المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن التشبه بالكرام فلاح


المشتاقة للجنة
02-02-2011, 02:31 PM
http://montada.khaledbelal.net/mwaextraedit4/extra/04.gif


إن التشبه بالكرام فلاح ..!! د.أنوار عبد الله أبو خالد .


على عكس الفكرة المفرطة التي يرددها الكثير ، فإن استقلالية الأطفال في شخصياتهم وأخلاقهم , واعتمادهم على أنفسهم بطريقة الاستفادة من الأخطاء بعد وقوعها بآلية فردية مستقلة ـ هي خطأ فادح متى ما كانت هذه الطرق أدوات أولية يعتمد عليها دون التوجيه المباشر أو التقويم الرقابي أو التعليم بالقدوة الحسنة ..

تحدث الوعاظ والمفكرون والحكماء كثيرا حول أهمية وجود القدوة الحسنة في حياة الأحداث ، لأن النفس الإنسانية بطبيعتها تتأثر كثيرا بالشخصيات البشرية المحبوبة لها فتحاول تقليدها , ومشابهة أفعالها ومحاكاة أقوالها لأسباب كثيرة منها أن للإنسان غريزة تقلد الأسوة وتتعلق بالقدوة وتتمثل بسلوك الآباء وشخصيات المعلمين وتحاكي أخلاق الأقران ، مما يمكنها من تعلم العلم واكتساب الخبرات واحتواء التجارب والحكم بسرعة تتناسب مع عمرهم الزمني القصير وسط هذا الكم العلمي والثقافي الكبير مما يختصر المسافات ويقلل الوقت ويبعد التردد أو التشكيك ولذلك قال تعالى في حق الأمين صلى الله عليه وسلم ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) وقال في حق الأنبياء من قبله (فبهداهم اقتده ) لأن الأنبياء كالشموس تنير للناس طرقاتهم فلا يتعثرون ولا يزلّون ..

ومن الأسباب النفسية التي تقف خلف تقليد الناس للقدوة ، معرفتهم في داخل أنفسهم أن هذه المثل العليا والأخلاق الفاضلة والحكمة المضيئة كلها قابلة للتطبيق وفي مقدور البشر عملها بدليل أن (القدوة) استطاع أن يتمثل بها ، فرأوا ما يحبون مطبقا في أرض الواقع ، هذا أمر مهم لأن البشر بطبيعتهم يتساءلون كثيرا عن الكمال وعن إمكانية حصوله للبشرية الخطّاءة بطبعها وعندما يرون ( القدوة البشرية تطبقها ) تزداد قناعتهم وعزيمتهم بإمكانية التطبيق ..

ورغم أهمية القدوات الحسنة في حياة الأطفال والمراهقين كطريقة من طرق التربية والتعليم والتثقيف ، إلا أننا قدمنا لهم قدوات صنعها الآخرون لنا ، قدوات لا تتناسب وطبيعة مبادئنا وأخلاقنا وعقيدتنا ، والأسوأ من هذا كله أنها قدوات كرتونية فنتازية خيالية لا صلة لها بأرض الواقع ، مما يزيد قناعة الطفل المحب لهذه الشخصيات بأن الخير والصلاح والقيم والفروسية والأخلاق إنما هي مثاليات صعبة التطبيق لأننا لا نرى بشرا يقدمها بشخصه كواقع معاش ، وهذه الفجوة التربوية مازلنا في غفلة عنها رغم أننا نرى أطفالنا كالمغيبين خلف شاشات التلفاز ونجومه المتهافتة ، فمتى نربط أطفالنا بقدوات بشرية حسنة قد أثرت بعلمها وأخلاقها في مجتمعاتها ، ونريدهم قدوات محلية فقد مججنا المستورد ومللنا المجلوب وكرهنا المصنوع ، نريد قدوات كالمصابيح تنير لنا في عتمات الليل البهيم ، فيتوقد عند أطفالنا الحماسة ويدب فيهم العزم ، ويتبين لهم الرشاد ، ولا أقل من أن نكون نحن الآباء قدوات صادقة لأبنائنا ، نمتثل لما نأمرهم به ولا نخالفهم لما ننهاهم عنه ، فإن لم يروا منا خيرا يهدى فلا أقل من أن نستر عوراتنا عنهم ..

فتشبّهوا إن لم تكونوا مثلهم
إن التشبه بالكرام فلاحُ ..

وعلى دروب الخير نلتقي ..

ابو تسنيم
02-17-2011, 12:02 AM
اُحب الصالحين ولست منهم لعلي ان انال بهم شفاعه
واكره من تجارتهم معاصي وان كونا سوياً في البضاعه
جزاكِ الله خيراً

المشتاقة للجنة
02-17-2011, 03:07 PM
wa antom min ahli aljaza2