المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : #سلفى | مقالات | ياسر الزعاترة يكتب..نظام الأسد إذ يلوِّح بخطر البديل الإسلامي (...


S.N.N
03-20-2012, 09:12 PM
?#سلفى | مقالات | ياسر الزعاترة يكتب..نظام الأسد إذ يلوِّح بخطر البديل الإسلامي (السني)! #SALAFY #T

لن يترك النظام السوري أية وسيلة يمكنه من خلالها استجلاب رضا الغرب لكي يكف عن "التآمر على سوريا" إلا ويستخدمها، بدءًا بالتلويح بورقة الأمن الإسرائيلي (تصريحات الأسد وابن خاله رامي مخلوف)، وليس انتهاءً بالتلويح بورقة "التشدد الإسلامي" البديل، كما في تصريحات الأسد التي تضيف إلى دغدغة مشاعر الغرب والكيان الصهيوني، إثارة لحساسية بعض الأقليات التي ينبغي عليها أن تنحاز للنظام خوفًا من البديل المذكور. وقد أضاف النظام إلى التلويح الإعلامي ممارسة عملية بدأت منذ الأسابيع الأولى للثورة، حين رتّب لعمليات عسكرية ضد بعض الأهداف من اللون الذي تنفذه السلفية الجهادية، الأمر الذي رجّحنا أن يكون نتاج اختراق في تلك المجموعات أحدثه النظام من أيام تعامله معها في السياق العراقي.

آخر ما تابعناه على هذا الصعيد يتمثل في تصريحات فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري التي نشرتها جريدة الوطن المقربة من السلطة، والتي قال فيها: إنّ الأحداث التي تشهدها بلاده تهدف إلى "وصول الإسلاميين المتشددين إلى الحكم". مضيفًا: "إنهم يدركون تمامًا أنهم إذا نجحوا في سورية فبإمكانهم أن يسيطروا على جنوب وجنوب شرق آسيا"، مما يعني برأيه أنه "إذا لم يستطع المتشددون الإسلاميون الوصول إلى الحكم في سوريا فلن يوفقوا في بقية الدول"، وذلك بعد نجاحهم في بعض دول المغرب العربي الذي جاء برأيه "بدعم مالي من بعض الدول العربية مثل السعودية وقطر". ولم ينس المقداد اتهام "أطراف مختلفة مثل القاعدة والإخوان المسلمين و"مجرمين آخرين بارتكاب" عمليات خطيرة يحملون الحكومة السورية مسؤوليتها".

اللافت في تصريحات المقداد أنها جاءت أمام وفد إعلامي إيراني، وهو للتذكير وفد من "الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مما يعني أنه يمثل حكومة إسلامية، فكيف يمكن للمراقب تفسير التحذير خارج سياق استثارة البعد المذهبي الإيراني، إلى جانب البعد المتعلق باستثارة الحساسيات الغربية من "البعبع" الإسلامي.

لا شك أن البعد الأهم في تصريحات المقداد هو ذلك المتعلق بالغرب الذي لا يبدي أدنى ارتياح حيال الصعود الإسلامي عقب الثورات العربية، الأمر الذي لا تنفيه تلك الحوارات التي تجري بين الطرفين، والتي تأتي في سياق الاضطرار، وضمن رؤية تقوم على الاستدراج والتدجين.

ليس للغرب أدنى مصلحة في الثورات العربية، ولو كان الأمر بيده لمنعها بكل ما أوتي من قوة، هي التي تهدد وضعًا رسميًا عربيًا مريحًا إلى حد كبير، سواء أكان على صعيد الأيديولوجيا، أم (وهو الأهم) على صعيد المواقف السياسية الداخلية والخارجية، لكن الدنيا لم تعد كما كانت، وأمريكا لم تعد بقوتها القديمة، فيما أثبتت الشعوب العربية قدرتها على الثورة والانتصار.

اليوم لا يبدو التحذير الذي أطلقه الأسد مفيدًا لجهة الحفاظ على النظام، وهو لم ينفع في حالة حسني مبارك الذي طالما استخدمه في سياق استجلاب الدعم الخارجي والسكوت على فساد حكمه وتزويره الدائم للانتخابات، لاسيما أن الحالة السورية لا تقدم بديلًا "إسلاميًا" على نحو واضح كما كان يتبدى في نظيرتها المصرية، حتى لو قيل إن الإسلاميين سيسجلون حضورًا كبيرًا في أية انتخابات حرة قادمة.

الثورة السورية هي ثورة حرية يخوضها شعب مقدام، ولن يكون بوسع النظام إجهاضها عبر تحذير الغربيين منها، لكنه يأبى إلا أن يفضح تناقضه السافر مع مقولات المقاومة والممانعة التي تستدعي المؤامرة عليه، لكأن الشعب السوري قد تلقى الأوامر من الخارج بالثورة على النظام ولم يتحرك بدوافع ذاتية كما فعلت الشعوب الأخرى.

في البعد الآخر الطائفي، أبى النظام أيضا إلا أن يفضح نفسه، فها هو يحذر من القوى الإسلامية (السنية طبعًا)، بينما يعلم الجميع أن حزب الله (الإسلامي الشيعي) يسيطر على لبنان، فيما تسيطر أحزاب (إسلامية شيعية) على العراق، وتتصدر جماعة (إسلامية شيعية) الحراك الشعبي في البحرين.

بعد ذلك يأتي من يسألك: لماذا تنحاز الغالبية الساحقة من المسلمين السنّة (وليس الإسلاميين) لصالح الثورة في سوريا وضد النظام؟!?

http://photos-f.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc7/483446_387872011236554_208614759162281_1421909_140 7534137_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=387872011236554&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1)