المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لاتسمح لأحد أن يملأ فنجانك


Nermeen
11-11-2010, 07:35 AM
السلام عليكم

كان هناك شاب عرف أن هناك رجلاً صينياً حكيماً من الممكن أن يدله على معنى الحكمة ومن الممكن أن يعرّفه كيف يتحكّم في أحاسيسه وأعصابه. قال له الناس: إن هذا الرجل يعيش فوق جبل وإذا قابلك فأنت محظوظ.

لم يضيع الشاب وقته فاستقل الطائرة وسافر وذهب إلى المكان وظل منتظراً. أخبروه أن الحكيم سيقابله فذهب إليه وطرق الباب وأخذ ينتظر. تركوه منتظراً ثلاث ساعات حتى اشتدّ غضبه وعندئذٍ فتحت الباب سيّدة عجوز وأخبرته أن الحكيم سيأتي إليه حالاً. ولكن ذلك لم يحدث بل جاءه الرجل بعد ساعة وكان الشاب قد وصل إلى قمة الضيق والغضب.

جاء الرجل العجوز ورأى الشابُ أنه بسيط جداً يلبس ملابس بسيطة، وعندما جلس بجانبه سأله:
هل تحب أن تشرب شاياً؟
اشتد غضب الشاب وقال في نفسه: هذا الرجل المجنون! تركني أنتظر ثلاث ساعات بالخارج ثم تركني هنا ساعةً دون أن يعتذر ثم يسألني إن كنتُ أريد أن أشرب شاياً؟!
وظل الشاب يتكلّم وهو غاضب، فقال له الحكيم مرةً اخرى، أتحب أن تشرب شاياً؟ فلمّا رآه الشاب مصرّاً، قال له هات الشاي! فأحضرت له السيدة الشاي في إبريق كبير، وقال له العجوز: أتحب أن أصب لك الشاي؟ فقال له تفضل أرجوك!
أخذ العجوز يصب الشاي حتى ملأ الفنجان وأخذ يسيل على الطاولة كلّها إلى أن وقف الشاب غاضباً وقال له:
ما هذا الذي تفعله معي؟ هل أنت مجنون؟!..
عندئذٍ نظر إليه الحكيم وقال: قد انتهى هذا الاجتماع. تعال إليّ عندما يكون فنجانك فارغاً. ثم نهض ليتركه.

راقب فنجانك! لا تدعه يمتلئ بغير إذنك

بدأ الشاب يدرك الأمر ويقول لنفسه: لقد أضعت كل هذا الوقت، ثم تحمّلتُ كلّ ما فعله معي، والآن أتركه يذهب؟ لا بد من أن أغيّر أسلوبي معه! ثم قال للعجوز: أنا آسف جداً، لقد جئت إليك من آخر الدنيا فمن فضلك علّمني شيئاً مفيداً، فقال له: لكي تستطيع العيش في الدنيا بطريقة إيجابيّة عليك أن تلاحظ فنجانك
فقال له الشاب: ما معنى ذلك؟
فقال له الحكيم: عندما تركناك تنتظر ثلاث ساعات كيف كان إحساسك؟
- في البداية كان إيجابياً ثم بدأت أتعصب وأغضب شيئاً فشيئاً حتى كدت أنفجر، لكننّي كنت مصمّماً على مقابلتك.
فقال له الحكيم: وكيف كان إحساسك عندما تركناك ساعةً في البيت؟
- كنت غاضباً أكثر وأكثر!
فقال له الحكيم: وعندما صببتُ الشاي في الفنجان؟ هل من الممكن أن نصبّ في الفنجان قدراً أكبر من حجمه؟!
- لا، لا يمكن
- وماذا حدث عندما استمرّ صبّ الشاي في الفنجان؟
- سال الشاي على الطاولة كلّها
فقال له الحكيم: وهذا بالضبط ما حدث لأحاسيسك. جئت إلينا بفنجان فارغ، فملأناه إلى أن بدأ يطفح، وهذا يسبب لك أمراضاً! لو أردت ان تعيش سعيداً في حياتك فعليك ان تلاحظ فنجانك، ولا تسمح لاحد أن يملأه لك بغير إذنك.
انتهى الاجتماع، وبينما الشاب يهمّ بالمغادرة قال له الحكيم:
مهلاً يا عزيزي، أنسيت أن تدفع ألف دولار أجرة الدرس؟ فامتلأ فنجان الشاب مرةً ثانية!

