المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : #سلفي| #خاص| #مصر #الأسكندرية| الشيخ أيمن محمود الجـِروِي يكتب: "ظاهرة حازم صلاح...


S.N.N
04-14-2012, 01:24 AM
?#سلفي| #خاص| #مصر #الأسكندرية| الشيخ أيمن محمود الجـِروِي يكتب: "ظاهرة حازم صلاح أبو إسماعيل" #SALAFY #Y


أن ينشغل الناس كلهم برجل واحد ، مع اختلاف مذاهبهم ومشاربهم ، وتنوع أفكارهم وميولهم ، وتعدد اتجاهاتهم واجتهاداتهم، وتباين أعمارهم وأجناسهم .
يختلف البعض عليه ، ويهفو الأخرون إليه !
تُملأَ بأخباره الفضائيات ، وتُدَشَنُ بأقواله وما قيل عنه الصحف والمجلات .
يذكره الخسيس ليرفع من خسته ، والمجهول ليعرفه الناس بعد جهالته !
يذمه بعضهم فيشتَهِرْ ، ويمدحه بعضهم فكأنما به سُحِرْ !
هذا مقدم برامج يستضيفه لترتفع أسهم برنامجه ، وأخر يستضيف من يتحدث عن جانب من جوانبه .
الشباب به مفتونون ، والشيوخ فى أمره متحيرون !
الساسة شُغِلوا به ، والعامة أُغْرَموا به .
بل تخطى أمره مصر كُلَها ، لتملأ أخبارُه الدنيا وأرجاءَها !
فكل ذلك يعنى أننا أمام ظاهرة تستوقف الجميع .
وكما لا تزال الظواهر الكونية تلفت الأنظار ، فأيضاً لا تزال الظواهر البشرية تستحق الانبهار .
ولا زالت الأمة حيناً بعد حينٍ تستخرج مِنْ مكنون مخزونها مَنْ يصل حاضرها بماضيها ، و يبرهن على أن الخير باقٍ فيها .
قد نتفق أو نختلف على اختيار حازم أبو إسماعيل للرئاسة ، لكن لا يمكن أن يختلف أحدٌ – إلا مكابر أو صاحب هوى – على خُلق الرجل وأدبه و وقاره ، ورباطة جأشه ، وجرأته في قول الحق ، وقوة شخصيته ، وذكاء قريحته ، وحكمة أقواله ، وجميل مواقفه ، وعدله مع الموافق و المخالف ، وعفة لسانه ، وسمو أهدافه ، ونبل طباعه ، وأصالة تربيته ، وعراقة نسبته .
والأن بعد أن وضعت الحربُ بعضَ أوزارها ، و هدأت العاصفةُ إلى حين معاودة اصفرارها .
وبان للجميع ثعبان موسى بن عمران من عِصِى سحرة فرعون وهامان ، وظهر عَوارُ المفلسين ، وبطلت حيلُ المتأمرين .
ولم يَعُدْ يخفى ضوء النهار إلا على فاقدي الأبصار و عديمي الإبصار !
الأن فقط أمسكت قلمي لأكتب عن هذه الظاهرة لأول مرة .
ولأنه ليس من عادتي تكرار ما قد قيل أو سبقني إليه غيري ، فأقول مُجْمِلاً قولي فيما يلي :
تسميتي لشأن حازم أبو إسماعيل بالظاهرة ، قد لا ينكره علماء الاجتماع ، وإنما قد ينكره غيرهم ، ولهؤلاء أقول : رويداً رويداً لا تعجلوا بالهجوم ، فكل واحدٍ منكم ظاهرة لا تتكرر فى الحياة سوى مرة واحدة !
لكن من الظواهر البشرية من يلفت أنظار العالم كله ، ومنها من يلفت أنظار من حوله ، ومنها من يتأمل نفسه فى المرأة كل برهة ليتأكد من أنه لازال على قيد الحياة رغم انصراف الناس عنه ! ولله فى خلقه شئون .
واسمحوا لي أيها القراء الكرام بعد أن برأت المحكمة الرجل الفاضل من تهمة الكذب ، ودفعت بعدم تلبس ذمة والدته الفاضلة – رحمها الله – من أن تدنس بحمل جنسية العم سام ، حتى وإن حاول العم سام وأذنابه أن يلصقوها بها كرهاً ، ولو ألجأهم ذلك إلى الكذب والتزوير وشراء الذمم الإعلامية ، لكن يأبى الله إلا أن يظهر حقارة هذه الجنسية عندما سيرها تهمة تُبَرىء المحكمةُ منها الشرفاء ، وتدفعها عنهم وعن ذويهم في وقت يتقاتل فيه الكثيرون على أعتاب سفارة العم سام من أجلها!
اسمحوا لى أن أدفع عدة تهم الصقت بالرجل ولم أرَ من دفعها عنه ، أو لم يرد في ثنايا دفاعه ما يشفى الغليل ، ويقطع دابرَ صاحبِ الذهنِ الكليل ، والفكرِ العليل .
