المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلفى | مقالات | دكتور محمد على يوسف يكتب..من أخلاق الحبيب صلى الله عليه و سلم (?...


S.N.N
02-17-2012, 09:30 PM
?سلفى | مقالات | دكتور محمد على يوسف يكتب..من أخلاق الحبيب صلى الله عليه و سلم (?) || و كان من خلقه الغيرة على محارم الله و الغضب إذا انتهكت حرماته ... #SALAFY $

بعد أن تكلمنا عن عفوه و تسامحه صلى الله عليه و سلم و بينا أنه ما غضب أبدا لنفسه كما بينت زوجه أمنا عائشة رضى الله تعالى عنها ينبغى لنا لنتم التوازن و الحكمة التى كانت عنوان حياته بأبى هو و أمى أن نتكلم عن غضبه لله و غيرته على حرماته إذا انتهكت و هو القائل حين تعجب أصحابه من غيرة سعد بن معاذ رضى الله عنه " تعجبون من غيرة سعد و الله إنى لأغير من سعد و الله أغير منى و من سعد " و هو القائل أيضا " المؤمن يغار و الله أشد غيرة " و غيرة الله أن تؤتى محارمه
و الغيرة و الغضب لله فرع عن تعظيم المولى جل و علا يقول الله " ذلك و من يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه "
و النبى صلى الله عليه و سلم هو أكثر الناس تعظيما لله و لحرماته و لذا كان يغضب إذا أعتدى عليها أكثر من غضبه لنفسه و موقفه من التفريق بين الرد على أبى سفيان حين قال أفيكم محمد و فقال لا تجيبوه و بين رده عليه حين قال أعل هبل فصاح ألا تجيبوه قولوا الله أعلى و أجل موقف ظاهر جلى فى إعلائه لحرمة الله عن حرمته هو
و قد كان النبى صلى الله عليه و سلم يغضب لأسباب من أهمها :

* التشكيك فى قدرة الله
كما فى موقفه مع العاص بن وائل حينما امسك بعظمة نخرة و فتتها و قال يحيى هذه الله بعد موتها ؟ فغضب النبى و قال " نعم يميتك الله ثم يحييك ثم يدخلك النار

* و كان يغضبه التعدى على حرمات المسلمين
فقد أقام حربا كاملة و فرض حصارا حربيا على يهود بنى القينقاع لأجل عرض امرأة مسلمة كشف رجل يهودى عورتها و أجلاهم النبى صلى الله عليه و سلم إكراما لتلك المرأة و لمن استشهد دفاعا عنها
و لما اعتدى على القراء فى حادثة بئر معونة جعل النبى صلى الله عليه و سلم يقنت فى صلواته و يدعو على من قتلوهم و يقول " اللهم اشدد وطأتك على مضر و اجعل عليهم سنين كسنى يوسف اللهم عليك برعل و ذكوان و عليك ببني عصية عصوا ربهم "

*و كان يغضبه الاختلاف فى القرآن و الشبهات المثيرة للفتنة
فقد ثبت عنه أنه خرج على رجلين من أصحابه اختلفا فى آية من كتاب الله و جعلا يتجادلان فيها فعرف فى وجهه الغضب كما قال الراوى و قال منتهرا " إنما أهلك من كان قبلكم اختلافهم فى كتبهم و على أنبيائهم "
و حين اختلف بعض الصحابة فى القدر خرج عليهم و رجل يقول : ألم يقل الله كذا ، ورجل يقول : ألم يقل الله كذا ، فكأنما فقئ في وجهه حب الرمان ( أى احمر من شدة الغضب ) ، فقال : أبهذا أمرتم ؟ إنما أهلك من كان قبلكم بهذا ، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض ، وإنما نزل كتاب الله ليصدق بعضه بعضا لا ليكذب بعضه بعضا ، انظروا ما أمرتم به فافعلوه وما نهيتم عنه فاجتنبوه
فالشبهات و المراء و كثرة الاختلاف من الأمور التى كانت تغضبه صلى الله عليه و سلم و ذلك لما نما الى علمه من أنها بداية طريق الفتنة و الزيغ أعاذنا الله منها