http://majles.alukah.net/images/smilies/smile.gif

وأنت، من يملأ فنجانك؟
هل تسمح لكل ما حولك أن يملا فنجانك؟
نفترض أنّك استيقظت من نومك سعيداً جداً وفنجانك فارغ. أليس كذلك؟
دخلت الحمام فلم تجد ماءً، فبدأ الفنجان يمتلئ. وإذا كان الصابون في عينيك وانقطعت المياه ماذا يحدث للفنجان؟ سيمتليء أكثر. جاءت المياه ولكن فجاةً نزل الماء ساخنا على رأسك.. ماذا سيحدث؟!
أخيراً أنهيت استحمامك وخرجت لتستقل سيارتك فوجدتها لا تعمل... كيف حال الفنجان؟
اشتغلت السيارة، ركبتها وانطلقت فوجدت شرطة في الطريق. تركوا كل الناس وأوقفوك أنت! فما حال فنجانك؟
أو كنت سائراً في الطريق والناس من حولك والكل ذاهب إلى عمله، وإذا بكلبٍ يترك كل الناس ليعضّك أنت بالذات... فما حال فنجانك؟
ثم ما إن دخلت باب مقر عملك حتى قالوا لك: الآن أتيت؟ المدير يسأل عنك. اذهب إليه فوراً لقد تأخّرت! كيف حال الفنجان؟
ثم تذهب إلى المدير: فيقول لك، أعلم أنك قد تأخّرت، ولكن هذا ليس مهماً. إن الوظيفة والترقية التي طلبتها قد تمّت الموافقة عليها. ألف مبروك! كنت أسأل عنك كي أهنّئك! كيف حال الفنجان الآن!
بدأ فنجانك يفرغ، ولكنّ أحدهم يسرع إليك ليقول:البوليس يتصل بك! إن بيتك قد احترق (لا قدّر الله) فيفيض فنجانك مرةً أخرى.
إن أحاسيسك تشبه اللعبة الأفعوانية في مدن الملاهي ترتفع ثم تنخفض ثم ترتفع ثم تنخفض بسبب الأحداث، وبسبب الأشياء، وبسبب الأشخاص.

ألم يحن الوقت كي نتحكّم في أحاسيسنا ونعيش أهدافنا ونستخدم قدراتنا لمصلحتنا بدلاً من أن نستخدمها في الإضرار بأنفسنا؟

كل فنجان بما فيه ينضح
املأ فنجانك بما يرضيك مالم يكن في معصية حتى لا يبقى في حياتك متسعٌ لما لا يرضيك

واجعل همّك الأول مرضاة الله عز وجل

-منقول-

المشتاقة للجنة
02-05-2011, 03:46 PM
اللهم اجعلنا من الراشدين

نحن من يجب ان نتحكم في انفسنا لا الاخرين و ذلك باخذ ما ينفعنا منهم اما ما نجده يقلقنا ويغضبنا ولا ينفع بشيئ نتجاوزه بكل سهولة ونغمض اعيننا حتى نسيطر على النفس لكي لا تهتم به مطلقا

جزاك الرحمن خيرا اخيتي على هذه المنفعة

ابو تسنيم
02-05-2011, 04:20 PM
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خيراً

وقال سبحانه وتعالي أن الصابرين في معيته حيث جاء في سورة الأنفال الآية 46: " واصبروا إن الله مع الصابرين".

قال النبي محمد صلي الله عليه وسلم: ما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر

اصبر قليلا فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير


اصبر لكل مُصِيبةٍ وتجلًّدِ واعلم بأن الدهر غير مُخَلَّدِ

قال علي بن ابي طالب كرم الله وجهه:

أصبر على مضض الإدلاج في السحر

وفي الرواح وفي الطاعات وفي البكر

إني رأيت وفي الأيام تجربة

للصبر عاقبة محمودة الأثر

وقلّ من جد في أمر يؤمله

واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر

وقال رجل للإمام أحمد :

كيف تجدك يا أبا عبد الله؟ قال: بخير في عافية، فقال له: حممت البارحة؟ -أي: أصابتك الحمى- قال: إذا قلت لك: أنا في عافية فحسبك، لا تخرجني إلى ما أكره..أي انه لا يرد ان يشكي حاله فيضيع اجر صبره.

Nermeen
02-05-2011, 05:52 PM
جزاكم الله خيرا وبارك بكم اختي المشتاقة وأخي الفاضل ابو تسنيم
واحسن الله اليكم على الاضافة القيمة
ولكن انا سمعت واظنني قرات عن هذا ايضا
بانه كلمة كرم الله وجهه اخترعها وابتدعها الشيعة
وليست لها وجود الا في كتبهم
والله اعلم

ابو تسنيم
02-06-2011, 09:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وانا كذالك سمعة ولكن لا اشكال علي قولها في عموم الصحابه
وكذالك قولنا عليه السلام تجوز بلا خلاف بين فريقي الاختلاف في معني آل البيت
جزاكِ الله خيراً وكان الافضل ان اقول رضي الله عنه