المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلفي | مصر - مقالات | الكاتب : وجدان العلي - يكتب : " محمد الدسوقي رشدي.. والنمي...


S.N.N
02-12-2012, 12:52 AM
?سلفي | مصر - مقالات | الكاتب : وجدان العلي - يكتب : " محمد الدسوقي رشدي.. والنميمة الفكرية! " #SALAFY & ..
صاحبي مغرمٌ بالنقد وتتبُّع الناس، ورصْد أحوالهم، وهو يحب أن يتابع الناس عبر " وسيط"، ولا يسمح لنفسه أن يكون تعامله مع الناس" مباشرة"، ولكنه يستقي معلوماته عن الناس من خلال المانشيتات، والجرائد، وما تناثَر من الكلام مُختزلًا أو مُحَرَّفًا أو بعيدًا عن سياقه، ليس مهمًا، المهم أن يمارس متعته الرائعة في نقدهم والحكم عليهم، فيقع في معضلة" ثقافة الأذن"، حين يفكر الإنسان بصوت غيره، ويردد ما "سمعه"، وتتشاجر الآذان، وتغيب العقول!
وما بين "ثقافة الأذن"، و"ثقافة الاختزال"، كانت مقالة الأستاذ محمد الدسوقي رشدي، التي مر فيها بقلمه تشويهًا وطَعْنًا في الشيخ عبد المنعم الشحات والشيخ خالد عبدالله، تحت زعم أن الأول نفى عن قتلى بورسعيد صفة الشهادة وأن الثاني قال:" اللى ماتوا فى بورسعيد مش شهداء، مش عارف هتقابلوا ربنا إزاى؟"!!
وهذا -واسمح لي يا أستاذ محمد أن أصفه وصفًا مُخففًا أنيقًا-هو " نقيض الصدق"، فخالد عبد الله الذي ملأتَ مقالك دندنةً على أنه -والشيخ الشحات- لا يملكان شيئًا من الرحمة، هو الذي بكى الأربعاء على الشباب البريء من ألتراس الأهلى على الهواء، وثَنَّى عليهم بالبكاء يوم الخميس أمام الكاميرات، وقال نصًّا: ماتوا غدرًا، وظُلمًا، وقال بالنص: المسئولية تطال الجميع بدءًا من المجلس العسكري! ولكن هذا كله لم يذكره الأستاذ المنصف!
وأما الشيخ عبد المنعم فكان مما قال في خطبته ما يلي: إن الشجرة الخبيثة" وهي التعصب" أوقعت شبابًا (نسأل الله أن يلهم أهلهم الصبر والسلوان، وأن يغفر لهم)، وقال: من صلى عليه أربعون شفعوا له عندالله، وقال:" هناك جريمة حقيقية تمت، استثمارًا لبذرة التعصب الكروي وشاء الله أن تفضح هذه الجريمة بوضوح..وقال: (أحسن الله عزاء الأمة في من مات منهم بحادثة، مستشهدًا بحديث "المطعون شهيد، والمبطون شهيد، وصاحب الغرق شهيد، وصاحب الهدم شهيد"، وقال: أشدُّ البشاعة أن تقتل الأمة نفسها، وأن يقتل الناس أنفسهم؛ ليتدبر من يقتل أخاه أنه كأنما يقتل نفسه، فالمسفوك هو دم الجميع، والمقتول هو نفس الجميع!
وهذا كله لم يذكره الأستاذ الكريم ، وهذا شيء رائع حقًّا، ولكن ارتكز برمح نقده على ما قاله الشيخ عن التعصب الكروي، وانفعال الشيخ الذي لم يقل عن انفعال أبو تريكة وبركات ومتعب في رفضهم الكرة بهذا الشكل!
لنفترض أن الأستاذ رشدي تكاسل عن سماع الخطبة- أو الحلقة- لأشغاله، أو استمعها ومارس سياسة البتر كعادته، ألم يسمع نفْيَ صاحبِ الخطبة في السي إن إن، وفي غيرها من اللقاءات أنه لم "يتعرض لوصفهم بالشهادة سلبًا أو إيجابًا"، وأنه "لا ينكر"- لا ينكر!- على من وصفهم بالشهادة؟!! مثله مثل الشيخ خالد عبدالله الذي قال: "نحسبهم شهداء"، ولا نجزم لأحد قط بشهادة، فالشهادة شيء عظيم، وليست كارت شحن؟!
فهل صاروا منزوعي الرحمة لأنهم زادوا كلمة: "نحسبهم"؟!
الذي أعلمه أن قادة "الاستنارة" يتهمون أبناء التيار الإسلامي بأنهم يتصرفون باعتبارهم " مُلَّاك الحقيقة المطلقة"، و" أصحاب الصكوك الإلهية في إدخال الناس الجنة أو حرمانهم منها"! فما الذي حدث اليوم لأصحاب الاستنارة الذين صاروا "متطرفين" يتكلمون بالجزم والحسم على عباد الله وتحديد مصائرهم الغيبية؟!
