدأ أمواجها على شاطئ بناء مؤسسات الدولة الجديدة و إلا تحول الأمر إلى مراهقة ثورية بافتراض حسن النوايا .

و الآن . . ما هي ( الماسبيروقرطية ) ؟

لغوياً : المصطلح هو مصطح تركيبي أطلقته شخصياً على طريقة الفلاسفة السياسيين لأعبر به عن مرض تفردت به الثورة المصرية . . يتكون هذا المصطلح من مقطعين :

الأول / ماسبيرو :
و كما تبادر لذهنك تماماً إن صح حدسي , انا فعلاً أقصد ماسبيرو [1] ذلك الشارع الضيق الذي بسبب ضيقه تستطيع أن تملأه بعشرة أفراد لتوقف الحركة فيه و تصنع أزمة تلفت إليك الأنظار .

و بحكم وجود مبنى الإذاعة و التليفزيون و مكاتب وكالات الأنباء و الشبكات الإخبارية فيه تستطيع أن تجعل هؤلاء العشرة افراد تحت منظار الإعلام المكبر و كأنهم شعوباً ثائرة .

الشق الثاني من الإسم / ~ قراطية :

هذا الشق أو المقطع مشتق من اللفظ اليوناني ?????? ( و تقرأ كراتيا ) و تعني ( حكم ) [2]

ومن ثم فيكون اللفظ ككل ( ماسبيروقرطية ) هو ( حكم ماسبيرو ) أو ( الحكم لماسبيرو ) أو ( الحكم الماسبيري ).

لكن ما الذي أقصده بهذا اللفظ ؟
إن كثرة التظاهرات و الاعتصمات غير الممثلة للضمير الجمعي المصري في ميدان ماسبيرو دون ميدان التحرير , و التي قامت عادة للابتزاز السياسي للدولة , بدءً من اعتصام اقباط ما سبيرو , و الذي افضى إلى كوارث كانت أول انتهاك بعد الثورة لمبدأ " سيادة القانون " كما سوف نبين إن شاء الله , و انتهاءً باعتصامات ( المراهقة الثورية ) في فترة ( ما بعد عمل البرلمان ) , و تحديداً بعد أن أبى ميدان التحريرإلا العودة لأحضان الثوار الحقيقيين , ليجمعوا على أن البرلمان الآن هو المتحدث الوحيد باسم الثورة حتى يثبت العكس , الثوار الحقيقيون الذين هم الملايين من شعب مصر بكل فئاته و ليس ( ائتلاف .......... الثورة ) ثم بعدد الكلمات التي يمكن وضعها في النقاط الفارغة سم ائتلافات كما شئت .

الثوار الحقيقيون و ليس الذين أصبح همهم أنهم لم يحصلوا على جزء من الكعكة على التي حصدها اعضاء البرلمان على حد تعبيرهم , و كأن هؤلاء ما ثاروا وسط الثوار الحقيقيين لرفع مظلمة أو لتحرير أمة و إنما ثاروا للكعكة ,

كل عشرة منهم أو اقل تجمعوا و سمو أنفسهم دائماً ائتلاف .......... الثورة [ و ضع في النقاط ( أي لفظ يدل على الملكية ) .

لكن هذا ليس كل شئ , أنا لا أتحدث عن هذا الأمر تحديداً , فهذا الذي ذكرته مجرد عرض من أعراض داء عضال أصاب الثورة المصرية , و أتوقع انتقاله إلى ثورة ليبيا ثم سوريا تحديداً و إن كنت لا أتمنى .

إن الماسبيروقراطية هي مرض ( استبداد و سطوة و حكم الأقلية ميكروسكوبية الوجود في الشارع المصري و التي تتعملق بفعل التضخيم الإعلامي في الميادين الضيقة الخلفية بعيداً عن التجمعات التي تجمع الشعب المصري بثواره الحقيقيين , و تحرص دئماً أن تكرس لحالة البعد عن الإجماع الشعبي , و تحاول دائماً أن تجد لنفسها مبرراً للوجود الثائر وسط أجواء البناء الجاد , و ذلك من خلال دغدغة مشاعر المراهقة الثورية غير الواعية , و تقديم نفسها على أنها القائم بالثورة و المتحدث باسمها و من عداها فهم المتخاذلون الخونة و أعوان الحاكم و صانعي الصفقات , هذه الأقلية التي تنادي بديموقراطية " نحن أو الفوضى " , لذا فهي لا تعترف بأي شكل من أشكال الدولة أو المؤسسات التي لا تسيطر عليها سيطرة كاملة , و بسبب التضخيم الإعلامي , و المزايدة و احتكار الحديث باسم الثورة و جذب المنتفعين و المتاجرين بمبادئ الثورة حولها , تصبح ذات ضجيج مرتفع جداً , و تقوم بعملية ابتزاز سياسي للمثقفين و رواد المقاهي الإعلامية , لا تؤمن بالحرية إلا حريتها , و لا باحترام الآخر إلا عندما تكون هي هذا الآخر .

و سرعان ما يسقط السياسيون و المثقفون, بل وحتى مؤسسات الدولة بفعل الضجيج في شرك " النفاق السياسي " لهذه الفئة و ترديد عباراتها و شعاراتها , حتى و إن كانت خاطئة من اجل التدليل السياسي لهذا الابن العاق الذي لا يهدأ حتى يدلل بتنفيذ مطالبه بل وقد يهين أهله إن لم يذعنوا له )

و سوف نستكمل إن شاء الله في المقالات القادمة رصد و تحليل هذه الظاهرة . . بعد أن تحدثنا عنها إجمالاً في هذا الموجز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
[1] ينسب اسم ( ماسبيرو) إلى عالم المصريات Egyptology و رئيس هيئة الآثار في بدايات القرن العشرين الفرنسي جستون ماسبيرو .

[2] A Dictionary of Political Thaught p.461 -R. Scruton - راجع مصطلح ( Theocracy )
كتاب الطاغية دراسة في فلسفة الاستبداد السياسي د. إمام عبد الفتاح إمام ص41 – عالم المعرفة?

http://photos-a.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/419073_353788224644933_208614759162281_1326847_180 3701279_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=353788224644933&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1)