المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : #سلفى|#مصر|الاستاذحسام عبد العزيزيكتب:هل يستفيد مرسي من درس عصام شرف؟ #salafy #w...


S.N.N
06-29-2012, 09:09 PM
?#سلفى|#مصر|الاستاذحسام عبد العزيزيكتب:هل يستفيد مرسي من درس عصام شرف؟ #salafy #w

حالة من الذهول تسللت إلى نشطاء موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك فور إعلان الدكتور محمد مرسي رئيسا مدنيا منتخبا لمصر.
النشطاء أعربوا عن اندهاشهم من تطاول كل من توفيق عكاشة ولميس الحديدي ومصطفى بكري على المجلس العسكري فور إعلان النتيجة وذلك بعدما دعموه بقوة. الأكثر غرابة أن الثلاثي المذكور أجبن ـ بحسب نشطاء ـ من أن يتخذوا موقفا جريئا كهذا لا سيما وأنهم جميعا معروفون بالأكل على كل الموائد والتحول وركوب الموجة وهو ما عاينه الجميع بالصوت والصورة عقيب تنحي الرئيس المخلوع. إذن فقد كان متوقعا أن ينافقوا مرسي والمجلس العسكري أو أن يلتزموا الصمت على الأقل. فماذا حدث؟
لا أبالغ إن قلت إن الأمر وصل إلى حد الذعر، فالمجلس العسكري عُرف بقمعه للمتطاولين عليه ولهذا السبب تعرض الناشطان علاء عبدالفتاح وأسماء محفوظ إلى الحبس، وهو ما يجعل السكوت عن المخلوق العكشي نذيرا بمخطط عسكري للانقلاب على مرسي.
المخطط تتضح معالمه بشدة وأخشى أن يتورط فيه الإسلاميون كما تورطوا المرات السابقة، فقد علمتنا المخابرات كيف يمكن إسقاط شعبية شخص أو جماعة وإذا لُدغنا من الجحر نفسه فإننا سنعيد دولة مبارك بأقوى مما كانت عليه وبغطاء شعبي.
الاستعانة بالأمثلة قد توضح ما سردته آنفا. كيف استطاع المجلس العسكري حرق عصام شرف؟ رئيس وزراء مبايع من التحرير. نقي ونزيه وشريف ومجتهد. ورغم ذلك أصر المجلس العسكري على الاحتفاظ بالوزارات السيادية وهو ما صرح به اللواء الرويني وقتئذ قائلا بالنص: احتفظنا بالوزارات السيادية وتركنا لـ (شرف) اختيار حكومته. أخطأ شرف بالتنازل عن الحق الثوري ولاحظوا أن هذا الخطأ وقع فيه الإسلاميون بعد ذلك.
بعد أشهر خرج المتظاهرون أنفسهم يطالبون بإسقاط حكومة عصام شرف الثوري لتحترق الورقة الثورية الأولى. لاحظوا أن الشعب هنا بدأ يكره الثورة واصفا الثوار بأنهم لا يريدون الاستقرار ولا يعجبهم العجب.
أشرف المجلس العسكري على الانتخابات البرلمانية وخرج المشهد الانتخابي نزيها بشهادة العالم لكنه جرد البرلمان من أية صلاحيات تنفيذية بإصراره على حكومة يرأسها الجنزوري مع الاحتفاظ أيضا بالوزارات السيادية. وهكذا دخل البرلمان في صراع خاسر مع الحكومة ولعبت الوزارات السيادية دورا في تقليص شعبية الإسلاميين. فهذا الإعلام يبث الشائعات عن الإسلاميين وهذا العدل (القضاء) يقوض دستورية قرارات البرلمان انتهاء بدستورية البرلمان نفسه وهذه الداخلية تورط البرلمان في المجازر المتتالية.
شاء الله وحده أن مرسي يفوز رغم تقلص شعبية الإسلاميين، وذلك بسبب عدة عوامل أبرزها تبرئة قتلة المتظاهرين، فإذا لم ينتبه الإسلاميون للخطأ المتكرر فقد يعودون جميعا إلى المعتقلات وأولهم رئيسنا المنتخب محمد مرسي.
إذن فاللعبة كانت التنفيذ دون التشريع مع الاحتفاظ بالوزارات السيادية وذلك إبان عصر عصام شرف. ثم التشريع دون التنفيذ في عهد البرلمان مع الاحتفاظ أيضا بالوزارات السيادية. وها نحن الآن نعود إلى عصر عصام شرف من جديد بإصدار إعلان دستوري مكمل والإصرار على الاحتفاظ بالوزارات السيادية كما يتردد.
