المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القاضي ابو يوسف يوجه نصائح للخليفة


المشتاقة للجنة
01-15-2011, 08:20 PM
<b>القاضي أبو يوسف ... يوجه نصائح للخليفة....
* طلب هارون الرشيد من أبي يوسف قاضي القضاة أن يؤلف له كتابًا في أصول جباية الأموال ونظام الضرائب العامة... فوضع أبو يوسف كتابه (الخراج) تلبية لطلب الخليفة، وجاء في مقدمة الكتاب:

يا أمير المؤمنين: إن الله ـ ولله الحمد ـ قد قلدك أمرًا عظيمًا، ثوابه أعظم الثواب، وعقابه أشد العقاب، قلدك أمر هذه الأمة، فأصبحت وأمسيت، وأنت تبني لخلق كثير، قد استرعاكهم الله وأتمنك عليهم، وابتلاك بهم، وولاك أمرهم، وليس يلبث البنيان إذا أسس على غير التقوى، أن يأتيه الله
من القواعد، فيهدمه الله على من بناه وأعان عليه، فلا تضيعن ما قلدك الله من أمر هذه الأمة والرعية، فإن القوة في العمل بإذن الله، لا تؤخر عمل اليوم إلى غد، فإنك إذا فعلت ذلك أضعت، إن الأجل دون الأمل، فبادر الأجل بالعمل، فإنه لا عمل بعد الأجل.

إن الرعاة مؤدون إلى ربهم ما يؤدي الراعي إلى ربه فأقم الحق فيما ولاك الله وقلدك ولو ساعة من نهار، فإن أسعد الرعاة عند الله يوم القيامة، راع سعدت به رعيته، ولا تزغ فتزيغ رعيتك، وإياك والأمر بالهوى، والأخذ بالغضب، وكن من خشية الله على حذر، واجعل الناس عندك في أمر الله سواء... القريب والبعيد، ولا تخف في الله لومة لائم، واحذر فإن الحذر بالقلب وليس باللسان، واتق الله فإنما التقوى بالتوقي، ومن يتق الله يقه.. وإني أوصيك يا أمير المؤمنين بحفظ ما استحفظك الله، ورعاية ما استرعاك الله، وأن لا تنظر في ذلك إلا إليه وله!! ثم ختم أبو يوسف هذه المقدمة بقوله: وإني لأرجو إن عملت بما في هذا الكتاب من بيان، أن يوفر الله لك خراجك من غير ظلم مسلم ولا معاهد، ويصلح لك رعيتك ، فإن صلاحهم بإقامة الحدود عليهم، ورفع الظلم عنهم، وبالتظالم فيما اشتبه من الحقوق عليهم...
</b>

ابو تسنيم
01-16-2011, 09:27 PM
سبحان الملك
لم يتعرض شخصية من التاريخ الإسلامي من التشويه كما تعرضت له شخصية هارون الرشيد رحمه الله وكان من تولى كبر هذا الأمر الروافض والمستشرقين وأذنابهم من العلمانيين .. فكان لابد من تفنيد الشبهات وبيان حقيقة هارون الرشيد
هو أمير المؤمنين أبو جعفر هارون بن محمد المهدى بن عبد الله المنصور بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس رضى الله عنهما .
وهذا بعض ما قيل في الخليفه الامام التقي الورع
يقول الصفدي : كان يحب العلم وأهله , ويعظم حرمات الله فى الإسلام .

يقول الذهبي : كان من أنبل الخلفاء , وأحشم الملوك , ذا حجٍ وجهاد , وغزو وشجاعة ورأى .

يقول السيوطي : كان أمير الخلفاء وأجلّ ملوك الدنيا , وكان كثير الغزو والحج . وقال ايضا : وكان يحب العلم وأهله ويعظم حرمات الإسلام ويبغض المراء فى الدين والكلام فى معارضة النص .

يقول ابن كثير : كان من أحسن الناس سيرة وأكثرهم غزوا وحجا بنفسه .

يقول ابن العماد الحنبلي : قال ابن الفرات : كان الرشيد يتواضع لأهل العلم والدين , ويكثر من محاضرة العلماء والصالحين.

