المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلفى | مقالات | محمد كمال الباز* يكتب: "حقيقة الصراع" #salafy @إذا ألصقت وجهك...


S.N.N
02-11-2012, 12:32 AM
?سلفى | مقالات | محمد كمال الباز* يكتب: "حقيقة الصراع" #salafy @

إذا ألصقت وجهك بلوحة أو صورة بدعوى أنك تتفحصها وتدقق فى تفاصيلها، فابالتأكيد أنك لن ترى شيئا، اللهم إلا نقاطا متراصة دون معنى، وإذا ابتعدت -إلى درجة مناسبة- عن الصورة كلما استوعبت أبعادها وألممت بأركانها.
يصر البعض على تناول الأحداث بشكل يومى منذ بداية الثورة، يحلل الحدث اليومى، ويستخلص الرؤى، ويضع النظريات، كل ذلك فى ضوء أحداث يوم واحد، وما يوم ولا أسبوع ولا سنة بشئ فى عمر البشر والبلاد والثورات، فثورة يوليو عاشت نحو أربع سنوات حتى استقرت أركان البلد، ونحوا من ستة أخرى حتى تبلور خطها سياسى، ونتكلم عن هذه السنوات العشر اليوم وكأنها عشر دقائق. الحرب العالمية الأولى والثانية، الحرب الباردة، تفكك الاتحاد السوفيتى، عشر سنوات منذ تفجيرات سبتمبر، كل هذه الوقائع أثرت فى حياة البشرية ولكنها فى عمر التاريخ ومضات.
لا أقول ما سبق لكى نركن إلى الهدوء والسكينة وعجلة التاريخ تمر بنا ونحن خارج الحدث، ولكن لأدعوك، عزيزى القارئ، إلى تصفح المشهد بكليته عبر عدة لقطات تتسع الواحدة بعد الأخرى:
اللقطة الأولى، عمرها سنة: ثورة، خارطة طريق، معوقات، انتخابات، برلمان، صراع من أجل الاستقلال.
اللقطة الثانية، من 1977 وحتى 2011: معاهدة، انفتاح، تبديل الأبطال فى المشهد، انضواء فى الحلف الأمريكى، رهن البلد لصالح رغبات الحليف.
اللقطة الثالثة، من 1952 وحتى 1977: ثورة، جلاء عسكرى، وحدة، انفصال، جنون عظمة، هزيمة، انكسار، بناء، نصر، كرامة.
وهكذا كلما رجعت فى الزمن اتسعت زاوية الرؤية، حتى تشمل الاحتلال الانجليزى، وتغريب محمد على، والحملة الفرنسية، والحروب الصليبية.... إلخ، ولكن الذى ستراه حاضرا دائما فى المشهد، أمة مسلمة ذات عقيدة راسخة، تخوض صراعا متصلا مع أهل الباطل والكفر، هذه هى حقيقة الصراع.
إن الغفلة عن الرؤية الكلية لحقيقة الصراع سيؤدى حتما إلى الدوران فى متاهة من الأهداف قصيرة المدى، وإلى العجز عن تحديد عدو اليوم الحقيقى، وإلى استهلاك واستنزاف للطاقة فى غير ما غاية، وإذا عرفنا طرفى الصراع التاريخيين، فلنعد التقييم فى ضوء هذه المعرفة، ولنضع أطراف اللعبة فى أحد الصفين، أهل الحق أم أهل الباطل؟، حينها سنتمكن من اختيار أهل الصف الذى ننحاز إليه، وإن كان لنا عليهم عتاب، أو كان بيننا وبينهم عدم اتحاد كلى فى الرؤية، لكنهم وبحكم وحدة الاعتقاد، لابد من الانعطاف والانحياز لهم.

تم النشر بعمود (سؤال برئ) بجريدة (الفتح) الأسبوعية - العدد 16 -
بتاريخ اليوم الجمعة 18 ربيع الأول 1433 هـ. الموافق 10 فبراير 2012 م.

* الكاتب (محمد كمال الباز) هو رئيس قسم المراسلين بجريدة (الفتح)
ويُشرف على قسم (بعيد عن العين) الخاص بأخبار المحافظات
وحاصل على ليسانس الأداب 92 - قسم اللغة العربية وآدابها - من جامعة الأسكندرية
ومنها أيضا على دبلوم عام فى التربية 94 ودبلوم خاص فى التربية 95?