المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : #سلفى | #مصر | #مقالات #salafy #tجمال سلطان يكتب .. المبادرة الجسورة للدعوة الس...


S.N.N
04-30-2012, 03:02 AM
?#سلفى | #مصر | #مقالات #SALAFY #T
جمال سلطان يكتب .. المبادرة الجسورة للدعوة السلفية.

قرار الدعوة السلفية وحزب النور أول أمس بالإعلان عن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح كمرشح رسمى لهما يحسم أمر الانتخابات المقبلة بنسبة كبيرة، ويمثل أهم وأكبر دعم تلقاه المرشح الرئاسى منذ بدء حملته، ولكن الأهم من تلك النتيجة تأمل مقدماتها ودلالاتها؛ لأن حزب النور والدعوة السلفية بذلك الموقف الجرئ برهنا على أن التجربة السلفية الجديدة فى الممارسة السياسية تنضج سريعًا، بل أسرع مما كنا نتوقع، فلم يكن هناك شك فى أن الدعوة السلفية لها خلافات فكرية مع أبو الفتوح، وكثيرًا ما انتقدوه، ولكنها نجحت بامتياز فى الفصل بين الموقف الفكرى والموقف السياسى، نحن الآن لسنا أمام اختيارات فكرية، وإنما أمام اختيار سياسى يناسب اللحظة التاريخية التى يمر بها الوطن، لا نبحث عن "المفكر"، وإنما عن "رجل دولة"، وكانت الدعوة السلفية تؤكد فى خطابها مرارًا أنها سوف تختار "الأنسب" لمصر، حتى لو لم يكن هو النموذج الذى كانت تتمناه دينيًا ومنهجيًا، بمعنى أن القرار فى النهاية مركب ومعقد، يراعَى فيه الحالة السياسية للبلد الآن، وتوازُنات القوى، والمستهدَف إنجازه فى تلك المرحلة للمسار الديمقراطى والإصلاحى فى مصر، وكان "أبو الفتوح" هو الحل وهو الاختيار؛ لأنه مرشح توافقى بامتياز، فلا يوجد فى مصر مَن يتخذ موقفًا عنيفًا وعنيدًا ضد "أبو الفتوح" إلا تياران : الإخوان المسلمون والشيوعيون، وأما باقى القوى الإسلامية والليبرالية واليسارية والقبطية فهى مُجمِعة ـ تقريبًا ـ على أبو الفتوح كحل لمعضلة الرئاسة فى فترة التحول من النظام القديم إلى النظام الجديد وحكم الشعب الفعلى، كما أن أبو الفتوح له موقف نقدى من المؤسسة العسكرية، ولكنه نقد موضوعى وحكيم وغير عدوانى، ولا يستهدف الإثارة والمتاجرة بالصدام مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة لكسب حضور جماهيرى مفتعل، وهذا عنصر مهم فى ضمان الانتقال السلمى والآمن للسلطة فى نهاية يونيو، وقد برهن أبو الفتوح فى أكثر من موقف على جدّيته "كرجل دولة"، يمكن أن يثق الجميع بتحمّله للمسؤولية وفى عدالته ونزاهته، كما لا يمكن للتيار الإسلامى أن يتجاهل أن "أبو الفتوح" هو ابن التيار الإسلامى، والرجل الذى ذهب عمره فى خدمة قضايا الإسلام والمسلمين داخل مصر وخارجها، ودفع ضريبة ذلك كله من حريته وأمنه ومصالحه.
أيضًا القرار الذى صدر عن الدعوة السلفية وحزب النور مر بمراحل من الحوار المفتوح والشفاف والتصفية، ثم التصويت الحر فى أكثر من مستوى، فى أمناء الدعوة وفى الهيئة البرلمانية للحزب بغرفتَيْها، الشعب والشورى، والهيئة العليا للحزب، وتلك رسالة مهمة للغاية على أن التيار السلفى يتجه بقوة نحو دعم المسار الديمقراطى، وأنه سيكون إضافة مهمة للوطن بالفعل فى حماية مكتسبات الثورة؛ لأن ما تم فى عملية اختيار "أبو الفتوح" هو ممارسة ديمقراطية من الطراز الأول، وتكشف عن احترام حرية الرأى والقبول بالحق فى الاختلاف والتعددية واحترام نتيجة التصويت الانتخابى، حتى وإن اختلف البعض معها، وتلك قِيَم إنسانية رفيعة أساء إليها، مع الأسف، تطرف علمانى حاول أن يضعها فى سياق معادٍ للدين ومقلق للتيار الإسلامى، الآن السلفيون يعيدون الاعتبار لتلك القيم ويضعونها فى سياقها الصحيح، أيضًا دعم حزب النور والدعوة السلفية لأبو الفتوح، رغم التناغم السياسى بين الحزب وحزب الحرية والعدالة الممثل للإخوان طوال الفترة الماضية، يبعث برسائل مهمة للحركة الوطنية، أن الحزب السلفى الأكبر لا يتخذ مواقفه وفق عواطف دينية محضة، ولا حسابات أيديولوجية ضيقة الأفق، ولا وفق صفقات انتهازية على حساب الوطن، وإنما يجعل ميزانه المصلحة الوطنية، ويجعل من هدفه الأول إنجاح مسار الثورة المصرية، وتعبيد الطريق أمامها لتحقيق أهدافها المأمولة بأمان ويسر، حتى وإن أغضب ذلك قطاعًا مهمًا من التيار الإسلامى مثل الإخوان المسلمين.
المبادرة الجسورة للدعوة السلفية وحزبها بدعم أبو الفتوح وضعت الانتخابات الرئاسية فى مسارها المنطقى والصحيح، وأعادت الاعتبار إلى التيار الإسلامى كله، كشريك سياسى قادر على المبادرة واتخاذ القرار الصحيح فى اللحظات الحاسمة، رغم صعوبة الموقف وعظم المسؤولية.?

http://photos-a.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash2/149492_418411108182644_208614759162281_1507805_391 103297_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=418411108182644&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1)