المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلفي | مقالات اا (محمد كمال الباز) يكتب: (متى الراحة؟) .... #salafi فرح الشعب...


S.N.N
02-04-2012, 06:26 PM
?سلفي | مقالات اا (محمد كمال الباز) يكتب: (متى الراحة؟) .... #salafi

فرح الشعب بتمكنه من توصيل نوابه إلى قاعة البرلمان، والتقط الجميع أنفاسه، وسادت حالة من الرضا وربما أصيب البعض بالزهو، وكأن التمكين نهاية الابتلاء.
والحقيقة .. أن التمكين ليس إلا حالة من تغيير نوع الابتلاء، بل هو انتقال لصورة أصعب منه، تأمل هجرة النبى - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، كانت افتتاحا لعصر التمكين، وبداية لبناء الدولة، ولكنها لم تكن حالة خلو من الجهاد والكفاح، فربما تخلص المسلمون من تعذيب قريش ومطاردة أهل الإسلام، ولكن كان اليهود والمنافقون، وقبائل العرب، والفرس والروم بالمرصاد، فعانى المسلمون من أنواع الجهد ومشقة الجوع والتَّغرب، وألم الفقد لنفوس الأحبة والأخوان، وخوف التربص والخيانة والغدر، مالم يعانوه فى مكة.
أصحاب الدعوات، أبدا، قيض الله لهم من شياطين الإنس والجن من يتصدى لهم، ليحصل التمحيص، ولينكشف المزيفون، وإلا أصبح من اليسير على كل أحد أن يكون صاحب دعوة، ولاختلط أهل الحق بأهل الباطل، ولوقعت الفتنة والحيرة.
وأهل الحق ما قاموا أصلا إلا لمواجهة الفساد فى جميع مجالات الحياة، ويكمن خلف هذا الفساد بُناته ورعاته، الذين لا تعيش نفوسهم الدنسة إلا فى أوحاله، ولا تنقضى شهواتهم إلا فى مستنقعاته، فمن الطبيعى أن يبرزوا لمنازلة أهل الحق دفاعا عن وجودهم، وحفاظا على مجتمعاتهم التى لاتقوم حياتهم إلا بها(وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ).
(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ)، والفتنة صهر صخور خامات الذهب فى درجات حرارة عالية جدا، تذوب فيها الصخور، ويتبق الذهب فى قاع آنية الصهر لكثافته، وكل ما يتراكم فوقه فهو الخبث، هكذا فتنة أهل الإيمان والطاعة، بمصاعب تصهر النفوس لتكشف عن حقيقة معادنها، وليتبقى النفوس الذهبية الجديرة بالتمكين والنصر فى الدنيا، وبدار الطيبين فى الآخرة.
ويكفى أهل الإيمان والطاعة زادا على هذا السبيل وعد الله لهم بإمدادهم (بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ)، ووعد الله بأن تكون العاقبة لهم فى الدنيا(كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)، والنجاة فى الآخرة (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا).
سأل رجل أحمد بن حنبل سؤالا بريأ، فقال:"متى الراحة يا إمام؟"، فرد أحمد:"عند باب الجنة".?

http://photos-g.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc7/396525_355990817758007_208614759162281_1332550_178 1297895_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=355990817758007&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1)