المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : #سلفي| #خاص| #مصر #المنصورة| #مقالات| الدكتور محمد علي يوسف يكتب: "ما بين الاستق...


S.N.N
05-20-2012, 08:51 PM
?#سلفي| #خاص| #مصر #المنصورة| #مقالات| الدكتور محمد علي يوسف يكتب: "ما بين الاستقرار و الثأر" #SALAFY #Y


بعد متابعة و دراسة طوال الأيام الماضية التى تفرغت فيها تقريبا للنقاش و الحوار مع مؤيدى الفلول و محاولة إقناع محبيهم و مؤيديهم خلصت إلى نتائج مهمة تتعلق بنوعية و طبيعة و أفكار أولئك المؤيدين
و الحقيقة أنهم ليسوا جميعا كما يتصور البعض من البسطاء أو محدودى الثقافة و التعليم أو حتى من المنتفعين بعودة النظام السابق و إن كانت تلك الطوائف تمثل نسبة كبيرة من مؤيدى الفلول إلا أن هناك نسبة لا بأس بها ليست كذلك بل على العكس منهم شباب مثقف و رجال و نساء من أصحاب التعليم العالى و لا يعرف عنهم فساد أو انتفاع بالنظام السابق لكن لاحظت أنهم يجمعهم عامل مشترك رصدته باطراد من خلال المتابعة الدقيقة و المكثفة
لاحظت أنهم يجمعهم عامل أستطيع أن أطلق عليه " العقلية الثأرية "
و العقلية الثأرية هى مصطلح يعبر عن بناء الأفكار و الاختيارات على أساس من الكراهية المورثة للرغبة فى الانتقام الذى يرى صاحبه أن رموز النظام السابق قادرون على أداء ذاك الانتقام بجدارة
و محل ذلك الانتقام و الثأر يتابين كما قلت من مؤيد إلى آخر لكنه يدور حول طائفتين رئيسيتين فى الغالب الأعم
الثوار و الإسلاميين و ربما الإثنين معا لدى البعض ممن لا يفصلون كثيرا بين الطائفتين و هما بالفعل ينبغى ألا ينفصلا