* و كان يغضب من التشديد على الناس و تنفيرهم من الدين
و قد ثبت عنه أنه قال لبعض أصحابه إن منكم لمنفرين
و لما علم أن معاذ بن جبل رضى الله تعالى عنه قد صلى بالناس العشاء الآخرة فأطال فيها جدا حتى خرج أحدهم من الصلاة فعنف النبى معاذ قائلا ( يا معاذ ، أفتان أنت أفتان أنت أفتان أنت ؟؟! - اقرأ : { والشمس وضحاها } . و { سبح اسم ربك الأعلى } . ونحوها ) ."
و لما علم ان رجلا يتأخر عن صلاة الغداة لأن الإمام يطيل فيها جدا قام فوعظهم موعظة قا عنها أبو مسعود البدرى فما رأيته أشد غضبا فى موعظة يقول "يا أيها الناس ، إن منكم منفرين ، فمن أم الناس فليتجوز ، فإن خلفه الضعيف والكبير وذا الحاجة ."
و لما سأله بعض الناس عن عبادته فكأنهم تقالوها و شددوا على أنفسهم فمنهم من قرر القيام بلا نوم و منهم من قرر الصيام بلا فطر و منهم من قرر ألا يتزوج النساء فغضب النبى و قال " أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني "
و لما شجت رأس رجل فى غزوة و اراد رخصة ليتيمم حتى لا يأتى الماء على جرحه فلم يرخصوا له فاغتسل و دخل الماء إلى رأسه و مات من ليلته فقال النبى صلى الله عليه و سلم " قتلوه قتلهم الله ألم يكن شفاء العي السؤال" حسنه الالبانى
فالفهم الخاطىء للدين الذى يورث تضييقا و تنفيرا للناس من أشد ما كان يغضب النبى صلى الله عليه و سلم

* و مثله التمييع و التفريط كان يغضبه كذلك
فالتهاون فى المعاصى و الوقوع فى المحرمات كان دافعا لغيرته صلى الله عليه و سلم و ما كان يسكت إذا رأى من منكرا و كان ينصح للمخطىء أو يعمم فيقول ما بال أقوام يفعلون كذا
لما سمع أم المؤمنين عائشة تصف إحدى أزواجه بالقصر لم يسكت و قال " قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته "
و لما خاض صحابيان فى عرض رجل أقيم عليه الحد فمرا جيفة حمار فقال النبى كلا من جيفة هذا الحمار لما نالا من عرض أخيهما
و لما سمع أصحابه يقولون فى خلاف وقع بينهم ياللأنصار و ياللمهاجرين قال أفبدعوى الجاهلية و أنا بين ظهرانيكم دعوها فإنها منتنة
و كذلك قال لأبى ذر حين قال حين عير رجلا أمه أعجمية فقال له الرسول " يا أبا ذر ، إنك امرؤ فيك جاهلية إنهم إخوانكم فضلكم الله عليهم ، فمن لم يلائمكم فبيعوه ولا تعذبوا خلق الله"
و لما علم أن من العمال من يستحل شيئا فيه شبهة رشوة قام على منبره خطيبا و قال " هلا كان فى بيت أمه و أبيه فأهدى إليه و الله ليأتى يوم القيامة بما أهدى "
و لما علم أن من أمته من يترك صلاة الجماعة قال قولا يدل على الغضب الشديد
قال " والذي نفسي بيده ، لقد هممت أن آمر بحطب يحتطب ، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ، ثم آمر رجلا فيؤم الناس ، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم ، والذي نفسي بيده ، لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا ، أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء "
و غير ذلك من أنواع التفريط فى حق الله و استسهال المعاصى المختلفة
فحرمات الله و شعائره كانت و ينبغى أن تظل خطا أحمر لا تؤلف و لا يتهاون فيها و خلق الغيرة فرع عن تعظيم تلك الحرمات و أكرر ما قاله الحبيب صلى الله عليه و سلم و صدرت به الكلام عن هذا الخلق " المؤمن يغار و الله أشد غير. و غيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه "
فالله الله فى حرمات الله و حرمات المسلمين و إلى خلق آخر من أخلاق الحبيب صلى الله عليه و سلم
بقلم
دكتور محمد على يوسف?

http://photos-a.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc7/407142_366064030084019_208614759162281_1356161_177 7624394_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=366064030084019&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1)