المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : #سلفى | #مصر | #مقالات #salafy #t جمال سلطان يكتب .. حدث جميل. المناظرة السياسي...


S.N.N
05-12-2012, 04:27 AM
?#سلفى | #مصر | #مقالات #SALAFY #T
جمال سلطان يكتب .. حدث جميل.

المناظرة السياسية التى جرت أمس بين المرشحين الأكثر حضورًا فى الانتخابات، عبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى كانت حدثًا جديدًا وفريدًا فى مصر، بل فى العالم العربى كله، والحقيقة أنى لم أتصور أن تنجح المناظرة السياسية بهذا القدر؛ ولذلك قبل أى تقييم لتوجهاتها ومَن الذى فاز ومَن الذى لم يوفَّق فيها ينبغى أن نوجه التحية والتقدير إلى فريق العمل الذى قام على هذا العمل الاحترافى الجميل، ربما رأى الملايين صورة يسرى فودة ومنى الشاذلى على الشاشة، وكانا موفقين فى إدارة الحوار وإن كان يسرى قد تميز أكثر بالثقة بالنفس وامتلاك مهارة الارتجال والعفوية المحسوبة، ولكن الذى لم يره الملايين جهودًا أكبر خلف الكاميرا وقبل الوصول إليها، وتلك التى تتعلق بإعداد الأسئلة وإعداد معمار الحوار وضوابطه من الخُطوة الأولى وحتى النهاية بكل التفاصيل المحتملة، فالتحية موصولة إلى كل الجهد الذى ظهر، والذى لم يظهر على الشاشة والذى أخرج لنا هذا العمل السياسى والإعلامى الجميل.
مثل هذه المناظرات غير مألوفة فى العالم العربى، بل غير موجودة أصلاً؛ لأن الرئيس الجديد يكون معروفًا قبل موعد استحقاق الانتخابات بعشر سنوات، وهو نفسه الرئيس القديم، إلا أن تتدخل العناية الإلهية لتخفف عن شعب من الشعوب أوجاع القهر والإذلال بقبض روح "الفرعون" موتًا أو قتلاً أو ذهاب عقل كما حدث مع الحبيب بورقيبة!
خمس ساعات يقف فيها "السيد الرئيس" المحتمَل ليستجدى الشعب لانتخابه، ويتودد إليه أمام الشاشات من أجل انتخابه أو القبول به رئيسًا، لم يحدث من قبل، وأن يقوم مقدم برنامج تليفزيونى بإلزامه قسْرًا بالتوقف عن الكلام؛ لأن المساحة الزمنية المتاحة له انتهت، لم يخطر على بال من قبل، وعلى كل حال، هذه بعض نسائم الربيع العربى، وبعض توابعه، وأعتقد أن العالم العربى سيشهد المزيد من تلك النسائم عما قريب، وقد لاحظت أن إخواننا وأهلنا العرب فى العواصم المختلفة انجذبوا بشدة إلى تلك المناظرة، وانبهروا بها كما انبهرنا بها؛ وذلك لأن ملايين العرب ينظرون إلى التجربة المصرية كتجربة رائدة وملهمة، وإذا نجحت فستكون خيرًا وبركة على الشعوب العربية جميعًا، ولعله لذلك المعنى لا يخفى أن بعض النظم العربية قلقة للغاية من نجاح الثورة المصرية، ولا تدخر وُسعًا فى إرباكها.
قدم عبد المنعم أبو الفتوح أوراق اعتماده كرجل دولة، ومسؤول من طراز رفيع، ورئيس دولة يليق بالثورة المصرية وأصحابها الحقيقيين، ويليق بشعب مصر العريق، وعلى الرغم من الإحراجات التى حاول عمرو موسى إحراجه بها، وخاصة علاقته بالتيارات الإسلامية المختلفة كالسلفيين أو الإخوان، إلا أنه نجح بمرونة كبيرة وعفوية فى تجاوزها، كما كان التزامه الصارم بالهدوء وضبط النفس أمام انفلات أعصاب موسى فى الربع الأخير من المناظرة، كان له دور حاسم فى علو كعْبه فى المناظرة ونجاحه فى أن يترك انطباعًا رائعًا لدى غالبية مشاهديها.
فى كل الأحوال، التهنئة واجبة، للثورة ورجالها ولمصر والعرب، والتهنئة واجبة أيضًا لفريق العمل الذى أعد وأخرج وقدم هذه المناظرة غير المسبوقة.?

http://photos-g.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-prn1/560093_428309083859513_208614759162281_1532902_133 0648573_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=428309083859513&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1)