فما بين رغبة فى الانتقام من الثورة و الثوار الذين نجحت الكثير من العوامل و الآليات و وسائل الإعلام ( التى لا أنكر أن بعضها إسلامية ) نجحت فى تشويهها و تشويههم و إرساء عقيدة لدى الوعى الجمعى المصرى أو نسبة كبيرة منه أن كل المصائب الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الطائفية و ربما البيئية إنما حلت بالأمة من تحت رأس تلك الثورة و بفعل أولئك الثوار الذين لابد أن نعترف أنهم وقعوا فى بعض الأخطاء التى ساعدت على ذلك بعد إبرازها إعلاميا بشكل مقصود و ممنهج
و ما بين رغبة أخرى فى الانتقام من الإسلاميين الذين حظوا بالأغلبية البرلمانية و التى بفعل عوامل خارج البرلمان و داخله لم تكن على قدر آمال و توقعات كثير من الناس و ساعد على تلك الحالة من الإحباط التى شعر بها البعض إعلاء سقف تلك الآمال إبان حملات الدعاية التى صاحبت الانتخابات البرلمانية و كذلك بعض الزلات و الأخطاء التى ساعد الإعلام فى إبرازها و تضخيمها و التى رغم أنها لا تقارن قطعا بخطايا البرلمانات السابقة لكن نعترف أنها أخطاء رغم كل شىء
إلا أنه و برغم كل الأخطاء و الزلات المتوقعة من بشر غير معصومين فقد كان لابد أن يبرز جانب التكبيل و التعويق الذى تقوم به السلطة لإحراج البرلمان و هو ما لم يحدث بحال فكانت النتيجة تلك الرغبة الدفينة فى الانتقام من الأغلبية التى يمثلها الإسلاميون و هو ما لن يقوم به طبعا أحد أفضل من الخصم التقليدى للإسلاميين و الذى طالما سامهم سوء العذاب لذلك كانت الرغبة فى إعادة بعثه لدى أولئك المؤيدين
و هناك من يجتمع لديه الثأران بلا شك مع اختلاطهما برواسب أيديولوجية و شبهات فكرية زاد من تأجيجها بشكل فاضح الفكر الذى أسميه بلا تردد الفكر العكاشى الذى طالما استخف به الكثيرون و حذرت منه مرارا و بينت أنه لا يلقى اعتباطا كما يحلو للبعض أن يوهموا أنفسهم و إنما هو توجيه ممنهج يؤصل لدى المتلقى النظرة التى لم ينجح إعلام النظام السابق فى بثها أثناء الثورة و تلقاها الناس فى ذلك الوقت بالاستهجان و السخرية
نظرة القلة المندسة و المؤامرة الماسونية الإيرانية الكبرى و الأجندة الحمساوية التحالفة مع حزب الله و المدعومة من كنتاكى شخصيا
أيام الثورة كنا نتضاحك بتلك المساخر التى لم تعد الآن مدعاة للسخرية لدى قطاع من الشعب الذى شكل وعيه الإعلام العكاشى و من كان على شاكلته
و الحقيقة أنه رغم أن تلك العقلية الثأرية تعد فى نظرى و نظر الكثيرين عقلية مريضة تتأرجح بين السادية و الماسوشية* إلا أنها قابلة للتفاهم و التعديل فى رأيى فقط إذا ما تم الدخول إليها من من مداخل مناسبة
التعامل مع العقلية الثأرية التى تريد الفلول للثأر لا يكون من خلال التصادم أو الترهيب من بطش النظام السابق الذى نتوقع أن يعود فى ظل أذنابه و رجاله لأن هذا هو ما يريده المنتقم بعينه و إنما يكون فى تقديرى من خلال مخاطبة المنطق بنوع من الهدوء و معالجة الأسباب التى أدت لتلك الكراهية العميقة التى نتجت عنها تلك الرغبة الوحشية فى الانتقام
أرى كذلك ألا يطرح على مثل ذلك المنتقم اقتراح بمرشح آخر لأن ذلك يسد منافذ المنطق لدى عقليته الكارهة حين يتصور رغبة المحاور فى استقطابه أو جذب تأييده لمرشح ثورى أو إسلامى أو إسلامى ثورى و قد قدمت بأنه مصدود على الثلاثة و إنما يترك له جانب الاختيار و يبذل الجهد معه فى اصلاح النظرة الانتقامية من خلال العموميات و ليس التعيين و التخصيص كي لا ينفر و يصد
لا مانع كذلك من مخاطبة الحس الدينى لدى صاحب تلك العقلية و بيان بشاعة ذلك الشعور الانتقامى الذى يسيطر عليه و توعيته بالأدلة الشرعية لمبدأ التسامح و مبدأ أن السيئة لا تعم و لا تزر وازرة وزر أخرى مع الحرص ألا يكون ذلك كما سبق و أشرت موجها لشخص بعينه إنما هو كنصح عام لإنقاذه من مرارات الحقد و ظلمات الرغبة فى الثأر
كذلك لا مناص فى تقديرى عن بيان حيثيات التشويه الذى وقع بالثورة و الثوار و حقيقته و بيان طبيعة التكبيل الواقع بالبرلمان و كيف أنه أصلا ليس السلطة التنفيذية التى يناط بها التغيير العاجل مع عدم الانكار غير الموضوعى للأخطاء التى وقع فيها البرلمان و الإسلاميون و الثوار لأنها بالفعل وقع كثير منها و المصداقية أمر لا تنازل عنه من حيث المبدأ لكن علينا دوما التركيز على قضية الفصل بين المناطات حتى لا تختلط الأمور
أما بالنسبة للقطاع الآخر من مؤيدى الفلول من غير الانتقاميين و الذين هم فى الغالب من البسطاء و محدوى الثقافة و التعليم فهم فى المجمل يؤيدونهم من منطلق الرغبة فى الاستقرار الذى يرتبط فى أذهانهم بالسعة و الدعة و انفراج الأزمات المادية و الأمنية الطاحنة التى تعرضوا لها خلال خمسة عشر شهرا بفعل فاعل لا لشىء إلا ليصل فاعلها معهم إلى تلك النتيجة و ذلك المؤدى و هؤلاء ينبغى أن توضح لهم الحقيقة و يبين لهم من كان بيده زمام الأمور و مفاتيح كل تلك الأزمات المفتعلة
و كذلك علينا أن نذكرهم بجرائم و أزمات بل و كوارث النظام السابق التى شهدها أولئك الفلول و أقروها بل و شاركوا فى صناعة بعضها و الساكت عن الحق شيطان أخرس أو ضعيف أو على الأقل مقر موافق
و الأهم من ذلك ما يردده البعض على سبيل الطرفة و هو فى رأيى ليس كذلك بل هو حقيقة متوقعة جدا ألا هو مسألة حدوث العكس عند وصول أحد الفلول للحكم (عكس الاستقرار أعنى)
ينبغى أن يوضح ذلك بجلاء لأولئك الظانين أن الاستقرار لا سبيل الله إلا حكم الفلول و كيف أن ذلك وهم كبير
فبعد أن ذاق الناس الحرية و استمتعوا بلذتها لا يتصور أبدا أن يقبلوا مرة أخرى بالهوان و القمع الذى يتوعد به بعض فلولنا الأشاوس و من ثم فستأتى الرياح بما لا تشتهى سفن المستقرين و سيستمر التصادم بين الثوار و بين من ثاروا عليهم منذ عام و نيف و جئتم لهم بهم مرة أخرى فكيف تتوقعون بعد ذلك استقرارا ؟؟!
أما الصنف الأخير و هم الفاسدون و البلطجية و آكلى المال السياسى و الرشاوى الانتخابية و بعض رجال الأعمال المنتمين للمنظومة الآسنة السابقة و رجالات الحزب المنحل فأرى ألا ينفق عليهم الوقت أو الجهد لأنهما أثمن من أن يضيعا على هؤلاء ليس يأسا من تغييرهم و نصحهم و لكن لأنهم هدف أصعب لا نملك سعة من الوقت و الجهد له فهؤلاء نبتت لحوم أكثرهم من سحت النظام البائد و مسألة رجوعه بالنسبة إليهم معركة مصير لذا فلنرجىء الحوار معهم قليلا حتى يمنوا بهزيمة جديدة إن شاء الله عز و جل
فى النهاية و بعد هذا التحليل المجمل لصنوف و أفكار مؤيدى الفلول و طريقة التعامل معها أقول أنه لم يعد وقت و أذكر أن الأيام القادمة أيام مصيرية و إن كان الصمت الانتخابى قد بدأ فإن الصمت الفكرى و التوعوى و لو بمبادىء و مجملات لم يبدأ و لن يبدأ و على كل أصحاب الوعى و الفكر أن يتولوا على الأقل أمر ذويهم و عوائلهم و هذا فى تقديرى أهم من الدعاية لمرشحهم الشريف الذى بدأ صمته و لنعتبر ذلك جولة فاصلة جولات ثورتنا التى أصر أنها لم و لن تفشل أو تنتهى إلا إذا قصرنا فى تلك المرحلة الحاسمة?

http://photos-h.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/533331_433972503293171_208614759162281_1551868_442 493617_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=433972503293171&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1)