المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلفي | مقالات اا الشيخ المربى أ. (مصطفى دياب) يكتب (عقم اكتشاف الطاقات) .... #sa...


S.N.N
02-04-2012, 06:26 PM
?سلفي | مقالات اا الشيخ المربى أ. (مصطفى دياب) يكتب (عقم اكتشاف الطاقات) .... #salafi

كانت سياسة الرسول -صلى الله عليه وسلم- تقوم على اكتشاف مزايا أصحابه والإفادة من طاقاتهم الكامنة في ذواتهم وذلك بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب كما اكتشف زيد بن ثابت وهو غلام صغير وتدرج حتى تعلم للنبي -صلى الله عليه وسلم- العبرية والسريانية ثم أصبح كاتبًا لوحي السماء.

وكذلك حذيفة بن اليمان حيث نفذ النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أعماقه واكتشف ذكاءه وبديهته المطاوعة له كلما دعاها، واكتشف كتمان السر فلا ينفذ إلى غوره أحد، وغيرها من الاكتشافات الكثيرة، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعرف أصحابه، نعم يعرف أصحابه، وعدم وجود هذه المعرفة من أكبر عوائق اكتشاف الطاقات.

وفي عصرنا الذي نعيش نجد طاقات ومواهب وقدرات عالية كامنة تظهر من أصحابها وقت الشدة, كما حدث في موسم الانتخابات البرلمانية، فقد رأينا وجوهًا من إخواننا ما كنَّا نتخيل أن لهم هذه الامكانيات والمواهب وكذا... وكذا...

والسؤال أين كانوا؟ وأين صاروا؟ ولماذا لم نكتشف هؤلاء من قبل وقد تربوا في مساجدنا وبين أيدينا؟ وأين هم الآن, ولماذا غابوا؟ وبسرعة أقول غابوا لأننا لم نحسن توظيفهم بعد ظهور إمكانياتهم, بل رضينا منهم أن يساهموا معنا في عمل ثم لم ننظر إليهم بعد هذا العمل. وهذا أعتبره شلل عند المسئولين إذ إنه يرى الطاقات أمامه ويعجز عن توظيفها، وهناك عدة أسباب تؤدي إلى العقم في اكتشاف الطاقات ومنها:

ـ الخوف من الفشل: فالقيادة تخاف أن يفشل هؤلاء في المهام التي ستوكل إليهم فيمنعهم ذلك من المبادرة.

ـ المركزية: فقد يظن المسئول أنه هو من يفهم العمل وحده ولا يُحسنه غيره، وسيفشل إن قام به غيره، ولا نجاح للعمل إلا بسببه، وهذه روح تسود ويسود معها عدم الثقة في أحدٍ، فلا مجال إذن لاكتشاف الطاقات الجديدة.

ـ التركيز على البارزين: فقد يبرز بعض الأفراد في إنجاز بعض المهام مما يجعل القيادة تركز عليهم في معظم أعمال المؤسسة، ونرى أن الأعمال تُقَسَّم عليهم فقط كما تُقَسَّم الحلوى.

ـ سياسة التثبيط: وهي سياسة شائعة، وقد حدث بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- أن قال ابن عباس لغلامه مثله من الأنصار: قم بنا نحفظ حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (يا ابن عباس أتظن أن الأمة تحتاج لعلمك), ومرت الأيام وحفظ ابن عباس، وانتفعت الأمة بعلمه، ولم يذكر أحد حتى اليوم اسم هذا الغلام الأنصاري, فلا تكن من المثبِّطين، ولكن احرص أيها العامل في المؤسسة الدعوية على اكتشاف المواهب وتدريبها وتطويرها واختيارها وتوظيفها ومتابعتها وتقييم أدائها وتقويم ذلك الأداء واعتماد مبدأ: (يا بني إنك اليوم أفضل منِّي)، والتنحِّي عن مبدأ (أنا خيرٌ منه).

وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلِّم.?

http://photos-d.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/428837_355989744424781_208614759162281_1332549_126 4681738_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=355989744424781&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1)