ويقول ابن العماد : وكان الرشيد رحمه الله يحب الحديث وأهله , وسمع الحديث من مالك بن أنس , وإبراهيم بن سعد الزهري , وأكثرُ حديثه عن آبائه , وروى عنه القاضى أبو يوسف والإمام الشافعي رضى لله عنهما . ذكر ذلك ابن الجوزى

وقال ايضا : وكان كثير البكاء من خشية الله , سريع الدمعة عند الذكر , محبا للمواعظ

يقول القرماني : وهو من أجل ملوك الأرض , له نظر فى العلم والآداب , وكان يصلى فى كل يوم وليلة مائة ركعة , وكان يحب العلم ويوقر أهله , وكانت أيام الرشيد كلها خيرا , كأن من حسنها أعراس .أ.هـ

يقول أبو معاوية الضرير الإمام المحدث الكبير : ما ذكرت عنده – اى هارون الرشيد – حديثا إلا قال : صلى الله وسلم على سيدى , وإذا سمع حديثا فيه موعظة بكى حتى يبل الثرى .

يقول أبو معاوية الضرير : حدثت هارون الرشيد بهذا الحديث , يعنى قول النبى صلى الله عليه وسلم : ((وددت أنى أقتل فى سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل .. )) الحديث , فبكى هارون الرشيد حتى انتحب رحمه الله !!

يقول الذهبي : وكان يحب العلماء , ويعظم حرمات الدين , ويبغض الجدال والكلام , ويبكى على نفسه ولهوه وذنوبه لا سيما إذا وعظ . أ.هـ

يقول الخطيب البغدادي : وكان يحب الفقه والفقهاء , ويميل الى العلماء . أ.هـ

دخل عليه يوما ابن السمّاك الواعظ فاستسقى الرشيد فأتى بقلة فيها ماء مبرد فقال لابن السماك : عظني , فقال : يا أمير المؤمنين بكم كنت مشتريا هذه الشربة لو منعتها ؟ فقال : بنصف ملكي , فقال : اشرب هنيئا , فلما شرب قال : أرأيت لو منعت خروجها من بدنك بكم كنت تشتري ذلك ؟ فقال : بنصف ملكي الآخر , فقال : إن ملكا لا يساوى شربة ماء وخروج بولة لجدير الا ينافس فيه , فبكى هارون الرشيد رحمه !!

وروى أنه لما لقى الفضيل بن عياض هارون الرشيد , فقال الفضيل : يا حسن الوجه أنت المسؤول عن هذه الأمة , حدثنا ليث عن مجاهد ((وتقطعت بهم الاسباب)) قال : الوصل الذى كان بينهم فى الدنيا , فجعل هارون الرشيد يبكى وينتحب رحمه الله !! , وكان يأتي بنفسه بيت الفضيل بن عياض

وكان هارون الرشيد من جملة دعائه : يا من خشعت له الأصوات بأنواع اللغات يسألونه الحاجات , إن من حاجتي إليك ان تغفر لى ذنوبي إذا توفيتنى , وصُيرت فى لحدي , وتفرق عنى أهلي وولدي , اللهم لك الحمد حمدا يفضل كل حمد كفضلك على جميع الخلق , اللهم صل على محمد وعلى آل محمد صلاة تكون له رضا , وصل عليه صلاة تكون له ذخرا وأجزه عنا الجزاء الأوفى , اللهم أحينا سعداء وتوفنا شهداء واجعلنا سعداء مرزوقين , ولا تجعلنا أشقياء مرجومين .

وبلغ من بعض عمال يوما حسن سيرته وتحريه العدل والأمانة , فأرسل اليه الرشيد يستقدمه ليكافأه ويكون مقدما عنده , فدخل عليه الرجل , وكان الرشيد يأكل سفرجلا , وهو يقشره ويأكل منه , فقال له : يا فلان , ما أحسن ما انتهى الى مولاك عنك , ولك عنده ما تحب , وقد أمرت لك بكذا وكذا , ووليتك كذا وكذا , فسل حاجتك! , فتكلم الرجل بحسن سيرته وقال : أنسيْتهم والله يا أمير المؤمنين سيرة العمريْن !!

فغضب هارون الرشيد واستشاط غضبا , وأخذ السفرجلة فرماه بها , وقال : يا بن اللخناء , العمريْن! , العمريْن! , العمريْن ! هبنا احتملناها لعمر بن عبد العزيز , نحتملها لعمر بن الخطاب !!

قال الأصمعى : صنع الرشيد يوما طعاما كثيرا وزخرف مجالسه , وأحضر أبا العتاهية فقال : صف لنا ما نحن فيه من نعيم هذه الدنيا فقال :
عِش ما بدا لك سالما *** فى ظل شاهقة القصور
فقال : أحسنت , ثم قال : ماذا ؟ فقال :
يسعى عليك بما اشتهيـ *** ـت لدى الرواح وفى البكور
فقال : أحسنت , ثم قال : ماذا ؟ فقال :
فإذا النفوس تقعقت *** فى ظل حشرجة الصدورِ
فهناك تعلم موقنا *** ما كنت إلا فى غرور

فبكى الرشيد , وقال الفضل بن يحيى : بعث اليك أمير المؤمنين لتسره فحزنته , فقال : دعه , فإنه رآنا فى عمى فكره أن يزيدنا ... رحمه الله !!

