المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلفى | مقالات | إبراهيم أباظة يكتب ذكريات وجوده داخل المعتقل وقت ثورة يناير 2011...


S.N.N
02-14-2012, 09:21 PM
?سلفى | مقالات | إبراهيم أباظة يكتب ذكريات وجوده داخل المعتقل وقت ثورة يناير 2011....... #SALAFY $

مذكرات المحتجز رقم 49
آخر معتقل يدخل سجن استقبال طرة في عهد المخلوع
الحلقة (2)

تركني (العربجي) واقفا بجانب الحائط استعدادا لعرضي على المحقق وقد أوشكت رأسي أن تنفجر من شدة ربطه للعصابة على رأسي !!

علا صوت أنفاسي وكدت أسقط مغشيا عليّ لولا أن اقترب مني أحد الحراس وقال لي : (مالك) ؟ فشكوت له ضيق العصابة بصوت خفيض وأنا أتوقع صفعة منه أو من (العربجي) .. ولكني فوجئت به يديرني للخلف ويخفف من ربطة العصابة على رأسي ثم يسألني : (كدة كويس) ؟ فأشرت برأسي أن نعم في ذهول .. ثم سحبني من ذراعي وأجلسني على الأرض بجوار الحائط وانصرف !!

أخذت التساؤلات تدور في رأسي .. هل من الممكن أن يوجد شخص يعمل هنا وما زال في صدره قلب ينبض بالشفقة والإنسانية ؟!! لقد مر على وجودي في هذا القبو أسبوعا كاملا لم أرَ فيه إلا المهانة ولم أسمع فيه إلا صراخ المعذبين وأنين الجرحى !! كيف خلق الله الجبار قدرا من الشفقة في قلب هذا الحارس ليخفف عني بعض ما أعانيه ؟!! يا الله ما ألطفك بعبيدك !! وما أقدرك على خلق ما تشاء !! وما أملكك لقلوب عبادك مؤمنهم وفاجرهم وكافرهم !!

نزعني من هذا التأمل صوت (العربجي) مخاطبا زميله : (إنت قعدته ليه ؟؟ هارون بيه قال يستنى واقف) !! همهم زميله بكلام لم أسمعه .. وانتظرت أن يقيمني أحد فلم يفعلوا .. فحمدت الله وأخذت أدعو -في سري قطعا- على هذا (العربجي) اللعين الذي لا يكل ولا يمل في إيذاء الخلق ..

(تسعة وأربعين) ..
انطلقت من بين شفتي أحد الحراس ليقشعر لها بدني .. قمت بسرعة .. ليسحبني حارس من القيد الحديدي فيسلمني لحارس آخر شعرت أنه عبر بي من باب لأدخل مكانا آخر ليست فيه نفس رائحة الرطوبة ليسلمني لشخص ثالث اقتادني صامتا إلى باب غرفة المحقق ..

قلبي ينافس طرقاته على الباب سرعة .. صوت الباب يفتح .. اقتادني من مكان انتظاري بجوار الباب إلى داخل الغرفة .. تغيرت الرائحة ودرجة الحرارة .. ما إن خطوت أول خطوة داخل الغرفة حتى سمعت أبشع صوت يمكنك أن تسمعه من كائن يتنفس .. وإذا بالصوت يردد في قرف وازدراء : (خده بره .. طلعه بره يلا .. دة عيل ابن ...) !!

فإذا بالحارس يديرني ويشرع في إخراجي من الغرفة وأنا مذهول !! ولم يخرجني من ذهولي (الشلوت) الذي حاول المحقق أن يمنحني إياه أثناء خروجي !! ليس لأن قدمه قد (ألشت) في الهواء بسبب سرعة إخراج الحارس لي .. ولكن لأني لم أفهم ما الذي يحدث !! هل انتهى التحقيق بذلك ؟! هل سيخرجونني الآن ؟! هل أخذوا قرارا باعتقالي فلا جدوى من التحقيق معي ؟! لعبت في رأسي الأفكار في رحلة عودتي إلى القبو الرطب .. حيث استلمني (العربجي) وأعادني إلى مكاني بعنف .. ولم ينس أن يسب ديني ودين آبائي قبل انصرافه إلى أذى غيري !!

ما إن عدت حتى صرخ رئيس وردية الحرس : ( كل الحجز نايم ) معلنا وقت النوم .. وبتلقائية انزلق جسمي في مكانه لأتحول من حالة الجلوس إلى حالة النوم على جنبي الأيسر حسب التعليمات ضامّا يدي إلى صدري حتى لا يصدر (الكلابش) أي صوت أثناء نومي فأستيقظ على ركلة من قدم (العربجي) أو صفعة من شبشب (حسن فرخة) على وجهي !! وسرعان ما غلب النعاس جفني حتى لا أفكر في مصيري بعد زيارتي الغريبة لمكتب المحقق !!

:: يتبع إن كان في العمر بقية وشاء رب البرية ::?

http://photos-a.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/395418_363821836974905_208614759162281_1350500_858 54313_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=363821836974905&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1)