المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : #سلفى | #مصر | #كلمات #salafy #tخالد الشافعى يكتب .. الفتى الذي نجا.. ما أن ت...


S.N.N
05-22-2012, 10:24 AM
?#سلفى | #مصر | #كلمات #SALAFY #T
خالد الشافعى يكتب .. الفتى الذي نجا..

ما أن تكتب عن الحويني حتي ينتشر مقالك وتنهال التعليقات والمشاركات
مظاهرة محبة في اتجاه واحد ثناء ودعاء وإجماع على الرجل
هذا يكتب ذكرياته مع خطبة أو مقطع أو موعظة سمعها من الشيخ وكانت مفتاح قلبه ، وهذا يحكي عن لقاء به غير حياته ، وهذا يحكي عن سمته ، وهذا عن كرمه .
الحويني حالة خاصة ، شيخ توافقي بامتياز ، ولا أعرف شيخاً في مصر تربع علي قلوب أغلب المصريين كذاك الرجل
السلفيون بكافة مستوياتهم ( إلا غلاة الجامية ) والاخوان والشباب والعجائز ، وما قابلت في حياتي أحداً فلم يذكر الرجل بخير ، ولم أسال شاباً متديناً قط عن أحب شيخ إلى قلبه إلا وكانت الإجابة واحدة وباتفاق : الحويني .
ومن الأعاجيب أن الكثيرين حين تسألهم كيف كانت بداية سلوك طريق التدين فإذا بالإجابة غالباً محاضرة كذا للشيخ الحويني ، والأعجب أن أشهر محاضرة في هذا الباب هي محاضرة : ليلة في بيت النبي .
نعم كان الحويني فتحاً وبركة على هذه الأمة ، واحترق شحمه ولحمه ، خطبة خطبة ، ودرساً درساً ، ونجح في أن يكون جسراً ، وواسطة تاريخية بين القرون الفاضلة ، وبين الجيل الجديد.

نعم على الجسر الحويني عبرت ألوف مؤلفة ولم يكن عبوراً والسلام ، بل كان عبوراً مختلفاً ، ومتميزاً ، كانت محطات الوقود النفسية والإيمانية التي على الجسر الحويني تقدم وقوداً من نوع خاص ، لم تكن مجرد مواعظ ، ولم تكن مجرد خطب حماسية تعطي للعابرين شحنات قصيرة المدى سرعان ما يزول أثرها ، ويسقطون بعدها على قارعة الطريق . لا وألف لا
على الجسر الحويني تزود ألوف العابرين بوقود روحي ونفسي عجيب ، وقود يلد العابرين من جديد ويبث فيهم روح القرون الأولى ، ويبذر فيهم حراسة الحدود ، وشرطة الموت ، وينقل لهم خبرات مدرسة الحياة .
كل من عبر إلى حقائق الدين من على الجسر الحويني يعرف أنه مختلف عن الآخرين وأن الوقود الذي يقدم على هذا الجسر من نوع خاص .
كانت كلمات الحويني وأفكاره والأحاديث التي اختارها بعناية و قصد أن يرددها عمداً ويكررها ويشرحها ، كانت مقصودة لإعادة بناء جيل التمكين .
كان العابرون يصلون الى الطرف الآخر محملين بطاقة جبارة تناسب العنوان الذي جعله الشيخ غلافاً لكل محاضراته في السنوات الأخيرة : زمان المعارك الفاصلة .
نعم ، كان الشيخ يشعر باقتراب أيام المعارك الفاصلة ويسابق الساعات لتأهيل أكبر عدد ممكن من حراس الحدود وشرطة الموت وأجيال التمكين .
كان مشغولاً ببث المعاني التي تهياً الجندي لساحات الوغا ، وبارقة السيوف ، وأيام طويلة من الكر والفر والجوع والعطش .
بذل الرجل حشاشة مهجته ، وكان الكلام يخرج بقطع من شحم الرجل ولحمه ، لذا كان من المفهوم والمتوقع أن يصيبه الإعياء ، وأن يدب الوهن في جسد الفارس ، الذي بذله لربه ولدعوته.

رأيته في السنوات الأخيرة يقاوم لآخر قطرة قوة وعافية
رأيته في السنوات الأخيرة يقاوم مقاومة رهيبة ، كان ما زال هناك فرصة لوقف حالة الانهيار الصحي ، إذا لزم الراحة ، وترجل من على جواده ، وغادر ساحة المعركة ولو مؤقتاً .
لكن الفارس فضل أن يناضل لآخر نفس ، راغباً أن يسقط الآن في أرض المعركة ، رافضاً أن يحتفظ بما بقي من عافية في غرفة دافئة أو مع عائلته وأبناءه.
رأيته السنوات الأخيرة ، كلما قطع منه جزء أخذ الراية بآخر ، رافضاً أن تسقط راية عاش يقاتل تحتها ولأجلها ويجمع الناس عليها .
واليوم يبكي ملايين العابرين مرض جسرهم العبقري ، ويشتاقون لليلة جديدة في بيت النبي أو طرفة جديدة عن الأعمش وابن معين أو طلة جديدة من على منبره العالي ، يعيد بث الثقة فيهم ويضيء لهم ليل الفتن المظلم ويربت على أكتافهم : أن لن تراعوا.
وقد مر الشيخ في مرضه الأخير بلحظات لا يعلم حرجها إلا الله ، ولا أكاد أصدق إلى الآن أنه نجا .
لكن يبدو أن له مع ربه خبيئة ، أو أن دعاء ملايين العابرين قد رد قضاء الله .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : صنائع المعروف تقي مصارع السوء وأنا أقسم برب الحويني أن الحويني في هذا الباب أعجوبة من الأعاجيب .
نجا الفتى الحويني ، ولعل ربه أبقاه ليخرج من هذه المحنة ويلعب دوراً جديداً يكون فيه كسفينة نوح .
على شواطيء الحيرة التي تنهش الناس ، يقف ملايين العالقين ، ينتظرون سفينة تنقلهم إلى شواطيء الأمان والفرح ، والمشكلة أن السفن كثيرة لكنها مريبة بين عجز الثقة وجلد الفاجر.

السفن كثيرة لكن الخوف أن تستقل إحداها فيخطفك القراصنة أو قطاع الطرق أو من لا يحسن الإبحار ولا يعرف قوانين البحر.
نجا الفتى الحويني لحكمة لا يعلمها إلا ربه
أما أنا فمحنتي خاصة فهذا الشيخ شيخي وأبي وأخي ودليلي في الهجرة وعيني التى أرى بها
أنا محنتي خاصة فلي معه ذكريات ومواقف لا تنسى وأيام من الفرح والهناء والأنس لا مثيل لها .
أنا أيضاً أستحق الدعاء حين تدعون للفتى الذي نجا .

خالد الشافعى?

http://photos-c.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-prn1/547792_434991523191269_208614759162281_1556518_187 9493012_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=434991523191269&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1)