قالوا عن الرجل : لا يفقه في السياسة !
ولهم أقول : وأين تعلم السياسة أبو بكر وعمر وعثمان وعلى ومعاوية وعمر بن عبد العزيز وصلاح الدين ونور الدين محمود و قطز وسليم القانوني و محمد الفاتح ... الخ ؟ وفى أي جامعة سياسية تخرجوا ؟
ليس ثمة جامعة ولا مدرسة ، وإنما هي قدرات شخصية ، ومكتسبات بيئية ، ومنح ربانية ، والمُوَفَقُ من وفقه الله تعالى
إذَا لَمْ يَكُنْ عَوْنٌ مِنْ اللهِ لِلْفَتَىْ *** فَأوْلُ مَايَجْنِيْ عَلَيْهِ اِجْتِهَادُهُ
وفى المقابل لما قيل لبعضهم : مالكم ومعترك السياسة ؟ قالوا : لابد من أن تكون لنا تجربة سياسية ، فقيل لهم : ليس عندكم خبرة ، قالوا : الخبرة تأتى بالمشاركة (وصدقوا فيما قالوه) ، ولكنهم حرموا ذلك على الرجل عديم التجربة والخبرة
في نظرهم!
قالوا عن الرجل: إنه ثوري ومتهور ومندفع وفيه شدة وقسوة، قد يجر البلاد والعباد لفتنة عمياء ، وقد يضحى بالملايين حتى تستقر الأوضاع.
ولهم أقول : كذلك قد قالها من سبق في حق عمر رضى الله عنه لما ولاه أبو بكر رضى الله عنه لكن بصيرة رجلٍ واحدٍ خالفت ظن كبار الصحابة من أشياخ قريشٍ وفتيانهم، وشبابِ الأنصار وكهولِهم !
فتحول عمرُ الشديدُ إلى عمرَ الرحيمِ بالمسلمين ، بل بأهل الكتاب ، بل والله بالحيوان ، وقولته : " لو أن بغلة عثرت بالعراق لخشيت أن يسألني الله عنها لما لم تصلح لها الطريق يا عمر " ما زال صداها يتردد حتى الأن .
وتحول عمرُ المندفع الثائرُ على أي أمرٍ لا يرضاه حتى في وجه المصطفى صلى الله عليه وسلم (راجع قصة الحديبية،وقصة حاطب بن أبى بلتعة) إلى عمرَ المشفقِ على الأمة لدرجة أنه عزل خالد بن الوليد القائد المغوار رضى الله عنه خوفاً على المسلمين من تهوره واندفاعه!
فلو قالوا : أتشبه بن إسماعيل بابن الخطاب ؟ لقلت لهم : وهل أنتم أصحابُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم حتى أشبهه به ؟
إنما أشبه المواقف بالمواقف ، والأحداث بالأحداث يا سادة .
وأزيدكم من الشعر بيتاً فأقول : أما لكم في موقف الصحابة من معارضة أبى بكر في شأن تولية عمر رضى الله عنهما عبرة ؟
أصاب أبوبكر رضى الله عنه وأخطأ الصحابة كلهم ، فكيف بكم تزعمون الإصابة وتُخَطِئُون الجموعَ الكثيرة المتأسية بثلة من العلماء الثقات ، و جمهرة من المتخصصين الأثبات ، و بعضِ نفرٍ من الساسة الناطقين بالحق المنكرين للذات ؟
إلا إن كان عندكم وحي من السماء بأن الأمر على خلاف ما يراه غيركم ، أو تعتقدون أن العصمة ملازمةٌ لكم !
قالوا عن الرجل: لا يفقه في السياسة المعاصرة .
وفى المقابل لما قيل لهم في أول عهدهم بالسياسة : لستم أهل سياسة ، قالوا : عندنا سياسة شرعية هى أفضل وأعظم من السياسة المعاصرة ، لكن لما جاءهم حازم قالوا : لا يفقه في السياسة المعاصرة !
ولو سلمنا لكم جدلاً بذلك فهل سلمتم له بما نسبتموه لأنفسكم ، أم أن حازماً أيضاً بالسياسة الشرعية جاهلٌ جهولٌ جهلان !
قالوا عن الرجل: سيدفع أمريكا وإسرائيل إلى حربنا .
