المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : #سلفي | #مصر | #إبراهيم_أباظة يكتب "بل لحوم العلماء مسمومة"!! #salafy #k لا...


S.N.N
04-03-2012, 01:49 AM
?#سلفي | #مصر | #إبراهيم_أباظة يكتب "بل لحوم العلماء مسمومة"!! #SALAFY #K




لا زال الجدال قائما بين غالبية التيار الإسلامي وبين بعض شباب الإسلاميين (الثوريين) -أو المتحولين الجدد كما أسميهم- حول ضوابط نقد العلماء وحول الحد الفاصل بين النقد البناء والنصح للعلماء وبين عقوق الكبار وهدم الرموز!!

ولا زال (الثوريون) يعانون من حالة (الثورية الطافحة) على كل ما هو قديم أو مألوف، بغض النظر عن اتساق موقفهم مع الدليل الشرعي أو عدم اتساقه، وبغض النظر عن درجة الخلاف في المسألة محل النزاع، مما حدا بالبعض إلى تسمية هذه الحالة بـ(تقديس النموذج الثوري)، ولا زالوا يسقطون حالهم هذا على من حولهم متهمين إياهم بتقديس العلماء لمجرد أنهم يتابعونهم في اجتهاداتهم أو ينهون عن إسقاطهم أو يطالبون منتقديهم بالتزام ما أوصانا به الشرع مع الكبير من احترام وتوقير!!

نعم هناك من يقدس الأشخاص ويتعصب لهم تعصبا مذموما، ولا ينكر منصف هذا، ولكنه قليل كقلة (الثوريين) القادحين في أهل العلم تماما، غير أن أهل الحق والاعتدال –على كثرتهم- صوتهم ضائع بين الفريقين، وعليهم أن يرفعوا أصواتهم أكثر وأكثر حتى يطغى على هذا الضجيج المتطرف.

لذلك أتعجب عندما أقرأ لمن يظن به العقل والعلم كلاما يحط به من قدر مقولة: (لحوم العلماء مسمومة) للحافظ ابن عساكر رحمه الله، نافيا أن يكون للعلماء حرمة زائدة على حرمة غيرهم من المسلمين، مخالفا بذلك القرآن والسنة والسلف، ومهدرا تلقي العلماء الأعلام لهذه المقولة على مر السنين بالقبول والتسليم! ولا أقبل أن يعتذر عن مثله بأنه ساق ذلك الكلام ردا على الطرف الآخر المغالي في العلماء، لأن الغلو لا ينبغي أن يرد عليه بغلو مضاد، لا سيما ممن يظن بهم العقل والعلم إذ يناط بهم تبيين الحق وتوضيحه، كما قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ردا على الخوارج الذين قالوا: (إن الحكم إلا لله) قال: (كلمة حق أريد بها باطل)، ولم ينفِ الحاكمية عن الله مثلا ردا على غلوهم –وحاشاه-.

ولا أريد أن أسوق هنا الأدلة من القرآن والسنة وأقوال الصحابة والتابعين وتابعيهم على صحة قول الحافظ ابن عساكر رحمه الله، فلهذا مكان آخر، كما أنني أراه من الوضوح بحيث لا يحتاج إلى توضيح، ولكنني أريد أن أؤكد على أن علاج التطرف لا يكون بتطرف مضاد، فالذب عن العلماء ودفع السب والإسقاط عنهم والرد على من انتقصهم وأهانهم ولم ينزلهم منازلهم ليس بتقديس لهم، وكذلك اتباعهم والأخذ بآرائهم وتلمّس اجتهاداتهم ليس بتقديس لهم أيضا، كما أن مخالفتهم في اجتهاداتهم في المسائل الخلافية والرد عليهم فيما نراهم أخطأوا فيه مع مراعاة الأدب ليس أمرا مذموما في دين الله، بل هو واجب النصيحة الذي أمر به الله ورسوله.

فيا نخبة الصحوة الإسلامية، استووا وارفعوا أصواتكم يرحمكم الله، اللهم بلغت اللهم فاشهد.


إبراهيم أباظة
جريدة الفتح 30-3-2012م?

http://photos-g.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-prn1/546973_397015386988883_208614759162281_1449521_112 7934848_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=397015386988883&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1)