المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدرس الثاني اللسان وكيف كان يحاسب السلف انفسهم علي الكلمه الواحده - سلسلة المناهي اللفظيه


ابو تسنيم
01-01-2010, 07:22 PM
والبدايه اليوم مع خير الكلام
قال الله تعالى: {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ قّ:17- 18] . بل الله سبحانه وتعالى مع كل نجوى بعلمه ، قال تعالى : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [ المجادلة:7] فسبحان من أحاط بكل شيء علماً . وانظر إلى كشف المخافتة في القول: {فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ} [ القلم:23- 24] . واللفظ لأهميته دليل مادي قائم على حقيقة اللاَّفظ ، قال الله تعالى : {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ } [ محمد: من الآية30] وقال تعالى : { قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ } [ آل عمران: من الآية118] .
قال شيخ الإسلام في (( الفتاوى )) (4 /74 ،75 ) : ( والكلمة أصل العقيدة . فإن الاعتقاد هو الكلمة التي يعتقدها المرء ، وأطيب الكلام والعقائد : كلمة التوحيد واعتقاد أن لا إله إلا الله . وأخبث الكلام والعقائد : كلمة الشرك ، وهو اتخاذ إله مع الله . فإن ذلك باطل لا حقيقة له، ولهذا قال سبحانه: {مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ}.. إلى آخر كلامه - رحمه الله تعالى -) .
وفي صحيح مسلم من حديث جندب بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قال رجل : والله لا يغفر الله لفلان ، فقال الله عز وجل : من ذا الذي يتألَّى عليَّ أني لا أغفر لفلان ؟ قد غفرت له وأحبطت عملك )) فهذا العابد الذي قد عبد الله ما شاء أن يعبده أحبطت هذه الكلمة الواحدة عمله كله .
وفي حديث أبي هريرة نحو ذلك ، ثم قال أبو هريرة : تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته .
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً ، يهوي بها في نار جهنم )) وعند مسلم : (( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب )) .
وعند الترمذي من حديث بلال بن الحارث المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه . وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، فيكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه)) وكان علقمة يقول: كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث؟
وفي جامع الترمذي أيضاً من حديث أنس قال : توفي رجل من الصحابة ، فقال رجل : أبشر بالجنة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( وما يدريك ؟ فلعله تكلم فيما لا يعنيه ، أو بخل بما لا ينقصه )) قال : حديث حسن .
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة يرفعه : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )) .
وفي لفظ لمسلم : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فإذا شهد أمراً فليتكلم بخير أو ليسكت )) .
وذكر الترمذي بإسناد صحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )) .
وعن سفيان بن عبد الله الثقفي قال : قلت : يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك ، قال : (( قل آمنت بالله ثم استقم )) قلت : يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي ؟ فأخذ بلسان نفسه ، ثم قال : (( هذا )) والحديث صحيح .
وعن أُم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( كل كلام ابن آدم عليه لا له ، إلا أمراً بمعروف ، أو نهياً عن منكر ، أو ذكر الله عز وجل )) قال الترمذي : حديث حسن .
وفي حديث آخر : (( إذا أصبح العبد فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان ، تقول : اتقِّ الله فينا فإنَّما نحن بك ، فإذا استقمت استقمنا ، وإن اعوججت اعوججنا )) .
وقد كان السلف يحاسب أحدهم نفسه في قوله : يوم حار ، ويوم بارد ، ولقد رؤي بعض الأكابر من أهل العلم في النوم فسُئِل عن حاله ، فقال: أنا موقوف على كلمة قلتها، قلت: ما أحوج الناس إلي غيث ، فقيل لي : وما يدريك ؟ أنا أعلم بمصلحة عبادي.
وهذا موقفنا اليوم وفي الغد باذن الله الاهم في امر اللسان ان قدر الله لنا البقاء واللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

khaled
01-03-2010, 04:33 AM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
جزاكم الله خيرا واصلح الله السنتنا واستعملها فى طاعته

المشتاقة للجنة
03-18-2010, 08:49 PM
جزاك الرحمن خيرا

بالنسبة لهذه الجملة وقد كان السلف يحاسب أحدهم نفسه في قوله : يوم حار ، ويوم بارد نحن كثيرا ما نقول اذا اشتد بنا الحر اليوم حار والعكس كذلك فهمت من محاسبة الصحابة انه لا ينبغي لنا ان نقولها صح ؟

المشتاقة للجنة
09-08-2010, 05:22 PM
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين جيد اني قرات الموضوع للمرة الثانية