والرشيد هو الوحيد فى خلفاء المسلمين الذى حج ماشيا رحمه الله تعالى ورضى عنه

وفى عام 187هـ , نقضت الروم العهد بينهم وبين هارون الرشيد , وتسلط على الحكم الملك النقفور (نيكوفوريس) فأرسل الى هارون الرشيد رسالة هذه نصها :

من نقفور ملك الروم , الى هارون ملك العرب , أما بعد ...
فإن الملكة التى كانت قبلي , أقامتك مقام الرخّ – الطائر الكبير- وأقامت نفسها مقام البيْدق – الطائر الصغير – فحملت اليك من أموالها ما كنت حقيقا بحمل أمثالها اليها , لكن ذاك ضعف النساء وحمقهنّ , فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قِبلك من أموالها , وافتدِ نفسك بما يقع به المصادرة لك , والا فالسيف بيننا وبينك.أ.هـ
فلما قرأ الرشيد الكتاب , استفزه الغضب حتى لم يمكن احدا ان ينظر إليه دون ان يخاطبه , وتفرق جلساوه خوفا من زيادة قول او فعل يكون منهم , واستعجم الرأى على الوزير من أن يشير ليعه او يتركه يستبد برأيه دونه , فدعا بداوة وكتب على ظهر الكتاب :

بسم الله الرحمن الرحيم , من هارون الرشيد أمير المؤمنين الى نقفور "كلب" الروم , قد قرات كتابك "يابن الكافرة" , والجواب ما تراه دون ان تسمعه , والسلام


وااااااااااااااااااهٍ يا أيام العزة .. !!

توفى هارون الرشيد رحمه الله غازيا , ووافته المنية بطوس – مدينة مشهد فى إيران اليوم – فى ثالث جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة 193هـ , وله خمس وأربعون سنة !! ودامت خلافتة رحمه الله 23 سنة ..

جزاكِ الله خيراً وبارك الله فيكِ
آسف أسف أسف علي الاطاله ولكنه هارون الرشيد

المشتاقة للجنة
01-17-2011, 01:50 PM
الله اكبر ماشاء الله
ليست هناك اطالة بل امتعتنا بما جاء في سيرته العطرة جزاكم الرحمن عنا خير الجزاء

ولي رجاء لم افهم ما جاء في آخر هذه القصة
وبلغ من بعض عمال يوما حسن سيرته وتحريه العدل والأمانة , فأرسل اليه الرشيد يستقدمه ليكافأه ويكون مقدما عنده , فدخل عليه الرجل , وكان الرشيد يأكل سفرجلا , وهو يقشره ويأكل منه , فقال له : يا فلان , ما أحسن ما انتهى الى مولاك عنك , ولك عنده ما تحب , وقد أمرت لك بكذا وكذا , ووليتك كذا وكذا , فسل حاجتك! , فتكلم الرجل بحسن سيرته وقال : أنسيْتهم والله يا أمير المؤمنين سيرة العمريْن !!

فغضب هارون الرشيد واستشاط غضبا , وأخذ السفرجلة فرماه بها , وقال : يا بن اللخناء , العمريْن! , العمريْن! , العمريْن ! هبنا احتملناها لعمر بن عبد العزيز , نحتملها لعمر بن الخطاب !!

ابو تسنيم
01-17-2011, 10:01 PM
ولي رجاء لم افهم ما جاء في آخر هذه القصة


تحت امرك

فغضب هارون الرشيد واستشاط غضبا , وأخذ السفرجلة فرماه بها , وقال : يا بن اللخناء , العمريْن! , العمريْن! , العمريْن ! هبنا احتملناها لعمر بن عبد العزيز , نحتملها لعمر بن الخطاب !![/u]


[/QUOTE]

اختصاراً حتي لا اطيل ويحدث ملل
يقصد هارون الرشيد عندما قال له الرجل قاصداً انه من عدل حكمه وجوده انساهم حكم العمرين فقال له هارون بعد ان وابخه
نحن لا نحتملها لعمر بن عبدالعزيز واذا احتملناها فكيف نحتملها للفارق عمرو بن الخطاب