المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : #سلفي| #خاص| #مقالات| الدكتور محمد علي يوسف يكتب: "عبدالله الحر!" #salafy #y...


S.N.N
05-30-2012, 06:52 AM
?#سلفي| #خاص| #مقالات| الدكتور محمد علي يوسف يكتب: "عبدالله الحر!" #SALAFY #Y


شخصية دوما ما تبهرنى و تأخذ بمكامن قلبى إلى ربوعها الخلابة
شخصية عبد الله الحر
و عبد الله الحر هو الإسم الذى أطلقته مخيلتى على الشخصية العجيبة التى ذكرها حبيبى صلى الله عليه و سلم و حدثنا عن صفاتها الخلابة فى حديث من أروع كلامه بأبى هو و أمى
لقد بدأ رسول الله وصف تلك الشخصية بالعبد ثم أردف ذلك بذكر جوانب من تلك الشخصية الأخاذة التى تبرق بالتحرر و التجرد من أواصر المادة الحقيرة و أغلال المصالح العفنة
عبد و حر ؟؟؟!!
يتوهم البعض أنهما ضدان و هما كذلك إلا فى تلك الحالة الفريدة
حينما يكون عبدا لله وحده متحررا من غيره
و هذا ما فعله صاحبنا الذى نتكلم عنه
عبد الله الحر
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع"
لقد بدأ حبيبى صلى الله عليه و سلم بذكر أول قيد و أسر تحرر منه صاحبنا و هو فى قوله " آخذ بعنان فى رسه فى سبيل الله "
فصاحبنا المذكور فى الحديث مجاهد يمتطى فرسه و يطير على صهوة جواده فى ربوع الأرض يعلى كلمة الله و ينافح عن عقيدته
و هو هانا قد تحرر من أسر المكان و دعة المنزل و رغد العيش المنعم وجاذبية الراحة بين الأهل و المال
تحرر من كل تلك القيود الثقيلة التى تخلد الإنسان إلى الأرض و أصم أذنيه عن دعوى إبليس التى ذكرها النبى صلى الله عليه و سلم فى حديث سبرة بن أبى فاكه رضى الله عنه من أن الشيطان قعد لابن آدم بطريق الجهاد فقال تجاهد فهو جهد النفس والمال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال فما كان من العبد الحر إلا أن عصاه فجاهد كما خبرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم

ثم ذكر لنا الحبيب قيدا آخر تحرر صاحبنا الحر و هو قيد المظهر الخارجى وزينته و هو ما يظهر فى قوله "أشعث رأسه مغبرة قدماه "
و ليست تلك دعوة إلى أن يكون مظهر المسلم مزريا أو ثيابه رثة فليس ذاك دأب رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا سنته القولية أو الفعليه لكنه هنا إنشغال بمعالى الأمور عن سفسافها و تحرر من النظر للمظاهر و هو بين ساحات الوغى ينصر دين ربه و يعلى كلمة مولاه و هى إشارة إلى استغراق صاحبنا بكامل وجدانه فى تلك العبادة العظيمة التى طار إليها على متن فرسه و عشقتها نفسه حتى أنسته أن يهندم رأسه أو يزيل غبرة الحرب عن قدميه المعفرتين بأثر ما من شىء أحب إلى الله منه كما صح عن رسوله صلى الله عليه و سلم
أثر فى سبيل الله

أما القيد الثالث الذى تحرر منه عبد الله الحر فهو ما ذكره رسول الله صلى الله عليه و سلم فى قوله "إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة"
إنه قيد حب المناصب و الإمارة و ياله من قيد ذلت له أعناق الرجال وخضعت له رقاب الصناديد
حب الإمارة و الحرص عليها الذى شبه النبى صلى الله عليه و سلم من ابتلى به بالطفل الذى عن الرضاع قد انفطم
طهر قلب صاحبنا من ذاك الداء فلم يشغله منصب و لم تستهوه إمارة
حيثما استعمل عمل و أينما وضع أبلى بلاءا حسنا
إن كان فى الساقة أى مؤخرة الجيش جاهد و لم يتخلف و إن طلب منه أن يكون حارسا على المتاع أو الأفراد لم يتذمر و ما أشبهه بابن الوليد رضى الله تعالى عنه حين عزله أمير المؤمنين عمر فاشتد فى جهاده و هو جندى بما لا يقل عن جهده و هو أمير فجاءه المرجفون يخذلونه عن ذلك ويثبطونه زاعمين ان الجندية ليست شرفا و إذا به يصدع بها خفاقة " إنما أفتح الشام لله لا أفتحها لعمر "
و رحم الله المجاهد عبد الله عزام حين سألوه عن طبيعة عمله فى جهاد الروس المحتلين فقال إنما نجلب الأحذية و نحملها للمجاهدين فهم يحتاجون لمن يفعل ذلك و نحن من نقوم بهذه الخدمات لهم
أى تجرد هذا ؟
بل أى تحرر هذا ؟
لو شاء هؤلاء لطالوا نجوم المجد بأيديهم و لاستجلبوا أعتى المناصب والمراكز لكنهم آثروا الذكر عند مولاهم فخلد فى العالمين ذكراهم لأنهم لم يطلبوا إلا رضاه و لم يسعوا إلا لخدمة دينه كما نحسبهم و الله حسيبهم

ثم جاء ذكر القيد الأخير و ما أصعبه من قيد و ما أشده على النفس
إنه قيد الوجاهة و المكانة بين الناس
و يظهر فى قوله صى الله عليه و سلم " إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع"
عبد الله الحر الذى ذكره حبيبى صلى الله عليه و سلم فى هذا الحديث البديع هو رجل ليس له مكانة بين الناس
لا يقدرونه و لا يأذنون له بالدخول إذا استأذن و لا يقبلون شفاعته إذا شفع
رجل بمعيار أهل الدنيا لا سعر له و لا قيمة
لكن هذا لا يضره
إن لم يكن له قيمة عند الناس فيكفيه أن له قيمة عند رب الناس
كمثل زاهر بن حرام رضى الله عنه حين قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا تجدنى كاسدا يا رسول الله فقال له صلى الله عليه و سلم:
"ولكنك عند الله لست بكاسد"
هذا هو المعيار الحقيقى القدر عند الله لا عند الناس و رب أشعث أغبر ذى طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره
عبد الله الحر تحرر من أسر تلك المطالب كلها فاستحق أن يعده النبى بكلمة ما أحلاها و ما أعظم بهاءها
لقد وعده بطوبى
و ما أدراك ما طوبى
اختلف المفسرون في معنى طوبى فى قوله تعالى
"طوبى لهم وحسن مآب"
فروي عن ابن عباس أن معناه : فرح وقرة عين
وعن قتادة : أصابوا خيراً
وقال ابن عجلان : دوام الخير
وقيل الجنة ، وقيل شجرة في الجنة
هذا كله لعبد الله الحر المتجرد الذى تجرد من كل تلك الآصار و الأغلال الأرضية ليسمو بروحه عن كل تلك المطامع و لا يبقى فى نفسه إلا شعارا واحدا " إنا إلى ربنا راغبون " .
أما العبد الآخر الممزق بين شركاء متشاكسون يرزح تحت أغلال عبوديته لهم فلا أزيد إلا أن أذكر ما قاله حبيبى صلى الله عليه و سلم عنه فى نفس الحديث و ليسأل كل منا نفسه
أى العبدين أنا ؟؟
"تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش "?

http://photos-d.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-prn1/536027_440292509327837_1720696601_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=440292509327837&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1)