لا أرى خلافا على ضرورة إصرار مرسي على تشكيل حكومته كاملة بشكل مستقل وعلى ضرورة إلحاح الثوار على عودة مجلس الشعب، ومن ثم فإن التحذير الأهم في هذه المرحلة لابد أن يكون من الإعلان الدستوري المكمل المسمار الأخير في نعش شعبية الإسلاميين.
الإعلان المكمل باختصار يعني أن الجيش له أن يرفض طلب الرئيس التدخل في حالة حدوث أية اضطرابات مصطنعة بالبلاد... يعني أيضا أن التشريع بيد العسكري الذي له الحق في انتخاب جمعية تأسيسية أغلبها من الموالين له.
وعليه يستطيع المجلس أن يوحي لأوليائه في الجمعية التأسيسية بتعطيل عملية الدستور أو الإصرار على مواد بها عوار دستوري كي يرفضها الشعب في الاستفتاء ويعود الدستور إلى الجمعية من جديد وهكذا دواليك. يستطيع المجلس أيضا وفق الإعلان المكمل أن يصور أي انقلاب دموي كثورة شعبية برفضه التدخل فيها.
لاحظوا دعوات المخلوق العكشي إلى التظاهر يوم الجمعة (يوم نشر المقال) كبداية لحشد البلطجية والفلول وعناصر أمن الدولة والأغبياء والفنانين والمستأجَرين وكارهي الإسلاميين عموما والإخوان خصوصا. بالطبع أية محاولة لمنع تلك التظاهرات أو حبس عكاشة ـ رغم تحريضه الذي يعاقب عليه القانون ـ سيصورها الإعلام الفلولي أنها بداية القمع الإخواني لحرية التعبير. لاحظوا أن المشاركين هم من خرجوا يؤيدون المجلس العسكري في مدينة نصر منذ أيام وهذا يثير الريبة.
إذن فالحل الميدان حتى سقوط الإعلان المكمل ولكنه سيتحول إلى أداة عكسية لحشد المزيد من الكارهين والناقمين على الثورة إذا لم تُدر الأزمة بالطريقة المثلى.
هنا لابد أن نتعلم من تظاهرات وثيقة السلمي فالشعب وقتها لم يفهم ما هي تلك الوثيقة واختزل الأمر برمته في تظاهرات لـ "وقف الحال". إذن فالحل هو ربط تظاهرات الإعلان الدستوري المكمل بـ "وقف الحال" وأنه إعاقة لاستقرار البلاد وتسليم السلطة للرئيس كاملة كي يبدأ بناء مصر. من المهم الحديث شعبيا عن هذا. من المهم تصوير مليونية عكاشة كمحاولة لهدم استقرار مصر التي اختارت رئيسها المنتخب.
المخطط يُدار بعناية. محاولات تلميع شفيق إعلاميا لا تنتهي فهذا أوباما يحثه على مواصلة العمل السياسي بينما يحاول بطل موقعة الجمل نفسه الظهور بمظهر "الجنتلمان" بتهنئته مرسي، رغم وصلات الردح والاتهامات بالقتل وبيع قناة السويس التي كالها للإخوان طوال الأيام الماضية وهو ما يلقي مزيدا من الشكوك.
الحكومة الائتلافية ـ رغم كونها رسالة طمأنة للجميع ـ توفر قدرا من الخلخلة يستطيع بها المجلس ومخابراته بث عدم الثقة وزرع التخوين خلال الفترة القادمة بين الإخوان والليبراليين. تخيلوا مثلا لو صورت المخابرات لقاء بين مرسي وعصام العريان ولو بحفل غداء وأرسلت الصور إلى رئيس الحكومة الذي سيكون بالضرورة من خارج الإخوان؟
إذا هزمت خصمك في نزال وأقر بخسارته، فإنه بهذا الاعتراف لم يعد صديقا لك ولن يتوقف عن مباغتتك إذا غفلت عنه ولو لثوانٍ. إذا لم تؤمن بهذا فأنت ساذج.?

http://photos-c.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/480708_458383247518763_422436093_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=458383247518763&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1&relevant_count=1)