أليس من الرُّقيِّ العقلي أن ندع مصائر الناس بيد ربهم وحده؟ وأن لا نمارس " كهانةً فكرية"، بتوزيع صكوك الغفران أو الحرمان على أحد؟! هل إذا فعلنا ذلك صرنا متهمين؟!
وأما حديث التلميحات الخبيثة! -أعني ما قاله الأستاذ الكريم بأسلوبه الراقي الرحيم(!) عن الشيخ خالد- فمن شاهد وتابع علم أن الشيخ لم يكن يتكلم عن "أموال الأهالي"، بل يدعو الأهالي لمتابعة أبنائهم، لا بتلميحات خبيثة أو غيره؛ إذ كيف يتهم الأهالي الذين يدعوهم هو لمتابعة أبنائهم ورعايتهم؟!
الغريب أن الأستاذ محمد يصم الشيخ خالد بـ" مدير عام مصلحة التفتيش في نوايا المصريين"، وها هو يبدو قد أغراه المنصب، فسارع إلى رمي ما أسماه "تلميحات" الشيخ بالخباثة، ونزع عنه الإنسانية والرحمة والضمير!!
الإشكالية التي تواجهنا من بعض أصحاب الأقلام في مرحلتنا، أنهم يمارسون إنصافًا أعور! والإنصاف الأعور ظلم؛ حيث يأتي الكاتب بما يريد ناقدًا له، ثم يمارس صمتًا مبهمًا وهو مغمض العينين عن متابعة ملامح المشهد كله!
وطالما أنكم تحترفون اصطناعَ القضايا من اللاشيء، واختراع الأسئلة الهشة، وترك الوطن نازفًا لإقامة سرادقات الاتهام، فقد كنت أحب للأستاذ- إن كان منصفًا وأشكّ!- أن يُلحق بمقالته نقدًا للأستاذة الكريمة منى الشاذلي- وهي مذيعة بالمناسبة، ولها برنامجٌ مشاهد على فكرة!!- عندما امتنعت عن إجابة المستشار رجائي عطية عن وصف المجند البسيط الذي أوقفه عمله مدافعا عن قسم أو منشأة فهوجم فمات، هل هو شهيد أم لا؟!
فهل لم يرها الأستاذ محمد دسوقي رشدي؟! أم أن هذا في " دينه" حلال!!
فإما أن تكون قاعدة النقد شاملةً للكل، لأن الكل- من جميع التيارات- يخطئ ويصيب، وإلا فأنا لا أحب الاختزال؛ فإنه يدل على كسل عقلي وفكري لا يليق بكاتب.
يا سماحة الكاتب! إن هذا الوطن المكلوم يحتاج إلى الوعي الباني، والفكر المستقيم الذي ينهض بمصر إلى أفق الحضارة، وأما الشتم واللمز والغمز والمزايدات؛ فهي تصلح فقط للذين حولوا الفكر إلى "مصطبة" للثرثرة والاستخفاف بالعقول والناس معًا!
هذا الوطن يحتاج إلى العدل الذي قامت به السموات والأرض؛ لكي ينهض ويقوم، ومِن العدل أنْ لا نَتظالَم، وأن نَكُفَّ عن اختراع هذه القضايا السخيفة، وأن نتوجه بالمساءلة جميعًا لمن بيدهم مقاليد الأمور" من المشير فمَنْ دونه"، وأن نقول لهم: أنتم المسئولون أولا عن أمن مصر، وأمن أبنائها أين كانوا ومَن كانوا، وأن هذا الكُرسِيَّ الذي تجلسون عليه ليس للحُكْم وحسب، ولكن للمُساءلة أيضًا!
أن نتساءل عن هذه الحالة الفريدة التي يكون فيها أكثر شخص أمنًا وحراسةً في مصر هو أكثرها إجراما؟!
نتساءل عن ذلك الشاب الذي خرج من بيته أبيضَ الوجه والقلب، فعاد في بياضٍ من لونٍ جديد، بياضِ الكفن!! فالمجرمون يحترفون أن يجعلوا "للأبيض" لون الدم.. أين حقه ومن قتله؟!
لكن أن نخترع الأسئلة التي لا قيمة لها، ونصطنع القضايا، وننشغل بالتوصيف عن الفعل، وبالاتهامات عن العمل، فهذه علامة مَرَضِيَّةٌ لا تبشر بخير، يمارسها بعض الذين تحلو لهم النميمة الفكرية !
كان الأديب الروائي الكبير ديستوفسكي يقول: "الكلمة عمل إنساني عظيم"! ولكن للأسف!! بعضنا جعل من الكلمة في هذه الأيام محنةً لتصفية الخصوم- وهم ليسوا بخصوم أصلا- والتفتيش في نياتهم، في زمن الكلمات/ اللَّكمات!?

http://photos-e.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/409152_361556187201470_208614759162281_1344932_271 27112_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=361556187201470&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1)