المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : #سلفي| #خاص| #مصر #الغربية| #مقالات| الصحافي إبراهيم أباظة يكتب: "سر المرايا!!"...


S.N.N
07-01-2012, 07:37 PM
?#سلفي| #خاص| #مصر #الغربية| #مقالات| الصحافي إبراهيم أباظة يكتب: "سر المرايا!!" #SALAFY #Y


كثيرا ما كتبت عن قضية نقد الذات، وقد كان سر اختياري لعنوان الزاوية التي أكتبها كل أسبوع هنا (مرايا) اقتناعي الشديد بأهمية أن نقف –التيار الإسلامي- أمام المرآة، وأن نسلط الضوء على أخطائنا ونسعى لاكتشاف علاجها وتقويمها بشكل متجرد وموضوعي لأن تنقية الصحوة الإسلامية من الآفات التي تصيب بعض أفرادها أو جماعاتها واجب شرعي وجهاد في سبيل الله.

إن محاسبة النفس على المستوى الفردي وتقويمها وعلاج أمراضها هو من الجهاد في سبيل الله، فما بالك بتقويم الذات على المستوى الجماعي؟! ما بالك بتقويم المواقف والأفكار التي يتأثر بها جمع كبير من الخلق؟! ما بالك بتصحيح المسار الذي يسلكه آلاف بل ربما ملايين يكونون في ميزان حسناتك إن ألهمك الله رشدك ووفقك للنصيحة الحقة؟!

ومن باب نقد الذات أيضا أقول: لقد وقع كثير من أبناء الصحوة الإسلامية فيما يتعلق بنقد الذات في إفراط أو تفريط!!

فتجد قوما لا يعرفون من نقد الذات إلا الهجوم على الذات بغرض التشفي أو التقليل من شأن من ينتقدونه لأجل خصومة ما، ولا تجد في نقدهم موضوعية أو شفقة أو أدب، وهذا في الحقيقة لا يصلح إلا أن يسمى: (تصفية حساب) أو (تكسير عظام) وإن غلفوه زورا وبهتانا باسم نقد الذات!!

وتجد آخرين لا يتقبلون نقد الذات، وإن جاء في شكل موضوعي مهذب، ويعتبرون كل منتقد لخطأ أو ظاهرة مرضية خصما!! ويشككون في انتمائه لهم ولفكرتهم وربما للصحوة كلها!! ولا يخطر ببالهم أن ينظروا حتى فيما قال نظرة متبين، بل يرمون كلامه كله وراء ظهورهم وإن كان حقا!!

إن نقد الذات أمر ضروري للصحوة الإسلامية ولا شك، ولابد لكل كيان يريد الارتقاء ويسعى للنمو الكمي والكيفي أن يهتم بتقويم نفسه والبحث في أخطاء نفسه وتقويمها وعلاجها وإيجاد حلول للمشاكل التي يمر بها، وإلا فهو عرضة إلى كثرة الأخطاء وتراكمها ولن يلقى جزاء إلا الفشل.

لذلك يجب علينا أن نعالج ما يعطل تقويمنا لأنفسنا من إفراط أو تفريط، فنفرق بين النقد البناء والتشفي، ونحرص في نقدنا لأنفسنا على الموضوعية والأدب وحسن الظن وعدم الطعن في النوايا وغير ذلك من آداب النصيحة، وكذلك نوطن أنفسنا على تقبل النقد، وحسن الظن بالناقد، وأخذ كلامه مأخذ الجد، ونفشي في إخواننا هذه الثقافة ونعلمهم فنها وأصولها وآدابها.

إننا لن نجني من محافظتنا على نظافة المرآة والنظر لأنفسنا فيها بتمعن إلا كل خير، ومن أصر على مرآة متسخة أو كسرها ورفض النظر فيها فلا يلومن إلا نفسه!!


سبق النشر بجريدة "الفتح" الأسبوعية - العدد الـ36
بتاريخ 9شعبان1433هـ. الموافق: 29يونيو 2012م.?

http://photos-b.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/554232_459456564078098_1815010789_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=459456564078098&set=a.208634749160282.54543.208614759162281&type=1&relevant_count=1)