ولهم أقول : ما قاله الله تعالى : {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174) إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175) }[سورة آل عمران]
وأقول لهم : أيضاً ما قاله الصحابى الجليل عَبْدُ اللّهِ بْنُ رَوَاحَةَ رضى الله عنه لأصحابه يوم مؤتة : " يَا قَوْمِ وَاَللّهِ إنّ الّتِي تَكْرَهُونَ لَلّتِي خَرَجْتُمْ تَطْلُبُونَ الشّهَادَةُ وَمَا نُقَاتِلُ النّاسَ بِعَدَدِ وَلَا قُوّةٍ وَلَا كَثْرَةٍ ، مَا نُقَاتِلُهُمْ إلّا بِهَذَا الدّينِ الّذِي أَكْرَمَنَا اللّهُ بِهِ فَانْطَلِقُوا فَإِنّمَا هِيَ إحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ إمّا ظُهُورٌ وَإِمّا شَهَادَةٌ " . [سيرة ابن هشام (2/ 375)]
قالوا عن الرجل: هو طالبٌ للإمارة ، ومن طلبها لا يُعطاها .
ولهم أقول : قد ثبت عن غير واحدٍ من أهل العلم الأفاضل أنه دفعه لهذا الأمر دفعاً ، وهذا معروفٌ مشهورٌ ، تتابع نقله عن هؤلاء الأفاضل ، وصرح بعضهم به ، وهذا يكفى في نفى التهمة لو كانت تهمة .
و إلا فكما ثبت النهى عن طلب الإمارة في حق الضعفاء , ومن ليس لها بأهلٍ ، فأيضاً ثبت طلبها للكفء الأمين .
قال تعالى : { قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) } [ سورة يوسف ]
وثبت طلبها أيضاً إذا كان فى طلبها خيرٌ للمسلمين ، ومنفعةٌ لهم ، وصيانةٌ لدمائهم وأموالهم ، كما طلبها النعمان بن بشير رضى الله عنه من يزيد بن معاوية عندما خرج أهل المدينة عليه ، وأراد أن يرسل لهم مسلم بن عقبة ( وكان سفاكاُ للدماء) فقال له النعمان بن بشير رضى الله عنه : " يا أمير المؤمنين ولني عليهم أكفك " . [البداية والنهاية (8/ 239)]
بل والله يجوز تولية الكفء الذى يطلبها وإن كان عاصياً فى نفسه !
لما أعيت الكوفةُ عمرَ بن الخطاب رضى الله عنه من كثرة ما يطعنون فى أمرائهم قال له المغيرة بن شعبة : ولني، يا أمير المؤمنين. قال: أنت رجلٌ فاسق. قال: وما عليك مني؟ كفايتي ورجلتي لك، وفسقي على نفسي. فولاه الكوفة . [تاريخ اليعقوبي
(ص: 167، بترقيم الشاملة آليا)]
[وللمزيد أرجو مراجعة تفسير شيخنا محمد بن صالح العثيمين للأية 35 من سورة ص،وتفسير المفسرين للأية 55من سورة يوسف]
وأخيراً ...
قالوا لأتباعهم: نحن أعلم منكم وأكثر خبرة ، و معرفتنا ببواطن الأمور وما تُخفى المجالسُ ليست كمعرفتكم .
وهذا حقٌ لا نمارى فيه .
لكن أقول : لو كان الأمر كذلك لماذا تكيلون بمكيالين ؟ ولا تقدمون من كان علمه وخبرته بسياسة القوم ومكرهم يفوق ما عندكم بمراحل ؟
وكيف لا وقد نشأ منذ نعومة أظفاره يسمع أحاديث السياسة و حوارات السياسيين ،و تربع في مجالسَ تَحَفلُ بالكلام في السياسة ، وذلك في بيت والده رحمه الله تعالى (صلاح أبو إسماعيل العالم الأزهرى الجليل وعضو مجلس الشعب فى عهد السادات) .
وختاماً أقول لمشايخنا الأجلاء وعلمائنا الأفاضل :
لقد علمتمونا أن : " الحق لا يعرف بالرجال " ، وأن : " الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك " .
وقلتم لنا : هذا هو الطريق المستقيم والمنهج القويم .
ونحن أوفياء لهذا المنهج ، وحريصون على العمل بما تعلمناه منكم .
ومع ذلك فنحن لمجالس علمكم ملازمون ، وبركابكم متمسكون ، وعن أعراضكم مدافعون .
إلا أننا نرفض بعد أن مَلكنا اللهُ تعالى أهلية النظر والبحث والدراسة ، و رأينا أسوة لنا من أهل العلم على الطريق ذاته سالكين ، وعلمنا أن الأمر مما يجوز فيه الخلاف ، ويتسع فيه النقاش ، وتتعدد فيه الأراء ... نأبى أن نقلد على خلاف ما نعتقد ، وإن كنا لا نمنع المقلد من تقليده لكم ، بل نقول بكلام أهل العلم الأقدمين : " إن مذهب المقلد مذهب من يفتيه " .
وما أجمل ما تعلمناه منكم نقلاً عن الإمام الشافعي رحمه الله : " ألا يسعنا أن نبقى إخواناً وإن اختلفنا فى مسألة " .


فجر الخميس 20 جماد الأول1433هـ الموافق 12/4/2012م?

http://photos-d.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/523862_404533826237039_208614759162281_1473933_181 9413360_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=404533826237039&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1)