المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : #سلفى ؟| #مقالات | إبراهيم أباظة يكتب..الدعوة الفردية هي الأصل!! #salafy #tجمع...


S.N.N
03-20-2012, 04:02 PM
?#سلفى ؟| #مقالات | إبراهيم أباظة يكتب..الدعوة الفردية هي الأصل!! #SALAFY #T

جمعتني الأقدار في جلسة مع شاب مدمن وصل إلى حالة من الضنك النفسي جعلته يتمنى معه الموت، جلس يحكي لي عن معاصيه وعما وصل إليه حاله من البعد عن الله، وكيف أنه كره نفسه وكره حياته ويريد أن يتوب إلى الله تعالى، وكانت عيناه تذرفان الدموع بلا انقطاع في أثناء حديثه معي، وبعد أن أنهيت كلامي معه وانصرفت أحسست بشعور لا أستطيع وصفه كتابة، كل ما أستطيع قوله إنني أحببت أن أعيد هذه الجلسة مرات ومرات!!

إن مجالسة التائبين وحديثي الرجوع إلى الله تذكّر أن المرء بأيامه الأولى في طريقه إلى الله؛ حيث كانت مشاعر الندم والافتقار إلى الله ونحو ذلك من عبادات تشغل النصيب الأكبر من التفكير، وحيث كانت النفس حديثة عهد بانسلاخ من كل ما يغضب الله، كالمرايا التي قمت لتوك بتنظيفها مما تراكم عليها من أتربة فتصبح نظيفة نقية لامعة تعكس حقائق الدنيا الفانية بكل وضوح وصراحة، قبل أن تتعلق بها الأتربة مرة أخرى رويدا رويدا.

إننا بحاجة كل فترة إلى تجديد العهد مع الله ومراجعة التزامنا وتجديد التوبة، ولا ينبغي أن ننسى في ظل انشغالنا بالأعباء الدعوية الكثيرة التي تضاعفت على كواهلنا بعد الثورة دورنا في الدعوة الفردية التي كنا طوال فترات الاستضعاف السابقة لا نملك تقريبا إلاها.

مر بخاطري وأنا أجلس مع هذا التائب ما كنت أدرسه أيام الاجتهاد في الدعوة الفردية من طرق وأساليب ومعايير لاختيار الشخص الذي ستدعوه وكيف تنشئ معه علاقة وكيف تطورها وأساليب التأثير والترقي بالمدعو، وتذكرت آليات بناء الفرد وربطه بالمسجد وبالصحبة الصالحة ومتابعته، وغير ذلك من فنون لم يكن متاحا لنا غيرها في وقت من الأوقات، تذكرت كل ذلك فأحسست بمدى تقصيري في هذه العبادة التي منَّ اللهُ علينا بسببها بهذا الكم الهائل من محبي الدين والمتدينين وهذا العدد من الكوادر والدعاة والمصلحين.

إن الاهتمام بشأن الدعوة الفردية وبناء الفرد –بالإضافة لما يزود به النفس من إيمانيات- هو أمر لازم لا محيد عنه لمن أراد أن يسلك طريق تغيير المجتمعات، وما باقي الطرق التي فتح الله علينا بها من إعلام أو برلمان أو غير ذلك إلا وسائل مساعدة لا أكثر، تخدم الوسيلة الرئيسية ولا تغني عنها بكل تأكيد، وإذا انشغلنا عن الأصل بالفرعي والثانوي نوشك أن نفقد جوهر تميز طريقتنا التي هي في الأصل طريقة الأنبياء والمرسلين عبر كل العصور.


إبراهيم أباظة?

http://photos-h.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/480092_387715164585572_208614759162281_1421541_121 8550649_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=387715164585572&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1)