المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلفى | فكر سياسى سلفى | فارس الصغير يكتب ...ما هكذا تُورَد الإبلُ يا "نــور"!!.....


S.N.N
02-21-2012, 08:31 PM
?سلفى | فكر سياسى سلفى | فارس الصغير يكتب ...ما هكذا تُورَد الإبلُ يا "نــور"!!..... #SALAFY $

المتحدّثُ الرسميّ لأي مؤسّسة، من الطبيعي أن يكون متخصصاً في الإعلام، ذا ثقافة عالية وبراعة ومهارةٍ في طرق الإقناع وأساليبه، ليس فقط لأنه يمثّل ثقافة المؤسسة التي يتحدّث باسمها، بل لأن الصورة الذهنية لمؤسّسته لدى الجماهير ترتكز على حقائق ملموسة يمثّل المتحدث الإعلامي إحدى هذه الحقائق. وبالتالي فإن أي سلوكٍ - لفظي أو حركي- للمتحدّث الرسميّ، لا ينبغي أن يكون مدفوعًا بحماسٍ فرديٍ أو رؤية فردية، وإلا أصبح المتحدثّ والمؤسسة - كليهما- مثار تندّر أو سخط الجماهير، على أقل تقدير في تويتر وفيس بوك.
كلّ هذا طبيعيٌ لازمٌ، ولابدّ من مراعاته ثانيةً بثانيةً، هذا من جانب.

وعلى الجانب المتّصل، ينبغي للمؤسّسة أن تأخذ دورَها في تدعيم وتعزيز "صورتها الذهنية" القائمة على "الحقائق الملموسة"، فإذا أقدَم المتحدّث الرسميّ للمؤسّسة على سلوكٍ يؤثر سلبًا على هذه الصورة الذهنية، فعلى المؤسّسة أن تبادر إلى حفظ صورتها الذهنية بتصحيح السلوك، واتّخاذ اللازم تجاه متحدّثها الرسميّ، ومخاطبة جماهيرها بما يعوّض التآكل أو الشرخ الحاصل في صورتها الذهنية والعملية لديهم.

وهذا ما فات مؤسّسةً ذات مصداقية وصورة ذهنية متميّزة لدى جماهيرها، كحزب النور، إزاء ما بدَرَ من المتحدّث الرسميّ باسمها، السيد "محمد نور"!
فالسيّد "نور" نُشِرَت له صورتان بالأمس، صورة مع القائم بالأعمال الإيراني في مقرّ عمله، وصورة أخرى مع ضيوفٍ كانوا بالحفل الذي أقامته الجالية الشيعية الرافضية احتفالاً بذكرى الثورة الخمينية.. صورتان من الحفل ومن مقرّ الدبلوماسية الإيرانية.. إحداهما مع القائم بأعمال السفير الإيراني!
وبما أن الصورة الذهنية لدى جماهير حزب "النور" قائمةً على حقائق ملموسة أهمّها أنه حزبٌ سلفيٌ ذو موقفٍ واضحٍ (عقيدةً ومنهجًا وسلوكًا وتاريخًا وولاءً وبراءً) من الدولة الشيعية الرافضية في إيران، وأن الحزب لابد أن يكون على علمٍ بأطماع المشروع الإيراني التوسّعيّ في المنطقة، وأنّه على موقفٍ واضحٍ من تنكيل الروافض لأهل سنّتنا في الأحواز وغيرها، ومظاهرة الروافض لـ"بشّار" وتابعيه العلويين في سوريا ومباركتهم لمذابحه ضدّ أهل سنّتنا هناك... بالرغم من كلّ ذلك، زارَ "محمد نور" المتحدث الرسمي لحزب النور، الجالية الرافضية في مصر في يوم احتفالهم، في مقرّ اجتماعهم، طاويًا تحت إبطه مردود هذا على جماهير حزبه، مخلّفًا خلف ظهره مشانق إخواننا في الأحواز وأشلاء إخواننا في سوريا، وبابتسامته التي كانت تذيبُ القلوب وصارت بعدها تثير الغيظ، صافح وجوه سفراء قومٍ مجرمين!

وأحدَث هذا الموقفُ اضطرابًا واهتزازًا خاطفًا في الصورة الذهنية لدى كثيرين، وطالبوا الحزب بإعلان موقفه من هذه الزيارة، وخرجت تسريبات تشير إلى أن هذا لا يعدو أن يكون سلوكًا فرديًا! ولكن مَن قالَ أن الجمهور السلفيّ لديه مخزون سذاجةٍ يكفي لتمرير هذا الكلام على عواهنه؟! لقد رأيتُ بعيني كتابات تنضحُ غيظًا، وأخرى تتكسّر كلماتُها قهرًا، اعتراضًا على مثل هذا السلوك، ووصلَ الأمرُ ببعضهم - وهو من شباب الوكلاء المؤسسين للحزب- أن أعلنَ أنه إن لم يتّخذ الحزب إجراءً مُرضيًا، فسيكون هذا آخر عهدٍ له بالحزب!
وانقضى اليوم بليلته ولمّا يَصدُر عن الحزب أو متحدّثه الرسميّ أيّ توضيحٍ يشفي صدور قومٍ مؤمنين ويدفع وساوس الشيطان عنهم. وجاء الغدُ ليكتب السيد "نور" على حسابه الشخصي على فيس بوك (فصبرٌ جميلٌ، والله المستعانُ على ما تصفون)! وكأنّ السيد "نور" يرى نفسَه مظلومًا!! وكأن إخوانه أساءوا الظنّ به!! وكأنّ ذهابه للرافضة على هذه الحال ليس بشئٍ عند هؤلاء الشباب الذين يستعين بالله على ما يصفونه به، وهو ثابت عليه.. لم يستوعب أن الناس لا يصدّقون ويستنكرون (مجرّد ذهابه هناك)، وذلك وسط تجاهلٍ وغموضٍ غريبين من "نور" والحزب!

ويبدو أيضًا أن السيد "نور" لم يدُر بباله أن هذا الصبر الجميل هو ما تلتزمُه فعلاً أعدادٌ غفيرةٌ من الشباب المنتمي للدعوة السلفية وغيرهم من المحبّين لحزب النور، والذين يتملّكهم الغضب ديانةً لله بسبب تلك الصور أيًا كان ما يبرّرها.. بل وصبرٌ أجمل، لأنهم ينتظرون منذ الأمس من حزب النور ما يشفي غليلهم ويدفع وساوس الشيطان عنهم بشأن ما جرى، إما ببيانٍ أو بإجراءٍ أو بتوضيح.
وجاء توضيح الحزب المتأخّر في ذيل بيانه حول أحداث سوريا، مقلّلاً من قيمة ما أحدثه متحدّثه الرسمي، متجاهلاً تأثيره على جمهور الحزب، ومنافيًا لأبسط عوامل العمل المؤسسّي الناجح... فقال: (ويعلن الحزب عن مقاطعته لأي اتصالات مع النظام الإيراني بسبب موقفه الداعم للنظام السوري، وأيضا عن عدم مشاركته في احتفالات الثورة الإيرانية، وينبه أن حضور بعض أفراد الحزب لهذه الاحتفالات قد وقع بصفة فردية دون رجوع للهيئة العليا للحزب، وهو مالا يعبر عن موقف الحزب الثابت).

بالطبع، مثل هذا الكلام لا يُقنِع ولا ينطلي. فـ"المتحدّث الرسميّ" للحزب ليس مجرّد "بعض أفراد الحزب"، هذه واحدة! والثانية الداهية، أنّ (هذا) تمّ دون الرجوع للهيئة العليا للحزب! و(هذا) هنا تعني اتصالات، وترتيبات زيارةٍ، وإفراغ ميعادٍ، وحفل عشاءٍ، وابتساماتٍ، و.. صورتين!

وجاء الموقفُ الركيكُ المُحبِط من الحزب، أن هذا السلوك (لا يعبر عن موقف الحزب الثابت)! وفقط! والحمدُ لله أنّنا لا نحسن إطلاق الزغاريد، كما أنّنا نُهينا عن اللطم على الخدود.

السؤال الذي يطرح نفسه من خلال جمهور الحزب، هل هذا السلوك "الفردي" ليس سلوكًا مسئولاً؟! وهل نضبَت قريحةُ السادة في الهيئة العليا للحزب عن اتخاذ موقفٍ مناسبٍ حقًا لمثل هذا السلوك؟! أم....
أم أننا أمام مراكز قوى داخل الحزب، ترتجل خطوات بدون الرجوع للهيئة العليا للحزب وهي فوق المحاسبة؟!!

إخوانَنا في الهيئة العليا، استقيموا يرحمُكُم الله، ولا تجعلوا للشيطان على إخوانكم سبيلاً.

وكتبه: فارس الصغير?

http://photos-e.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/399834_368942266462862_208614759162281_1364750_861 136681_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=368942266462862&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1)